responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 326

ألا ثكلت أم الليالي فإنني * ارى ثائرا منهن لا يعرف العفوا ألحت باظفار عليهم خطوبها * فلم تبق وردا من مواردهم صفوا فخوف ولا أمن ووجد ولا أسى * وبعد ولا قرب وطرد ولا مأوى هم القوم شبت في حجورهم العلى * وعيبة أسرار الإمامة والنجوى إليهم تناهى كل علم فلم يكن * ليعلم اثباتا سواهم ولا فحوى لئن ثارت منهم يد الدهر فانبرى * يشن على احسابهم غارة شعوا وان ضحكت سن المنى من أمية * وأوسعت الآذان أوتارها شدوا وطارت بأحلام لهم طاعة الهوى * فجهلا ولا حلما وسكرا ولا صحوا لقد راح هذا الدين يغضي على قذى * وباتت على جمر جوانحه تطوى بني هاشم ان الزمان محارب * فسخطا على هذا الزمان ولا عفوا إلى كم نعاني ما نعانيه من جوى * وحتام تطوينا الخطوب ولا نطوى ولولا مصاب السبط ما راعني أسى * ولا شفني خطب ولا سامني شجوا وكيف يراع المرء من حادث عرا * وقد صار طعم الموت في فمه حلوا ويا قاتل الله الزمان فإنني * ارى من دم الاسلام أسيافه تروى هو الخطب لا أطلال هند ولا حمى * خلا من رشا ألمى ومن شادن أقوى بني هاشم ما ذا بلغتم من العلى * شأيتم بني الدنيا ولم تسرعوا الخطوا وجر نداكم في سما المجد ذيله * فبذ الفريقين الحضارة والبدوا متى يستقر الامر في مستقره * وتجري مقاليد الزمان كما نهوى إما وأبيكم يا بني المجد ان لي * عنان هوى عنكم مدى الدهر لا يلوى سقى الرائح الغادي حماكم وان يكن * لعمر أبي جهد الحيا عندكم عفوا السيد علي ابن السيد محمد حسن مهدي الأمين [1].
ولد في شقراء من جبل عامل وتوفي ودفن فيها سنة 1380 وقد تجاوز الخمسين من عمره.
درس في شقراء على شيوخ الأسرة وعلمائها ثم قصد إلى النجف حيث تابع دراسته وعاد منها مجازا من أكابر العلماء وسكن في بلد آبائه وأجداده شقراء منكبا على واجبه من ارشاد الناس والفصل في خصوماتهم ودعوتهم إلى الخير والمعروف عفيفا أبي النفس شجاع الرأي مستقيم الطريقة.
ولده تخلف بولده السيد محمد حسن وقد سلك طريق والده في طلب العلم وتخرج من معاهد النجف الأشرف وعاد إلى بلاده فعين قاضيا شرعيا في صيدا، فكان مثال النزاهة والاستقامة وهو إلى ذلك شاعر مبدع وأديب بارع، خير خلف لخير سلف.
شعره قال في مدح أمير المؤمنين ع من قصيدة:
هو من علمت أبو المنايا سفيه * يقري الفوارس حده بحمام حمال أعباء الحروب يديرها * دور الرحى في عزمه المترامي ومناقب خصت به لم تنحصر * تنبو عن الاحصاء بالأرقام وعجبت ممن يستطيل لوصفه * أنى تنال الشمس بالأوهام ونفيت عن قول الغلاة تعجبني * إذ أذعنوا لأدلة الالزام قد أبصروا بشرا ولكن حلقت * أفعاله عن مدرك الافهام أنت الذي شق الحياة طريقها * ودعا الورى لمحبة ووئام تمضي القرون وطيب ذكرك لم يزل * كالمسك يذكو بعد فض ختام انى تضاهى في علاك وقد سمت * درجات فضلك عن بلوع مسامي وقال:
تجور الليالي ولا دافع * وشيمة دهرك سوء الجوار وابعث عتبي لأيامه * كأني أعاتب منها جدار فقلت لنفسي قري فما * يرد اعتداها سوى الاصطبار فألزمتها الصبر في النائبات * وعودتها في الخطوب القرار فذقت بذلك طعم الحيا * ة وحلو العواقب في الانتظار وقال في وصف الطبيعة وشدة العواصف والثلج:
في حينا صوت الرياح يدمدم * طورا وطورا عاشق يترنم قل تلك زمجرة الأسود عواديا * أو قل نسيم الصبح ظل يهينم أو بحة في صوت تأكل أجهشت * ودموع مقلتها تسح وتسحم جادت ولكن لم تجد في برها * الا بما يضني الحشي ويؤلم في طبعها رعن وفي اقبالها * خبل وفي أفعالها تتحكم ضيف ألم فقل به جبل هوى * ما منه ملجأ للوقاية يعصم أو قل به طوفان نوح أصبحت * أمواجه بفم الثريا تلطم تغزو بجيش للزنوج يضيؤه * برق وتحدوه الرعود فيزحم ويمده للروم يزحف فليق * راياته بيض تلوح وتعلم قد بيضت وجه الثرى بنثارها * حتى توارى أسحم ومعندم وربا على شم الجبال محلقا * فالطير دون سموه والاعصم سدت على وحش الفلا أو جارها * حتى قضت والموت أمر يحتم وقال:
وذي بنية لو للنسيم تعرضت * لأوهى قواها ليس يبقي لها عزما تملك في أحشائه السل ماحيا * لبشر محياه وقد شوه الرسما يقصر منه الخطو من حيث يشتهي * فيقعده الاقدام عن سيره قدما ويستر منه الثوب نحل عظامه * وتقرا لقاضي الموت في عينه حكما وقد سلت تلك الشفاه احمرارها * وأذبلها الداء الذي أوهن العظما يودع بالكف النحيلة طفله * على ثدي من أضحت به تحمل الغما ترى طفلها في حجرها يرضع الأسى * ووالده في قلبها أودع الكلما تبل شفاها للصبي بدرها * ونار الأسى في الصدر فد أججت ضرما تدير بعينيها إلى الطفل مرة * واخرى لمنهوك يودعه سقما تيقظ فيها الهم بعد رقاده * وأوسعها حزا باحشائها أدمى وكم شاغل في النفس منها مضها * ونوعه حزن تفقد الرشد والحلما على مثل حر الجمر يغلي فؤادها * وأدمعها ترفض من عينها سجما إلى من تبث لحزن لا الأخت عندها * تبل لها غلا وتفتقد الاما إذا الليل وافاها وخيم ظله * اعارته طرفا ساهرا يرقب النجما ويدنفها إما تمل لسريره * أخو دنف للداء أعضاؤه مرمى وعينا صبي أخبرتها بيتمه * أوحى لها صوت على سره نما ترى منظرا يشجيك ان ما شهدته * وخطبا يفت القلب والصخرة الصما وقال وأرسلها للمؤلف بعد أن أبل من مرضه:


[1] مما استدركناه على مسودات الكتاب " ح ".

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 8  صفحه : 326
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست