responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 11  صفحه : 206

 

كتب الشيعة وحدها و هي صادقة بينة تدعمها الحجة و البرهان و إنكاره صدقها يدل على جهله جهلا لا ينفع فيه التعليم و عناده عنادا حاد به عن الطريق المستقيم. فممن رواها من السنيين الحافظ أبو نعيم الاصفهاني في حلية الأولياء و من الشيعة الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه و غيرهما بسنديهما انه دخل ابن أبي ليلى و أبو حنيفة على جعفر بن محمد فقال لابن أبي ليلى من هذا معك قال هذا رجل له بصر و نفاذ في امر الدين قال لعله يقيس امر الدين برأيه قال نعم فقال جعفر لابي حنيفة هل قست رأسك بعد هل علمت ما الملوحة في العينين و المرارة في الأذنين و الحرارة في المنخرين و العذوبة في الشفتين قال لا فبين له وجه الحكمة في ذلك بما يطول الكلام بذكره فليطلب من محله ثم قال حدثني أبي عن جدي ان رسول الله (ص) قال أول من قاس امر الدين برأيه إبليس قال انا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين، و روى أبو نعيم في الحلية بسنده عن عبد الله بن شبرمة: دخلت انا و أبو حنيفة على جعفر بن محمد و ذكر مثله و زاد ابن شبرمة ثم قال جعفر أيهما أعظم قتل النفس أو الزنا قال قتل النفس قال فان الله عز و جل قبل في قتل النفس شاهدين و لم يقبل في الزنا الا اربعة ثم قال أيهما أعظم الصلاة أم الصوم قال الصلاة قال فما بال الحائض تقضي الصوم و لا تقضي الصلاة، و في رواية الطوسي في أماليه: ثم قال البول اقذر أم المني قال البول قال يجب على قياسك ان يجب الغسل من البول دون المني و قد أوجب الله الغسل من المني دون البول. ثم قال ما ترى في رجل كان له عبد فتزوج و زوج عبده في ليلة واحدة ثم سافرا و جعلا امرأتيهما في بيت واحد فسقط البيت عليهما فقتل المرأتين و بقي الغلامان أيهما في رأيك المالك و أيهما المملوك و أيهما الوارث و أيهما الموروث، ثم قال فما ترى في أعمى فقأ عين صحيح و قطع أقطع يد رجل كيف يقام عليهما الحد. ثم قال فأنت الذي تقول سأنزل مثل ما انزل الله قال أعوذ بالله من هذا القول قال إذا سئلت فما تصنع قال أجيب من الكتاب أو السنة أو الاجتهاد قال إذا اجتهدت من رأيك وجب على المسلمين قبوله قال نعم قال و كذلك وجب قبول ما انزل الله فكأنك قلت انا انزل مثلما انزل الله.

و في كنز الفوائد للكراجكي ذكروا ان أبا حنيفة أكل طعاما مع جعفر بن محمد فلما رفع جعفر يده من اكله قال الحمد لله رب العالمين اللهم هذا منك و من رسولك فقال أبو حنيفة يا أبا عبد الله أ جعلت مع الله شريكا فقال له ان الله يقول في كتابه (و ما نقموا إلا ان أغناهم الله و رسوله من فضله) و يقول (و لو أنهم رضوا ما آتاهم الله و رسوله و قالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله و رسوله) فقال أبو حنيفة و الله لكاني ما قرأتهما قط و لا سمعتهما الا في الوقت.

في تاريخ الإسلام أمران إمران قتل عثمان و قتل الحسين‌

قال في صفحة (ك) وقع في تاريخ الإسلام أمران إمران كل منهما أمر من الآخر لا ندري أيهما أفجع و أشد وقعا و اذهب بالدين و الشرف (الأول) قتل الامام عثمان في الحرم النبوي و هو خليفة رسول الله في الرسالة المحمدية و رئيس الأمة في الدولة الإسلامية رابع الأمة في اقامة الدين و ثاني الأمة في المصاحف و فتوحات المؤمنين. و أهل الثورة فئة حقيرة بطرت معيشتها فبغت و ثارت بغيا و تمردا و قوة الدولة هم الأنصار و المهاجرون و علي على رأسهم بالمدينة و كلمة همس من علي أو إشارة لمح من صاحب ذي الفقار تكفي في طرد الفئة الثائرة من ارض الدولة و تكفي الإسلام الخزي و السوء بايدي أعدائه. اهين الإسلام و اهينت كل حرماته بايدي فئة باغية حقيرة و قوة الدولة هم الأنصار و المهاجرون بالمدينة لم أجد في هذا الأمر عذرا لأحد كلا لا وزر ينجي من عزمات اللوم من حضر. و قال في صفحة (م) ان في تاريخ الإسلام أمرين إمرين لا يدري أيهما أكبر خزيا و لا أشد سوءا (أولهما) شهادة خليفة الإسلام في ايدي فئة حقيرة باغية و قوة الدولة الإسلامية حاضرة قوية كانت متمكنة من دفعها و لم تدافع. و قال في صفحة (ب س) الفئة التي ثارت على عثمان اثارتها دعاة ماكرة كابن سبا أو مغفلة كأبي ذر فإنه كان يذكي نيران هذه الفتنة بنظره القاصر هو و ان اشتهر بالزهد و الورع و التقوى فقد اثر فيه دعوة أهل المكر فافتتن بها فكان آلة عمياء و لم يكن يعلم ان عثمان اعلم منه و أورع و ازهد و اتقى و أنصح للدين و الأمة ثم ذكر في صفحة (ب س) ما نقمه الناس على عثمان ثم ذكر مقتله في صفحة (ج س) فقال قتلوه شر قتلة ثم تركوا جنازة الامام جيفة محتقرة و قوة الدولة و قوة الإسلام حاضرة ناظرة خاذلة تصلي الجمعة- و الفرض تلك الساعات غيرها- أقول مثل هذه الأقاويل الشنيعة مضطرا إذ لم أجد لفاجعة الامام ذي النورين عثمان من عذر و قد ثبت في كتب الأحاديث و الاخبار ان عثمان استنصر عليا و معاوية قال العباس لعلي اني أرى ان عثمان قد أخذ في أمور و الله لكاني بالعرب قد سارت اليه حتى ينحر في بيته و ان كان ذلك و أنت بالمدينة لزمك الناس به و لم تنل من الأمر شيئا الا من بعد شر لا خير معه فوقع كل ما انذر به و كنت أظن ان عليا كان متمكنا تمام التمكن من دفع الفتنة و لم يكن له ان يعتزل و لم يكن له عذر ابدا في الاعتزال و اعتزاله هو الذي فتح أبواب الشرور بعده و اثار كل حروبه حتى ان شهادة الحسين قد عدها العدو يوما بيوم.

(و نقول) في كلامه مواقع للنظر و النقد (أولا) انه وقع في تاريخ الإسلام أمور و أمور كل منها إمر و كلها مر و ماسي محزنة و فظائع مخزية و بعضها كان هو السبب في هذين الأمرين فاقتصاره على أمرين ليس بصواب و ابتدأت تلك الأمور من زمن حياة الرسول (ص) فقال في بعضها يوم الغميصاء اللهم اني ابرأ إليك مما فعل خالد ثلاثا و بعضها في غزوة تبوك حين حاول المنافقون الفتك برسول الله (ص) و عرفهم حذيفة و كان حذيفة اعرف الناس بالمنافقين و بعضها في مرضه حين طلب الدواة و الكتف و حين امر بتنفيذ جيش اسامة و بعضها بعيد وفاته حين قتل مالك بن نويرة و جرى لامرأته ما جرى و اختلف رأي الخليفة و بعض أكابر الصحابة في القاتل و الفاعل.

و حدثت أمور اخر خلال تلك المدة كل منها إمر مر نضرب عن ذكرها صفحا و نطوي دونها كشحا. ثم حصلت فتنة قتل الخليفة الثالث التي سببها أمور جرت قبلها كل منها إمر مر لا حاجة إلى شرحها لاشتهارها. ثم حرب الجمل طلبا بثار الخليفة و الطالبون بثاره هم القاتلون في الحقيقة و أي أمر إمر أعظم من يوم الجمل و أفظع قتلت فيه الألوف من المسلمين لما ذا و نتفت فيه شعور اللحى و الشوارب و الأجفان و الحواجب و اتي برجال عبد القيس يجرون كالكلاب فيقتلون لا لذنب. ثم حرب صفين و حق ان يقال فيه إنه امر إمر و سبب هذين الحربين الخطا في الاجتهاد لا حب الدنيا فنشأ من هذا الاجتهاد المخطى‌ء قتل الألوف من المسلمين و نهب الأموال و ضعف شوكة الإسلام و تمكن الضغائن و الأحقاد في النفوس و تشتت امر المسلمين و تفرقهم شيعا و مذاهب و جعل بأسهم بينهم. و مسببو هذه الفظائع معذورون و مثابون مأجورون. ثم امر الحكمين و هو امر إمر مر و منه نشات فتنة الخوارج التي سفكت فيها الدماء و استحلت الأموال و انتهكت الاعراض و قتل بسببها خليفة المسلمين علي بن أبي طالب و استمرت بلواها و حروبها في‌

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 11  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست