146بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ و ولي أمركم و هو لكم و
ناصركموَ هُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ 147 سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ
الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ قد استفاض الحديث بأن المشركين رجعوا من حرب أحد إلى مكة مرعوبين و
الآية عامة فقد كان رسول اللّه (ص) منصورا برعب أعدائه منه كما يشهد به الحديث و
التاريخ و احوال المشركين و حروبهم للمسلمينبِما
أَشْرَكُوا
أي بسبب اشراكهمبِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ في إلهيته و استحقاقه
للاشراك مع اللّه في الإلهيةسُلْطاناً و حجة من عنده فإن كل هؤلاء المشركين قد أسسوا شركهم على الاعتراف
باللّه و إلهيته و ما له من كمال الإلهية. و لكنهم يزعمون في الشركاء انهم آلهة
صغار بحسب ما صوره لهم ضلالهم من الولادة من اللّه او تنزلات الإلهية و نحو ذلك
فتقوم الحجة على المشركين بأن اللّه جل شأنه كيف يهمل شأن الإله المتولد منه أو
الذي هو من تنزلاته و لا ينزل سلطانا على إلهيته و مقامه فيها و استحقاقه للعبادة
كما يزعمون فإنه جلت آلاؤه لم يترك نبيا يبعثه بدون اقامة الحجة على نبوته لئلا يضيع
مقامه و تضيع الفائدة من نبوته فكيف يضيع الفائدة و يبطل الحكمة فلا يقيم حجة و لا
ينزل سلطانا بإلهية من تولد منه أو صار من تنزلاته. دع عنك هذا التقرير و لكن من
اين لهم الحجة على إلهية شركائهم و هل نزل اللّه بذلك سلطانا يحتجون به فإن مرجع
ذلك إلى اللّه لا إلى أوهام الضلال. و هذه حجة الزامية على المشركين زيادة على
الحجج العقلية على وحدة الإله و بطلان الشرك و ان كل ما يشركونه مع اللّه ملزوم
بلوازم المخلوقية و الحدوث و امتناع إلهيتهوَ مَأْواهُمُ
النَّارُ وَ بِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ المأوى هو المحل الذي يعد
و يؤتى ليستراح و يحتمي به. و المثوى هو المحل الذي يطول المكث فيه. و جرى التعبير
بالمأوى تبكيتا بسوء عاقبتهم. و ان النار مثواهم و محل مكثهم و بئس المثوى المعد
للظالمين 148وَ لَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ لكم بالنصر و ظهر لكم
مصداقهإِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ اي تقتلونهم بنصر اللّه و
مشيئته. و في التبيان الحس هو القتل على وجه الاستئصال. و في النهاية حسوهم بالسيف
حسا استأصلوهم قتلا. و في الكشاف تقتلونهم قتلا ذريعا. و على هذا يدور كلاء