حين تقوم إلى الصلاة إلى أن تدخل في الصلاة و قيل و صلّ بأمر ربّك
حين تقوم من منامك، و قيل الركعتان قبل صلاة الفجر.
«وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبارَ النُّجُومِ» و قرئ أدبار النجوم 1 بفتح
الهمزة أيضا أي أعقابها فقيل المراد الأمر بقول سبحان اللّه و بحمدك في هذه
الأوقات و قيل يعني صلاة الليل، و روى زرارة و حمران و محمّد بن مسلم 2 عن أبي
جعفر و أبى عبد اللّه عليهما السلام في هذه الآية قالا: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله كان يقوم من الليل ثلاث مرّات فينظر في آفاق السماء فيقرء خمس آيات من
آل عمران «إِنَّفِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ- إلى-إِنَّكَ لا
تُخْلِفُ الْمِيعادَ» ثمّ يفتتح صلاة الليل الخبر.
و قيل يعني صلاة المغرب و العشاء الآخرة، و إدبار النجوم يعني
الركعتين، قبل صلاة الفجر، و هو قول الأكثر و هو المرويّ عن أبي جعفر و أبى عبد
اللّه عليهما السّلام 3 و ذلك حين تدبر النجوم إلى حين يغيب بضوء الصبح، و قيل
يعني فريضة الصبح، و قيل معنى الآية لا تغفل عن ذكر ربّك صباحا و مساء، و نزّهه في
جميع أحوالك ليلا و نهارا، فإنه لا يغفل عنك و عن حفظك.
و يتصوّر في معنى الآية وجوه أخر منها: و صلّ حامدا ربّك شاكرا له
على ما هداك، أو حفظك، أو عليهما، أو مطلقا، حين تقوم بأمر ربك لك بالصلوات
المفروضات و تمتثله، فيكون مخصوصا بالفرائض، و قوله «وَمِنَ
اللَّيْلِ»
إشارة إلى النوافل اللّيليّة «وَإِدْبارَ
النُّجُومِ»
إشارة إلى النوافل النهاريّة أو «حِينَتَقُومُ» في خدمة ربك، أو أمر ربك
بالصلاة المفروضة و نوافلها، و من الليل لصلاة الليل و ادبار النجوم لركعتي سنة
الفجر، باعتبار أنها قد تقع في الليل فتتبع صلاة الليل، و قد تقع مرتبطا بفريضة 1-
شواذ القرآن لابن خالويه ص 146 و نقله الالوسى في روح المعاني عن سالم ابن ابى
الجعد و المنهال و ابن عمرو و يعقوب و في المجمع نقله عن زيد عن يعقوب.