الحرب و الجهادفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ ما ضَعُفُوا و هذا يدل على ان معنى
الوهن اما ما هو قريب في المعنى من الضعف او هو قسم خاص منه فإن محض التأكيد
بالمترادفين بعيد فيمكن ان يراد فما اختل نظام اجتماعهم و لم يعرض لهم الهلع و
خمود العزائم و ما ضعفت أبدانهم لكونهم استسلموا للرعب و الخوف و روعة الحربوَ مَا
اسْتَكانُوا
الاستكانة الذل و الخضوع. و يحتمل ان يكون ذلك تعريضا بما يروى من ان
بعضا هموا بأن يوسطوا عبد اللّه بن سلول ليطلب لهم الأمان من قريش. بل ان الربيون
صبروا صبر الكرام في حروبهموَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ و كفاهم بذلك فضلا و فخرا
143وَ ما كانَ قَوْلَهُمْ في شدائد الحروب و أمثالهاإِلَّا أَنْ
قالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَ إِسْرافَنا فِي أَمْرِنا قول المستصغر لعمله الخائف
من هفوات الزلل و الطالب من اللّه التسديد و المغفرة لما سلفوَ ثَبِّتْ
أَقْدامَنا
في الجهاد في سبيلك و طاعتك قول الصابر الموطن نفسه على الثبات و
الطالب من اللّه التوفيق و التسديدوَ انْصُرْنا في جهادناعَلَى
الْقَوْمِ الْكافِرِينَ 144 فَآتاهُمُ اللَّهُ جزاء بما عملواثَوابَ
الدُّنْيا
من النصر و الفتح و سائر النعموَ حُسْنَ
ثَوابِ الْآخِرَةِ و في ذكر الحسن بيان لعظمة ثوابهم في الآخرة و ان كان كله حسن و اي
حسن جزاء لإحسانهموَ اللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ 145 يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا بالطاعة العامة أو في أمر
الجهاد و الدين. و قيل ان الآية نزلت في عبد اللّه بن أبي سلول الذي رجع من جيش
النبي (ص) عن حرب احد بثلاثمائة من أصحابه و صار يخذل المسلمين عن رسول اللّه. و
في الكشاف و مجمع البيان و تفسير البرهان مرسلا عن علي (ع) نزلت في قول
المنافقين أي للمسلمين عند الهزيمة ارجعوا إلى إخوانكم و ادخلوا في دينهم
و عليه يكون مورد النزول من احد المصاديق و الآية على عمومهايَرُدُّوكُمْ عن دين الحق و الإيمان و
الجهاد إلى الوراء و الضلالعَلى أَعْقابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا بردهم إلى الضلالخاسِرِينَ و كفى بذلك هلكة