نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 11 صفحه : 209
لا
تتقول قبل تعتمد في أقوالها على الحجج و البراهين الساطعة و أقوالها و عقائدها في الأئمة
ثابتة راسخة بادلتها الواضحة تنهار الجبال و لا تنهار و بذلك ينهار ما تقوله و افتراه
على الشيعة الامامية.
قال
صفحة (ك) الثاني- أي من الأمرين الإمرين في تاريخ الإسلام- قتل الحسين و كل من معه
من أهل بيت النبوة بقساوة فاحشة و وحشية متناهية.
تدعوه
شيعة أهل البيت بالاف من الكتب و الرسائل و عدد كثير من الوفود دعوة نفاق و خداع ثم
تسلمه لأعداء أهل البيت إسلام خذل يخزي كل جبان و لو كان في نهاية الضعف و يقتله و
كل من معه و يمثل به مثلات بكل إهانة جيش الدولة الإسلامية ابتغاء مرضاة مسرف مفسد
ماجن.
و
دعوى الشيعة مثل دعوة الكوفة أولها كتب نفاق و خداع و عقباها خذلان ثم نتيجتها إسلام
المعصوم إلى ايدي أعدائه. و قال في صفحة (م): و شهادة ابن بيت النبوة بخيانة من شيعته
و قوة الدولة الإسلامية هي التي قتلته و اهانته و مثلت به مثلات. و قال في صفحة (ل)
انا لا أكفر يزيد لأن عمله أشنع و أفحش من كل كفر و لا ألعنه لأن إسلام الشيعة بعد
ان دعوه و إطاعة الجيش و قائديه امر يزيد ابتغاء لمرضاته أشنع و أفحش من امر يزيد أضعافا
مضاعفة. و ان قال قائل ان الحسين قتل في حرب اثارها هو فهذا القول يكون تبرئة ليزيد
و تخطئة عظيمة للإمام الحسين ع أنا لا أقول بهذا القول حتى لو قالته الشيعة. و لو قال
قائل ان الحسين قتل في حرب اثارتها الشيعة التي دعته دعوات ثم خذلته فهذا مثل القول
الأول تبرئة ليزيد و الذنب كل الذنب يكون على الشيعة التي خدعته ثم خذلته و أسلمته
و لم يكن البكاء على الشهداء إلا احتيالا إلى لعن من هو يعاديه أو مكرا و دهاء و تقية
و دين الأمة كان ارفع من كل ذلك.
(و
نقول) كل كلامه هذا اخطاء و حياد عن الحق.
(أولا):
زعمه ان شيعة أهل البيت دعته دعوة نفاق و خداع ثم أسلمته لأعدائه، و قوله بخيانة من
شيعته هذر من القول فشيعة أهل البيت هم اتباعهم و محبوهم و هؤلاء لا يمكن ان يكون غرضهم
بدعوته النفاق و الخداع و لا ان يخونوه و إلا لم يكونوا من اتباعه و مواليه و إنما
هذا شان الأعداء فأول هذه الجملة يكذب آخرها. و الذين دعوه من أهل الكوفة جلهم كانت
دعوتهم دعوة إخلاص لا نفاق فيها و لا خداع و ربما كان فيهم من هو على خلاف ذلك مثل
شبث بن ربعي و حجار بن ابجر و يزيد بن الحارث بن رويم و محمد بن الأشعث و اضرابهم الذين
كتبوا اليه ثم خرجوا لحربه كما هو الشأن في أمثال هذه الحال في كل عصر و زمان. و إسلام
من كان بالكوفة من الشيعة له بعد ان دعوه انما هو للخوف ممن بيدهم السلطان و في قبضتهم
الجنود و الأموال و حبسهم عن الخروج إلى نصره، فقد نظم ابن زياد الخيل ما بين واقصة
إلى القطقطانة فلا يدعون أحدا يلج و لا أحدا يخرج، و مثله جار في كل عصر و زمان في
سكوت أهل الحق عما يكون بيد الظلمة الذين بيدهم القوة و السلطان مع عدم قدرتهم على
الدفع. و مع ذلك فقد خرج من قدر منهم على الخروج متخفيا مخاطرا بنفسه أمثال حبيب بن
مظاهر الاسدي و نافع بن هلال الجملي و غيرهما فجاهدوا معه و قاتلوا حتى قتلوا و العادة
الجارية في مثل هذه الحال ان يستولي الخوف على الأفراد فتذهب قوة المجموع الذي لم يتالف
بعد. و ليس ذلك بأعجب من فرار المسلمين عن رسول الله (ص) يوم أحد حتى رجع بعض أكابر
الصحابة بعد ثلاث. و ليس بأعجب من مخالفة الرماة يوم أحد امر قائدهم عن امر رسول الله
(ص) و تركهم مواقفهم طمعا في النهب إلا قليلا منهم حتى قتل القائد و قتلوا معه و فرارهم
يوم حنين و هم اثنا عشر ألفا حتى لم يبق مع النبي (ص) غير عشرة أنفس لكن وجود راية
يفيئون إليها معها الرسول (ص) و علي و جماعة من بني هاشم ثبتوا بثباته أوجب كرهم بعد
فرهم و اجتماعهم بعد تشتتهم و لم يكن في الكوفة مثل ذلك. و لا بأعجب من جبنهم عن عمرو
يوم الخندق و بيدهم جيش و معهم الرسول فأيهما اعذر أ شيعة الكوفة الذين لا جيش لهم
و هم محصرون أم هؤلاء؟ و لئن كان أهل الكوفة غير معذورين في تفرقهم عن مسلم بن عقيل
فلا تزيد حالهم عن حال المسلمين الذين فروا يوم أحد و حنين و جبنوا يوم الخندق.
(ثانيا):
إذا كان شيعة الكوفة قد أسلموه فغيرهم من المسلمين قد خذلوه و لم ينصروه و إذا كان
الشيعة غير معذورين في عدم نصرهم فالأمة جمعاء التي يتغنى موسى جار الله دائما بذكرها
و يدعي عصمتها أقل عذرا بتمكينها يزيد الخمير السكير من الخلافة الإسلامية حتى تمكن
من قتل الحسين و فعلها أشنع و أفحش فكيف كان ذنب خذلانه على الشيعة دون غيرهم و إذا
فات غيرهم نصره فلم لم يأخذوا بثاره و لم لم يخلعوا يزيد و هم يرون قبيح أفعاله و لم
لم ينتصروا لآل الحسين و هم يساقون سبايا إلى الكوفة و الشام و هل كان لهم عذر في ذلك
عنده دون الشيعة و قد قال أهل الشام ليزيد لما استشارهم فيما يصنع بهم لا تتخذن من
كلب سوء جروا.
(ثالثا):
قوله بكل اهانة سوء أدب منه فما قتل الحسين ع إلا قتلة عز و شرف و مجد. و هو الذي اختار
موت العز على عيش الذل فلا يسوغ القائل ان يقول في حقه بكل اهانة مهما قصد و مهما أراد.
(رابعا)
تعبيره بجيش الدولة الإسلامية و قوة الدولة الإسلامية غير صواب فالإسلام بريء من هذه
الدولة المؤسسة على الفجور و شرب الخمور و اللعب بالطنبور و انكار البعث و النشور و
الانتقام للشرك من الإسلام و الأخذ بثار من قتل على الشرك يوم بدر. نعم كان ذلك بجيش
دولة تنتسب إلى الإسلام و ليست منه في شيء.
(خامسا):
قوله قتله جيش الدولة الإسلامية إلخ. و قوة الدولة الإسلامية هي التي قتلته (إلخ) مع
كون جيش الدولة و قوتها هو جيش الأمة و قوتها يناقض ما ياتي منه و من ان الأمة معصومة
قد بلغت رشدها.
(سادسا):
قوله دعوى الشيعة مثل دعوة الكوفة (إلخ) خداع منه و إرادة لعيب الشيعة بالباطل فدعوى
الشيعة مبنية على الدليل و البرهان لا يشوبها نفاق و لا خداع و لا خذلان. اما دعواه
هو فليس مثلها دعوى في ظهور البطلان و عدم استنادها إلى دليل أو برهان:
و الدعاوي ما لم تقيموا عليها بينات ابناؤها أدعياء
و
نعيد له هنا ما مر من ان عمدة الخلاف بيننا في أمور محصورة معلومة فان قدرت ان تثبت
لنا ان الحق فيها معك نكون لك من الشاكرين، و اما هذه الدعاوي الفارغة و الكلمات الخشنة
فليس فيها إلا الضرر و دعوة الكوفة قد عرفت حالها فهذا التشبيه منه محض عداوة و سوء
قول بالباطل و تفريق للكلمة.
(سابعا):
قوله أنا لا أكفر يزيد و لا ألعنه، و تعليله بما ذكره تحذلق بارد فلا شيء أشنع و أفحش
من الكفر و إسلام الشيعة الذي يقوله قد عرفت حاله. و قائد الجيش إذا كان فعله أشنع
و أفحش من كفر يزيد أضعافا
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن جلد : 11 صفحه : 209