لقاتل و يدفع ذلك ان الجملة الاسمية تحتاج في كونها حالا إلى ربطها
بالواو او بها مع الضمير.
و اما الاكتفاء بالضمير وحده فهو من الضعيف الذي يجل عنه قدر القرآن
الكريم. و الزمخشري يصرح بالضعف في نحوه. اما الربيون ففي الكشاف ان الربي
كالرباني هو المنسوب إلى الرب و كسرت الراء من تغيير النسب. يعني ان النسبة تكون
معها تغييرات كثيرة في بناء الكلمة حتى في أولها كما يقال في المنسوب إلى الدهر
دهري بضم الدال. و بصريّ بكسر الباء و توافقه احدى الروايتين عن ابن عباس. و قد
اختلفت الرواية في تفسير الربي ففي الدر المنثور عن ابن عباس علماء كثير و عنه
ايضا جموع. و الجموع الكثيرة. و عن ابن مسعود ألوف. و
في التبيان الربي عشرة آلاف و هو المروي عن
أبي جعفر يعني الباقر (ع)
و لم أجد الرواية و كأنها من رواية أبي الجارود في تفسيره و هو ضعيف.
و
عن العياشي عن منصور بن الصيقل عن الصادق (ع) ألوف الألوف.
و منصور مجهول الحال و رواية العياشي عنه مرسلة. و في تفسير القمي
الربيون الجموع الكثيرة و الربوة الواحدة عشرة آلاف. و في القاموس الربوة بالكسر
عشرة آلاف و الربي واحد الربيين و هم ألوف من الناس. و عليه فنسبة الربي الى
الربوة يحتاج إلى تصرف زائد بقلب الواو ياء ثم حذف الياء مع ان ظاهر الآية توبيخ
اصحاب النبي (ص) في احد لأجل وهنهم بفرارهم و عدم صبرهم في الجهاد في سبيل ربهم و
حماية الدين مع ان اصحاب النبيين قاتلوا معهم فما عراهم ذلك فإذا كان اصحاب كل نبي
ينسبون إلى الربوة و الجموع الكثيرة و عشرات الألوف لم يأخذ التوبيخ موقعه من
الحجة لأن الجموع الكثيرة و العشرات من الألوف فما زاد إلى ألوف الألوف يعتزون
بحسب العادة بكثرة جموعهم و عدد ألوفهم مضافا إلى كون وصفهم بالكثيرين لا فائدة
فيه و بهذا تزداد الرواية ضعفا و استيجابا للاطراح اللهم إلا ان يقال انهم ينسبون
إلى الربوة و عشرات الألوف فما زاد باعتبار تكرر المعارك الكثيرة مع ذلك النبي و
تناوب المجاهدين و في جميعها يثبتون. و فيه بعد. و عليه يكون المعنى و كم من نبي
قاتل معه في جهاده كثيرون فثبتوا و صبروا على ما أصابهم فما لكم لم تصبروا و لم
يثبت منكم إلا اثنان و نحو ذلك. و على قول الكشاف ايها المنتسبون إلى الرب و
الجهاد في سبيل ربهم لماذا فررتم و لم تصبروا كما صبر الكثيرون من المنتسبين
بالإيمان و الطاعة إلى ربهم الذين جاهدوا في سبيل ربهم مع الأنبياءفَما وَهَنُوا
لِما اي لأجل ماأَصابَهُمْ من شدائد