responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 11  صفحه : 208

 

راشدة رشيدة، و ان قرن الخلافة الراشدة خير القرون أ فكان قتل الامام شر قتلة و ترك جنازته جيفة محتقرة من آثار عصمة الأمة و رشدها و رشادها.

(حادي عشر) قوله: ثبت ان الخليفة استنصر عليا و معاوية كأنه يريد بذلك ان ينحي باللوم على علي و لكنه أشرك معه معاوية و شتان بين علي و معاوية في ذلك فعلي نصره جهده و دافع عنه بنفسه و ولده و لم يكن متمكنا من دفع القتل عنه و لا من دفنه فان الحاضرين قد منعوا من دفنه حتى دفن بالليل سرا في بعض البساتين. اما معاوية فأرسل جيشا حين استنصره عثمان و أمرهم بالبقاء في وادي القرى فبقوا حتى قتل عثمان ثم جعل ذلك حجة و وسيلة لنيل ما أراد فقام يطالب عليا بثاره.

(ثاني عشر) كان ما أشار به العباس هو الذي دعاه إلى ان يقول فيما ياتي عند ذكر الشورى: كان العباس انفذ نظرا و أقوى حدسا يرى الأمور من وراء الستور و إذا كان نظر العباس و حدسه كذلك فهو قد رأى ان الخليفة أخذ في أمور يحلف على ان العرب ستسير اليه فتنحره في بيته لأجلها و هو يدل على ان الأمر قد كان متفاقما لا حيلة فيه لعلي و لا لغيره إلا بالاقلاع عن تلك الأمور.

ثم لا يخفى ان هذا التعليل الذي علل به العباس لزوم خروج علي من المدينة عليل- ان صح انه قاله- فمعاوية الذي جهد في إلصاق قتل عثمان بعلي- و هو يعلم براءته منه- ليتم له ما أراد لا يصعب عليه ان يقول لعلي خذلته و دسست الرجال ليقتلوه و فارقته و هو محصور لم تدفع عنه فكان خروجه من المدينة أقرب إلى دعوى الخذل و بقاؤه أقرب إلى النصر و قد دافع و حامى جهده و أصلح الأمور بين عثمان و الثائرين عليه مرارا و مروان يفسدها و مع ذلك ألصق به معاوية تهمة خذل عثمان.

(ثالث عشر) ظنه ان عليا كان متمكنا من دفع الفتنة إلى آخر ما قاله حقيق ان يقال فيه:

ان بعض الظن اثم صدق الله تعالى‌

 

و هو ينافي ما ذكره سابقا من براءة علي من دم عثمان. و الذي نعتقده و نجزم به ان عليا لم يكن متمكنا من دفع الفتنة لا تمام التمكن و لا بعضه و حاشاه ان يتمكن من دفع فتنة كهذه و لا يدفعها و انه لم يعتزل و لم يتهاون زنة ذرة و لكنه كان يصلح الأمور و يفسدها مروان كما مر و قد فصلته كتب التواريخ و الآثار و لما حوصر الخليفة لم يكن باستطاعته ان يفعل أكثر مما فعل و ليس اعتزاله فتح أبواب الشرور لأنه لم يعتزل و لكن عزله عن الأمور هو الذي فتح أبواب الشرور في عصره و بعده و آثار كل حروبه و شهادة الحسين عدها العدو يوما بيوم بدر و ان أظهر انها بيوم قتل الخليفة و شهادة الحسين لم تكن بيد من قتله بل بيد من مكنه و مهد له:

سهم أصاب و راميه بذي سلم من بالعراق لقد أبعدت مرماك‌

 

قال في صفحة (س د) ارتقى علي- و هو اعلم من في زمنه- و أفضل الصحابة بعد الثلاثة- عرش الخلافة بعد ان جعلت شهادة الخليفة كل الأمة الإسلامية هائجة ثائرة، و بعد ان لم يبق للخلافة من روعة و جلال و للإمام من قول يطاع فاضطرب كل أموره و لم يصف له ثانية من يومه و ليله- و امرأة من بني عبس ردت عليه و هو يخطب في منبر الكوفة فقالت ثلاث بلبلن القلوب عليك: رضاك بالقضية و أخذك بالدنية و جزعك عند البلية، بدوية تجترئ بمثل هذه الكلمات على الامام و هو يخطب في منبر الكوفة و لا ينكر عليها أحد ثم يفحم الامام و يسكت كل ذلك يشهد على اضطراب امره و لم يكن هذا العيب في علي و قد حكى القرآن الكريم أمثاله لأولي العزم من الرسل و إنما هو امر قضاه الله و قدره صرفا للأمر عن أهل البيت به أتى تأويل أنت مني بمنزلة هارون من موسى و به ينهار ما تقولته الشيعة الامامية في الأمة.

