responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 425

الأشغال العامة وغيرهم وفي اليوم الثاني امتلأت دار السيد جعفر فاضلي ودار الفقيد والدور المجاورة والشوارع والساحات الرحبة بأفواج كانت تموج كالبحر الهائج لكثرتها.
وعند الساعة الحادية عشرة حمل نعش الراحل الكريم على الأكتاف من داره بالحرج إلى الجامع العمري الكبير بازدحام شديد وبعد الصلاة عليه من سماحة المفتي وضع الجثمان الشريف في عربة صحية وتبعته مئات السيارات من المشيعين وما وصل الحشد العظيم إلى شتورا حتى انضمت إليه سيارات البعلبكيين والبقاعيين، وعلى الحدود السورية كانت بالانتظار سيارات الدمشقيين إذ اشترك في لبنان وسورية الحكومة والشعب في التشييع كما منح الفقيد بعد الموت وسامان رفيعان من الحكومة اللبنانية والحكومة السورية:
ووضع النعش في قاعة المدرسة المحسنية التي امتلأت على رحبها داخلا وخارجا بالجموع الزاخرة حتى الصباح. وما أزفت الساعة الحادية عشرة حتى حمل النعش على الأكتاف للجامع الأموي حيث صلى عليه سماحة الشيخ كامل القصاب عالم الشام ومنها نقل لتربة باب الصغير ثم نقل في السيارة لمقام السيدة زينب بنت أمير المؤمنين عليها وعلى أبيها السلام حيث أعد له غرفة كبيرة إذ ووري جدث الرحمة ووقف في الباب رئيس المجلس وسماحة المفتي وآل الفقيد يتقبلون التعازي ويتبادلون الأسف والعويل على هذا الراحل الجليل.
وكان يوم الأسبوع في بيروت يوما مشهودا ما رأت بيروت نظيره إذ نصبت السرادقات أمام بيت نجله الكبير السيد محمد باقر الأمين وتعاقب الخطباء والشعراء على المنبر ينثرون الدرر وينظمون اليواقيت التي التقطوها من بحر ذاك البحر المتلاطم بشتى العلوم والفنون وقد نشرها ما اتسع المقام لنشره هنا.
فإلى روح الله وريحانه، والسكن بأعلى جنانه أيها السيد السند ولئن غبت عنا بجسدك فها هي ماثرك أمامنا، وهذه آثارك وكتبك نصب أعيننا:
خرجوا به ولكل باك خلفه صعقات موسى حين دك الطور وأصدرت مجلة المحيط عددا خاصا مهدت له بكلمة جاء فيها:
الامام الأكبر والعالم الحجة السيد محسن الأمين لا بد لنا وقد أصدرنا هذا العدد الخاص من أن نقدم للملأ لمحة عن حياة المغفور له امامنا الراحل السيد محسن الأمين، إلى أن قالت: وأنشأ مدرسة أسماها المدرسة العلوية والى جانبها جمعية المدرسة التي أخذت على عاتقها تمويلها. [1] وأنشأ جمعية ثانية أسماها جمعية الاهتمام بتعليم الفقراء والأيتام كانت مهمتها تدبير المال اللازم لينفق على الطلاب الفقراء في كسوتهم ولوازمهم المدرسية وبعض ما يحتاجونه. إما الجمعية الثالثة التي أنشأها المغفول له فهي جمعية الاحسان وكان هدفها تخفيف آلام الفقر عن الفقراء لا سيما العائلات المستورة.
واما الجمعية الرابعة التي أنشئت إلى جانب الجمعيات الثلاث فهي جمعية المؤاساة وكان هدف هذه الجمعية تامين تطبيب الفقراء بالمجان.
لقد مضى على تأسيس هذه الجمعيات ما ينوف عن الخمسين عاما أدت خلالها للمجتمع خدمات لا تحصى.
ونستطيع ان ندرك مدى بعد نظر الفقيد وسعة آفاق تفكيره من تأسيس مثل الجمعيات السالفة الذكر لا سيما وقد بدأت الفكرة عنده منذ أكثر من نصف قرن.
ولقد رأى تلاميذ الفقيد الكثيرون منذ سنوات تقديرا لأستاذهم ان يطلقوا اسمه الكريم على المدرسة فأسموها المدرسة المحسنية إلى أن قالت:
ومن ناحية ثانية فلقد كان بيته ملتقى لكبار رجال الدين المسيحي والإسلامي حتى بلغ مرتبة سامية في قلوب جميع السوريين وخاصة الدمشقيين منهم وعند ما جاء غبطة البطريرك الأرثوذكسي ليعزي بالفقيد قال: لقد كنا نأتي لزيارته رحمه الله فكانما نأتي إلى مدرسة نستفيد منها ونتعلم.
في دمشق إما في سورية، فقد شغلت صحف العاصمة دمشق وصحف المحافظات معظم أعمدتها البارزة في التحدث عن الفقيد، وهذه مقتطفات مما كتبته الصحف السورية في وصف التشييع والمآتم:
قالت جريدة الإنشاء الدمشقية تحت العناوين الآتية:
العاصمة تشيع عالمها الكبير، وفود العالم الاسلامي تتقاطر إلى دمشق لتودع المجتهد الأكبر العلامة محسن الأمين، الحكومة والأركان العامة تعزيان وتحتفلان بالدفن.
المجتهد الأكبر العلامة محسن الأمين، الذي طواه الموت صباح الأحد الباكر في بيروت من النادر ان تنجب الأرحام في مثل علمه واحسانه وأمانته ووطنيته انه صفحة مشرقة من صفحات الفضيلة والأخلاق، ونفحة عاطرة من نفحات العلم والدين، وينبوع دافق للسماحة والوداعة، وقدوة تحتذى في الوطنية والإنسانية ونكران الذات والدعوة إلى المعروف والنهي عن المنكر وحث الناس على الخير والاحسان.
انه مثال في أخلاقه وأقواله واعماله وحياته، فقد كان رحمه الله دؤوبا على المطالعة والدرس والتآليف، مشهودا له بالفهم العميق والرأي الحصيف والعبارة الحلوة اللطيفة، وكان مرجعا في الشرع الاسلامي الحنيف وحجة في الفقه لا يمارى ومحبا للاصلاح وعاملا لخير العرب والمسلمين، ولهذا فان نعيه شق على عارفيه في طول دنيا المسلمين وعرضها، وكانت لوفاته رنة اسف عميقة شاملة، نظرا لمكانته العالية ليس

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 425
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست