responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 424

السبت الأحد فعم المصاب الجميع وانا لله وانا إليه راجعون.
التعازي بدار الفتوى وقد غصت دار الفتوى الاسلامية منذ صباح أمس الباكر بوفود المعزين من كل حدب وصوب.
وفود الجنوب بمناحة وهبطت وفود الجنوب من كل مكان تحمل اللوحات والشعارات مكبرة مهللة في مناحة جد مؤلمة، واخذ الشعراء يرددون امام دار الفتوى الاسلامية ماثر الفقيد الكبير بأصوات مشجية.
الموكب إلى الجامع العمري وفي الساعة العاشرة من صباح اليوم خرج جثمان الفقيد من داره في الحرج فمشى لبنان بمدنه وقراه وراء الجثمان الطاهر، وقد أغلقت بيروت متاجرها وحوانيتها صباح اليوم ولا سيما في الشوارع التي سلكها الموكب الكبير، وكانت قوات الدرك والشرطة قد انتشرت في كل مكان للمحافظة على النظام ولتنظيم سير الجنازة وتقدم الموكب سيارة تحمل مكبرا للصوت يذيع آي الذكر الحكيم وامتد طول الموكب من الحرج حتى الجامع العمري.
وفي تمام الساعة الثانية عشرة وصل الجثمان إلى الجامع وسط التكبير والتهليل فضاق المسجد على رحبه بالمشيعين مما اضطر رجال الشرطة والدرك إلى منع دخول غير الداخلين وهجم الجمهور المكبر الباكي يريد اللحاق بالجثمان ولم يبق موطئ قدم واحد، فاكتظت الشواريع وساحة النجمة بأفواج الخلائق، وقد توقفت حركة المواصلات في المدينة تماما.
ثم وصفت اليوم في العدد التالي تشييع الجثمان في دمشق فكان مما قاله مراسلها في دمشق:
شيع اليوم جثمان الامام محسن الأمين بموكب ما عرفت سوريا له مثيلا فمشت في موكبه فصائل الدرك والشرطة منكسة السلاح، وأصحاب الطرق الصوفية مع اعلامها، وجميع طلاب الكلية الشرعية والكليات الأخرى، ثم الهيئات الرسمية والشعبية.
ماتم الفقيد الكبير وفي ثالث أيام الوفاة نشرت الحياة أيضا هذه الكلمة تحت عنوان:
كان لفقد المجتهد الأكبر المغفور له السيد محسن الأمين صدى ألم شامل في مختلف الطبقات والطوائف لما عرف الجميع في الفقيد الكبير من مزايا التسامح والوطنية والدعوة للألفة والمحبة بين الجميع فضلا عن منزلته العلمية الكبيرة.
وافته المنية في الساعة الحادية عشرة من مساء السبت الماضي، بعد احتضار شديد دام أكثر من أربع وعشرين ساعة، وفي صباح يوم الأحد نعاه سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية للبنان وللعالمين العربي والإسلامي.
وبدأت منذ الساعة الثامنة صباح الأحد تتوالى الهيئات الرسمية إلى دار الفتوى حيث تقبل التعازي. وقد حضر رئيس المجلس النيابي ورئيس الوزراء ورؤساء الوزارات السابقون والوزراء الحاضرون والسابقون والنواب، ورجال السلك الديبلوماسي العربي ورجال الأحزاب والهيئات والمنظمات وممثلو الصحافة والنقابات وأهل العلم والقضاء والمحاماة والأدب.
وفي صباح الاثنين، كانت الوفود الشعبية تفد من مختلف انحاء الجنوب والبقاع والعلويين وجبل لبنان ودمشق وبيروت، استعدادا للاشتراك في موكب التشييع وقد أوفد فخامة رئيس الجمهورية السيد احمد الحسيني وزير الاشغال العامة للنيابة عنه بتعزية آل الفقيد وانجاله كما حضر للتعزية في منزل الفقيد أركان الحكومة.
وفي الساعة العاشرة بدأ موكب التشييع من الحرش إلى الجامع العمري الكبير. وقد حملت النعش فرقة من رجال الاطفائية، واصطفت على جانبي الموكب طوال الطريق فرق الكشافة وطلبة المدارس بينها وفد من طلبة دار المعلمين العليا وكلية المقاصد في صيدا وعدد من طلاب المقاصد في بيروت وكشافة مدرسة الاصلاح الخيرية.
وسار وراء النعش علماء الدين من مختلف الطوائف يتقدمهم سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية ثم ممثل فخامة رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس النواب والنواب وأركان الحكومة وكبار رجال الدولة وأعيان البلاد، ثم المواكب الشعبية بأهازيجها الحزبية واعلامها.
سارت هذه المواكب في مدى طويل لا يدرك الطرف نهايته يملأ الشوارع من الحرش حتى المسجد العمري كما كانت الشرفات وسطوح المنازل وأرصفة الشواريع تكتظ بالناس.
وفي الساعة الثانية عشرة وصل الجثمان إلى المسجد العمري الكبير وكانت قاعة المسجد مكتظة بوفود المعزين من مختلف الهيئات الرسمية وغير الرسمية.
وقد صلى سماحة مفتي الجمهورية على جثمان الفقيد تأتم به الصفوف ملء المسجد.
وعند بدء التعزية أعلن السيد احمد الحسيني وزير الأشغال باسم فخامة رئيس الجمهورية منح الفقيد وسام الأرز من رتبة ضابط أكبر.
ثم سار الموكب إلى شارع الشيخ بشارة حيث نقل الجثمان إلى سيارة وتالف موكب ضخم من مئات السيارات إلى دمشق حيث يوارى الفقيد مثواه الأخير.
وقالت مجلة العرفان من كلمة صافية في وصف مكانة الفقيد، وتعداد ماثره:
توفي السيد الإمام، السيد محسن، حوالي منتصف ليلة الأحد 4 رجب 1371 ه‌ 30 آذار 1952 م فأذيع نعيه في جميع الأقطار وكانت التعازي يوم الأحد من الصباح إلى المساء في بهو دار الفتوى في بيروت الذي غص على سعته بوفود المعزين وقد جلس لقبول التعزية أبناء الفقيد وذووه وسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية وعطوفة رئيس المجلس النيابي ومعالي وزير

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست