أيضا و روي عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله من صلّى بعد المغرب قبل
أن يتكلّم كتبت صلاته في علّيين، و نحوه عن أبى عبد اللّه عليه السّلام و الظاهر
أنّ المراد قبل أن يتكلّم بكلام أجنبيّ لا التعقيب كما فسّر في الصحيح 1 عن أبى
عبد اللّه عليه السّلام.
و الأدبار جمع دبر و قرئ إدبار بكسر الهمزة 2 من أدبرت الصلاة إذا
انقضت و تمّت، و معناه وقت انقضاء السجود كقولهم أتيتك خفوق النجم،
«اصْبِرْلِحُكْمِ
رَبِّكَ»
بإمهالهم و ما يلحقك فيه من المشقّة و الكلفة «فَإِنَّكَبِأَعْيُنِنا» مثل أي بحيث نراك و نكلأك
و جمع العين لأنّ الضمير بلفظ الجماعة ألا ترى إلى قوله «وَلِتُصْنَعَ عَلى
عَيْنِي»
و للدلالة على شدّة الحفظ بكثرة أسبابه، و قرئ بأعينّا 3 بالإدغام «وَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ» قيل من أيّ مكان قمت، و
قيل:
من منامك، و قيل حين تقوم إلى الصلاة المفروضة، فقل سبحانك اللّهمّ و
بحمدك، و قيل حين تقوم من المجلس، فقل سبحانك اللهمّ و بحمدك لا إله إلا أنت اغفر
لي و تب علىّ. و قد روي 4 مرفوعا أنّه كفارة المجلس، و روى عن عليّ عليه السّلام 5
من أحبّ أن يكتال بالمكيال الأوفى فليكن آخر كلامه من مجلسه «سُبْحانَرَبِّكَ رَبِّ
الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ
رَبِّ الْعالَمِينَ» و قيل اذكر اللّه بلسانك 1- التعبير في الحديث الثاني من الباب
السابق ثم عقب و لم يتكلم حتى يصلّى.
2- المجمع ج 5 ص 148.
3- نقله الالوسى في روح المعاني ج 27 ص 34 عن ابى السمال.
4- انظر المجمع ج 5 ص 170 و قلائد الدرر ج 1 ص 109 و زبدة البيان ص 61 و
كنز العرفان ج 1 ص 87 و الدر المنثور ج 6 ص 30.
5- البحار ج 18 ص 35 و قلائد الدرر ج 1 ص 109 و مثله في المجمع ج 4 ص
463 عن النبي (ص) مع تفاوت يسير في اللفظ.