و الحسيس القتيل. قال صلاءة بن عمرو كما في لسان العرب و غيره
نفسي لهم عند انكسار القنا
و
قد تردوا كل قرن حسيس
و قد كان في قتل المسلمين للمشركين في أول الحرب يوم احد قتل استئصال
فقد استأصلوا حملة اللواء بني عبد الدار و سرى القتل الذريع في المشركين حتى
انهزموا و أكب المسلمون على رحالهم للغنائم و كان ذلك القتل و الانهزام بإذن اللّه
و نصره على خلاف الموازنة الحربية و مصادمة القوة بالقوة و كثرة عدد المشركين و
عدتهم فقد كانوا نحو اربعة أمثال المسلمين المجاهدين. و في التبيان إذ تحسونهم يوم
بدر حتى إذا فشلتم يوم احد. و في مجمع البيان اكثر المفسرين على ان المراد بالجميع
يوم احد و نقل ما ذكره التبيان عن أبي علي الجبائي.
و ما ذكرناه مقتضى سوق القرآن فهو الظاهر و عليه روايتا ابن عباس في
الدر المنثور و ان كان فيما صححوه منها ظهوره في حضور ابن عباس يوم احد و هو خلاف
المعروف من التاريخ من ان ابن عباس لم يكن حينئذ مهاجرا بل لم تعرف هجرته إلا بعد
فتح مكةحَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ أي ظهر مصداق وعد اللّه
لكم بالنصر و صرتم تقتلونهم قتلا ذريعا و دام ذلك حتى إذا فشلتم انقطع ذلك بسبب
فشلكم و ما جرى منكم. و فسر الفشل بالجبن اي جبنهم حينما كر عليهم المشركون بعد
فرارهم. و على هذا يكون العطف بعد ذكر الفشل على خلاف الترتيب و هو سائغ مع الواووَ
تَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ و من ذلك ما وقع من الرماة اصحاب ابن جبير في الشعب حيث رغب أكثرهم
في الغنيمة و خالفوا امر الرسول و فارقوا الثابتين الآمرين لهم بالثبات في مركزهموَ عَصَيْتُمْ بالذهاب من الشعب الى
الغنيمة و فراركم عن رسول اللّهمِنْ بَعْدِ ما
أَراكُمْ
اللّهما تُحِبُّونَ من النصر و قتلكم لهم و هزيمتهم
149مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا فآثر الغنيمة على طاعة
الرسول أو آثر الحياة الدنيا بالفرار على الجهاد في سبيل اللّهوَ مِنْكُمْ
مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ فثبت و جاهد جهاد الصابرينثُمَّ
صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ عطف على صدقكم اللّه اي صرفكم