responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 329

يقاس المقام بقوله تعالى‌وَ كانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً و أشباهه فإن «كان» في هذه الموارد للاشارة الى انه كذلك منذ الأزل و من المعلوم ان صفاته الأزلية أبدية ايضا لا يعتريها انقطاع و انقضاء و هذا المعلوم البديهي يصرف «كان» عن مفادها بخلاف هذه الآية و لا أقل من انه لا يساق للمدح و التمجيد ما يعطي بظاهره الذم و التقريع‌ [1] فالوجه أن تكون «كان» في الآية تامة كقوله تعالى‌وَ إِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ. مأخوذة من الكون المطاوع للتكوين مثل قوله تعالى‌ «كُنْفَيَكُونُ». و خير أمة حال من الضمير و جملة أخرجت صفة للأمة بمعنى أظهرت للناس و أخرجت من العدم او الخفاء «المقام الثاني» ان كثيرا من الموجودين حال نزول الآية لم يثبتوا على واجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. و ان الأحوال المذكورة في مقتل عثمان و شؤونه و حربي البصرة و صفين تجعل شطرا وافيا من كبار المهاجرين و الأنصار على غير صفات الآية و ان اعتذر عنهم بالخطإ في الاجتهاد. و قد استفاض عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله او تواتر ان أقواما من أصحابه في يوم القيامة يحال بينهم و بين رسول اللّه و ورود الحوض و ينادى بهم الى النار فيقول رسول اللّه اصحابي فيقال انهم ارتدوا على اعقابهم القهقرى و في حديث أبي هريرة فلا أرى يخلص منهم إلا مثل همل النعم كما رواه بالأسانيد المتعددة و المعاني المتقاربة احمد في مسنده و البخاري و مسلم و ابن ماجه في جوامعهم و الحاكم في مستدركه‌


[1] و حكى السيد في حقائق التأويل عن الذين أرادوا التخلص مما ذكرنا لزومه لمفاد كان الناقصة أقوالا متفرقة. فعن بعض ان كان زائدة و استشهد بقول الشاعر «على كان المسومة الجياد» و قول الاخر «و جيران لنا كانوا كرام»: و عن بعض ان «كان» بمعنى صار. و استشهد بقوله:

«قطا الحزن قد كانت فراخا بيوضها» أي صارت و قال السيد و الصحيح في رواية هذا البيت «قد صارت فراخا بيوضها» أقول و ما أغرب حمل الآية الكريمة و كرامة القرآن على هذين الوجهين الشاذين الواهيين: و عن بعض ان المعنى و كنتم إذ كنتم خير أمة نحو ما كنت مذ كنت إلا نبيها رئيسا. أقول و مع هذا التحذلق البارد رجع هذا القائل إلى كان التامة: و عن بعض ان المعنى كنتم في اللوح المحفوظ أو في كتب الأنبياء المتقدمة. أقول و مع هذا التحكم و التخرص في تقدير الظرف لا ينفك عن محذور كان الناقصة فهل خرجوا عن هذه الصفة من اللوح المحفوظ و كتب الأنبياء: و عن بعض انه يقال لهم ذلك يوم القيامة و لا يضر انقطاع الصفة حينئذ أي و أما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة اللّه هم خالدون، و يقال لهم حينئذ كنتم خير أمة. الآية. و قال السيد في هذا الوجه فضل تعسف و استكراه أقول و من ذا الذي يرضاه لكرامة القرآن و مجده‌

نام کتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن نویسنده : البلاغي، الشيخ محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست