responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 407

قادة الفكر والتوجيه الصحيح الخيري الاصلاحي التجددي اقترحت على أفراد البعثة ان يستحكوا هؤلاء القادة ففعلوا واخذ الفقيد ذاك الوعاء الرنان الذي يحتوي كل شئ يفيض متواضعا من بحره الزاخر باللاهوت والاجتماع والفلسفة وعلم الأخلاق والتاريخ حتى أدهشهم وصار يعييني ان اسمع أنفاسهم تتردد ولا شئ مما ترجم إلى الأميركيين ترجمة صحيحة واستوعباه يريد ان يخرج عن وعيهما. فشعروا انه غبر في وجوههم وأين ثراهم من ثرياه؟ وفي عودتنا قال أحدهم ريتشرد ان العظمة تحكيها عينا هذا الرجال قبل لسانه. وقال الآخر: سنحدث الرئيس دودج اننا رأينا موسوعة في رجل.
ان الفضائل كلها كانت تمشي في ركاب هذا المصلح العظيم. وإذا كانت عظمة العظيم يسليها الموت فهناك ما هو أعظم من الموت هو التاريخ الكفيل بانتزاع هذه العظمة من يد الموت وحفظها لصاحبها العظيم ثم ينفض عليها صبغة الخلود فإذا هي حياة العظيم الثانية التي لا تموت.
فيا روح الفقيد الغالي إطمئني حيث أنت فعبيرك في مشام الوجود يعطر ارجاءه وصاحبك من العظمة الإنسانية بحيث كل ما ترامى التاريخ على موته أحيطت ذكراه بهالة من المجد الخالد، وأحيط اسمه بكثير من الأساطير.
عبقرية فذة بقلم: الأستاذ يوسف صارمي صاحب مجلة المواهب التي تصدر في الأرجنتين عبقرية فذة مؤمنة عارفة مجاهدة ألفت وأصلحت بين قلوب العرب أجمعين، المسلمين منهم وغير المسلمين ألفت بينهم وأصلحت على مختلف مللهم ونحلهم، وعلى كثرة فرقهم وشيعهم ومنازعهم وأهوائهم، ما شاء لها اخلاصها لربها، وايمانها بعروبتها ووطنها ان تؤلف وان تصلح.
وإذا كان بلغكم بان العالم العربي، ساهم من ألفه إلى يائه بماتم الفقيد الجليل، مساهمة منقطعة النظير، وتمثل حكومة وشعبا بتشييع جثمانه الطاهر، واحتفل بدفنه احتفالا مهيبا رهيبا لم يكن من قبل تسنى مثل عظمته وجلاله، لأمير مدوج، ولا لمليك متوج علمتم إذن، عظيم الخسران الذي منيت به الأمة بفقدها مربي الجليل ومهذب النش ء ومقدار فضله عليها، وخدماته الجلي في سبيلها.
بل علمتم مبلغ جهوده في مناهضة الانتداب الظالم، منذ ان وطئت قدماه بلادكم إلى أن أجلاه الله عنها خاسئا حسيرا.
رحم الله محسننا الأمين، فقيد العلم والأدب والعرب، رحمة واسعة توازي خوالد أعماله، وتكافئ جلائل مبراته وحسناته، ولقاه الله نضرة وسرورا، وجنة وحريرا في رياض خلده، بين الملائكة المقربين، والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا وأحسن الله عزاء الأمة والوطن وعزى آله الكرام وبخاصة أنجاله الأدباء الأعلام وارثي علمه وفضله وتقواه ولا سيما صديقنا الحميم الكريم نجله الأستاذ حسن الأمين الذي عرفناه ابان زيارته هذه البلاد فعرفنا الجهاد الصحيح والأدب الرفيع والعروبة المثلى.
العالم النبي بقلم الشيخ موسى شرارة لقد كان من الأنبياء قديما صاحب رسالة للعالم وصاحب رسالة لأمته أو لبلدته أو لقبيلته.
وكذلك العلماء عالم بلدته وعالم طائفته وعالم أمته وعالم يسترشد العالم بهديه وهذا مصداق قول نبينا محمد ص علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل كان السيد المحسن الأمين من النوع الذي يسترشد العالم والأمة بهديه وآثاره فقد ربى في الشام جيلا من البشر كما ربى الأنبياء أجيالا من البشر وسيسترشد باثاره أجيال من البشر في المستقبل.
ولما كانت الغاية من ارسال الرسل كشف الغطاء عن البصائر وتحرير العقول من التحجر الذي لحقها بتقليد الآباء واتباع الكبراء والوثنية العمياء كان على العلماء ان يتحملوا هذه الرسالة ويؤدوها إلى البشر بالشكل الذي ينير البصائر ويرفع الحجب فاداها جلهم بالقاء العظات العامة والخاصة وهذه الطريقة وإن كانت تؤثر أحيانا. ولكن التأثير محدود بنسبة الوعي وقلما يوجد الوعي صحيحا في المجتمعات وقلما تنطبع العظات في العقول وتتأثر بها النفوس بل هي غالبا تكون صورة عارضة تطرق الذاكرة وقتا ما ثم تزول بالنسيان وخصوصا إذا كانت المجتمعات تغلب عليها الأمية فيندر التأثير لضعف القابلية ومع هذا التأثير القليل لا يحسن اهمالها ولا يحسن الاقتصار عليها هذا ما أدركه السيد محسن الأمين بثاقب بصره فألف كتبا للوعي الديني اختار فيها ما يتلاءم مع العقول ويوافق واقع التاريخ وصواب الأحاديث الشريفة ثم ربى عددا كبيرا من الشباب يقوم بالوعظ بهذه المواعظ وأمثالها مما هو برئ من الكذب والمبالغات ومن لهم تتويج القائهم بكتاب الله العزيز كي يكون أبلغ في الوعظ وازجر للنفوس فكان أولئك الشباب أمثال رسل عيسى ابن مريم سلام الله عليه ينتقلون أحيانا في البلدان يلقون في المجتمعات ما تلقوه عن المغفور له السيد محسن الأمين وما انشاؤه على منواله بشكل جديد تشرئب إليه الاسماع وتتوجه له النفوس فحفظ بهذه الطريقة الغذاء الروحي للمجتمعات وقدمه إليهم بأحسن توجيه وقد استن بسنة السيد الأمين هذه عدد من الشباب الذين يصعدون المنبر في لبنان وكونوا لأنفسهم طريقة جديدة تتلاءم مع ذوق الجمهور المتعلم في العصر الحاضر بينما لا تزال الطريقة القديمة في البلدان الشيعية الأخرى مع عدم خلوها أحيانا من الكذب والمبالغات التي تنفر النفوس من استماعها.
ونظر إلى حاجة المستقبل لمجتمع صالح يتربى على العلم والأخلاق الفاضلة أسس مدرسة للبنين ومدرسة للبنات أنشأتا جيلا من الشباب والشابات تربيا على الفضائل الأخلاقية والدينية وعلوم العصر الحاضر وبلغ من شهرة التربية الفاضلة في مدرستي السيد الأمين ان ارسل أحد وزراء سوريا المنظورين ابنته إلى مدرسة البنات قائلا: أفضل الكمال الخلقي بهذه المدرسة على اي مدرسة أخرى.
هكذا أشرف السيد الأمين على التربية الفاضلة ورفع الروح الإنسانية في عدد كبير من البشر ملتفتا تارة إلى الصغير واخرى إلى الكبير ومادا بصره إلى الامام ينظر الأجيال المقبلة كأنما هو يخاطبها بقوله: هذا هداي وهذه آثاري هي الينبوع الصافي والمنهل العذب قد أعددت لكم الغذاء الروحي فلا تتعدوا طريقي المثلى وتردوا الموارد الكدرة!!

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 407
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست