و ابن ماجة و الحاكم قد اخرجوا بأسانيد متعددة عن علي (ع) و ابن
مسعود و جابر و عائشة و أنس و ابن عمر و عبد اللّه بن عمرو بن العاص ان النبي (ص) سئل
عن السبيل في الآية فقال الزاد و الراحلة. و مثله عن عمر و
ابن عباس.
و في رواية عن ابن عباس ان يصح بدن العبد و يكون له ثمن زاد و راحلة
من غير ان يجحف به و قد خالف في ذلك مالك فيمن يقدر على المشي و يمكنه الاكتساب في
مسيره و لو بالسؤال. و المروي من طرق الإمامية عن الباقر و الصادق و الرضا عليهم
السلام كما أحصاه في الوسائل في تفسير الاستطاعة في الآية بحسب السؤال و ما يقتضيه
المقام من البيان. بأن يكون له ما يحج به و من عرض عليه فاستحيى فهو ممن يستطيع و
بأن من كان صحيحا في بدنه مخلى في سربه له زاد و راحلة فهو ممن يستطيع. و بالزاد و
الراحلة مع الصحة و بالصحة في بدنه و القدرة في ماله. و بالقوة في البدن و اليسار
في المال. هذا و الظاهر عدم الخلاف عندنا في ان من الاستطاعة أن يكون له ما يمون
به عياله في طعامهم و كسوتهم و إسكانهم و ما يحتاجون اليه في معيشتهم الى رجوعه. و
في التبيان و هو «أي السبيل» عندنا وجود الزاد و الراحلة و نفقة من تلزمه نفقته و الرجوع
الى كفاية عند العود اما من مال او ضياع او عقار أو حرفة مع الصحة و السلامة انتهى
و الظاهر دخول ذلك في الاستطاعة العرفية. و
روى المفيد في المقنعة عن أبي الربيع الشامي عن الصادق (ع) في
الآية فقال
ما يقول الناس فقيل الزاد و الراحلة فقال سئل ابو جعفر (ع) عن هذا
فقال هلك الناس إذن لئن كان من له زاد و راحلة لا يملك غيرهما او مقدار ذلك مما
يقوت به عياله و يستغني به عن الناس فقد وجب عليه أن يحج بذلك ثم يرجع فيسأل الناس
بكفه لقد هلك إذن فقيل له فما السبيل عندك قال (ع) السعة في المال و هو ان يكون
معه ما يحج ببعضه و يبقى بعض يقوت به نفسه و عياله. و رواه في الكافي
و التهذيب و الفقيه و العلل بنحو من ذلك
و الرواية معتبرة في نفسها خصوصا إذا كان ابن محبوب من اصحاب الإجماع
و معتضدة بعمل الشيخين و جماعة من القدماء بها.
و روى الصدوق في الخصال بإسناد عن الأعمش عن الصادق (ع) قال: و حج البيت واجب
على من استطاع اليه سبيلا و هو الزاد و الراحلة مع صحة البدن و ان يكون للإنسان ما
يخلفه على عياله و ما يرجع اليه بعد حجه:
فما ذكر في التبيان هو الأقوى و الظاهر من الاستطاعة. و تمام الكلام
في الحج موكول الى كتب الفقه كما أو كل القرآن امره الى السنةوَ مَنْ كَفَرَ لا يخفى ان مفاد الآية هو