التوبيخ لمن يترك الحج مع استطاعته و المسلمون من الموبخين بل هم
اظهر الافراد في هذا التوبيخ فيكون الكفر كناية عن شدة العصيان بترك الحج و تغليظا
على تاركيه في تضييعهم لهذه الفريضة العظيمة الأثر في الدين و الإسلام و ان المسلم
المضيع للحج ليس بكافر حقيقة و لا تجري عليه احكام الكافر حتى بعد موته بل تجري
عليه احكام المسلم بإجماع المسلمين. و
في التهذيب في الصحيح عن معاوية بن عمار عن الصادق (ع) في حديث و من كفر يعني من
ترك.
و في الفقيه عن الصادق عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي (ص)
لعلي (ع)
كفر باللّه العظيم من هذه الأمة عشرة و عدّ تسعة من اصحاب الكبائر
كالنمام و الزاني و العاشر من وجد سعة فمات و لم يحج.
و روى ذريح المحاربي في الصحيح كما في الكافي و المقنعة و التهذيب
و المحاسن و الفقيه و عقاب الأعمال و المعتبر عن الصادق (ع) ان من استطاع و
لم يحج حتى مات فليمت يهوديا او نصرانيا. و في رواية
الشيخ إن شاء يهوديا و إن شاء نصرانيا.
و مثلها رواية الدر المنثور مما أخرجه سعيد بن منصور و احمد في كتاب
الإيمان و ابو يعلى و البيهقي عن أبي امامة عن رسول اللّه (ص). و مما أخرجه
الترمذي و ابن جرير و ابن أبي حاتم و البيهقي في الشعب و ابن مردويه عن علي امير
المؤمنين (ع) عن رسول اللّه (ص). و مما أخرجه سعيد بن منصور و ابن أبي شيبة من قول
عمر بن الخطاب. و ان عبارة
الرواية «فليمت إن شاء يهوديا و إن شاء نصرانيا»
لتدل بسوقها على انها للتغليظ في سوء العاقبة و خسران التارك إذ فاته
ما للحج من الفضل و اللطف على العباد بتعريضهم لثواب هذه الطاعة و اقامة هذه
الشعائر الدينية التي يعود نفعها الى الناس لفقرهم و حاجتهم الى ذلك و من عصى و
ترك عاد الضرر و الخسران عليهفَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ بأجمعهم لا تزيد في ملكه
طاعة المطيعين و لا تنقص منه معصية العاصين
94قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ
تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ و من جملتها ما جاء به رسول اللّه و قرآنه المجيد و ما في البيت
الحرام من الآيات البيناتوَ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ لا يغيب عنه شيء و لا
تخفى عليه خافية 95قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
مَنْ آمَنَ
روى الواحدي في اسباب النزول