(و نقول): أولا- الصواب انه اعلم الناس بعد ابن عمه كلهم لأنه باب مدينة علمه و كان الصحابة يرجعون اليه و لم يرجع إلى أحد و انه أفضل الصحابة كلهم لامتيازه عنهم في جميع الصفات التي بها يكون استحقاق الفضل و ذلك ملحق بالبديهيات لو لا التقليد و العناد.

(ثانيا) ان الأمة كانت هائجة ثائرة في زمن الخليفة نقمة عليه و ان شهادته لم تجعل الأمة الإسلامية هائجة ثائرة. و لو كان كذلك لنصرته هذه الأمة- المعصومة عند التركستاني- و قد بقي محصورا مدة طويلة لم ينصره فيها إلا من طولب بدمه و ان الذي هيج جماعة من الأمة و اثارها على علي بعد مقتل عثمان هو جلوس علي على عرش الخلافة حسدا له و حبا بالإمارة و حطام الدنيا لا شهادة الخليفة فقالت من لها المكانة في الإسلام لما بلغها قتله أيها ذا الإصبع تعني ابن عمها طلحة تتمنى له الخلافة فلما بلغها ان عليا بويع بالخلافة قالت وددت ان هذه انطبقت على هذه- السماء على الأرض- و لم يكن هذا الأمر راجع الطبري و ابن الأثير. و خرج أصحاب الجمل إلى البصرة ليهيجوا الناس و يثيروهم على علي بحجة الطلب بدم الخليفة و هيج صاحب الشام أهلها و اثارهم على علي بحجة الطلب بدمه و كلهم يعلمون انه بري‌ء من دمه و انهم هم الذين خذلوه و ألبوا الناس عليه و ان الخلافة لم يبق لها روعة و جلال قبل شهادته و عادت إلى روعتها و جلالها بعد بيعة علي الذي رد على الناس ما كان من القطائع و نشر العدل و المساواة بينهم. و إذا أردت ان تعرف ذلك فانظر إلى صفة دخول علي البصرة في مروج الذهب و ان أقواله كانت مطاعة و أصحابه أطوع له من يده و اتبع له من ظله و بما ذا قاد الجيوش الجرارة لحرب الجمل و صفين أ بالطاعة أم المعصية؟ و كان في عسكره اعلام الصحابة و جل المهاجرين و الأنصار و وجوههم و استوسقت له الأمور و استقامت و صفت لو لا الناكثون و القاسطون و المارقون. نقول هذا لابطال ما يريد ان يرتبه على كلامه من ان اضطراب امره لأن الله صرف الأمر عن أهل البيت.

(ثالثا) استشهاده بكلام المرأة العبسية التي يظهر انها من الخوارج- ان صح ذلك- لا شاهد فيه و هو من السخافة بمكان و ان دل على شي‌ء فإنما يدل على حلمه لا سيما عن النساء و كذلك سكوت أصحابه كان ترفعا و تادبا. و قوله ثم يفحم الامام و يسكت مما يضحك الثكلى فالافحام الإتيان بما يعجز المخاطب عن جوابه كقول تلك المرأة للخليفة حين أعلن عن رد الزيادة في المهر إلى بيت المال فردت عليه بآية و ان آتيتم إحداهن قنطارا فقال كل الناس أفقه منك حتى المخدرات اما هذه فجوابها واضح لكل أحد.

و قوله بدوية تصغيرا لأمرها مع ان المرأة العربية سواء أ كانت بدوية أم حضرية تجترئ و تبين عن مرادها ببلاغة و فصاحة. و قوله تجترئ بمثل هذه الكلمات تعظيما للأمر و ليس في هذه الكلمات ما يوجب ذلك لكنه أراد بالتصغير و التعظيم زيادة الإيهام في اضطراب الأمر و هو كما عرفت و الله تعالى لم يصرف الأمر عن أهل البيت بل جعله لهم و جعله حقهم دون غيرهم و إنما صرفه عنهم الناس و لم يضرهم ذلك و لم يعبهم فهم أئمة الخلق ان قاموا و ان قعدوا و ان ظهروا و ان استتروا و ان تكلموا و ان سكتوا و ستعرف ان حديث المنزلة لا مساس له بذلك و انه دال على الامامة بأوضح دلالة و الشيعة [الامامة] الامامية

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 11  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست