على وجوب الاستقبال في النافلة أيضا إلّا ما استثني، و عن الضحّاك
إذا حضرت الصلاة و أنتم عند مسجد فصلّوا فيه و لا يقولنّ أحدكم أصلّي في مسجدي.
[و لعلّ الأظهر أن يكون المراد و أقيموا نفوسكم أي اجعلوها مستقيمين
كما أمر به النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بقوله «وَاسْتَقِمْ كَما
أُمِرْتَ»
فيحتمل أن يكون إشارة إلى اعتبار الايمان و عدم الفسق، أو إلى
التقوى، و كأنه على التقديرين يستلزم الإخلاص و ترك الرياء، فما يأتي تصريح و
توضيح لما تقدّم ضمنا فتدبر].
وَ ادْعُوهُ و اعبدوهمُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ 1 أي الطاعة مبتغين
وجهه خالصا، و لو أريد بالدين الملّة أو الإسلام مع كونه غير واضح هنا، و لم ينقل
من أحد من المفسّرين، أمكن أن يقال باستلزام اعتبار الإخلاص في العبادة أو الدعاء،
و أنه المتبادر فتدبّر، و قد يحمل على ظاهره من الأمر بالدعاء فيدلّ على استحباب
الدعاء في المساجد، و قد يستخرج من الاية استحباب التحيّة على بعض الوجوه فتأمل.