responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 408

كانت رحلاته في الدنيا للعلم ولاحياء ذكرى رجال العلم والآداب والدين وبذل حياته الثمينة في سبيل العلم فكان يستوي في طلبه العلم وكشفه العلم حالتا الصحة والمرض فما اقعده المرض عن البحث والتنقيب الا الأيام الأخيرة التي كان فيها مشرفا على الرحيل إلى ربه.
وكانت قبلته الحق لا يتجه الا إلى جهتها ولا تأخذه في الحق لومة لائم فهو حامل لوائه المحامي عنه وكم صدمت نفسه الزكية بحملات مغرضة وصوبت إليه سهام الطعن والسباب من المنابر والمجتمعات والأقلام فكان كأنما يرفع به إلى السماء.
أجل لقد أبت نفسه الكبيرة ان تعنى بغير ما ينفع الإنسانية وأبى الا ان يكون خالدا بين ابطال التاريخ الذين كان حريصا على تخليد آثارهم فنذر نفسه للقلم الذي علم به الإنسان ما لم يعلم فكان رفيق حياته مدة ثمانين سنة منذ ابتداء الدرس حتى أدركته الوفاة وكأنما حرص ان لا يفارقه حتى بعد الممات فاوصى ان يدفن في تربته الزكية إلى جانبه فكان ما أراد وكان رفيقه حيا وميتا.
من مراثيه للشيخ علي مغنية في رثائه:
مولاي ما ذا في رثائك أنشد * فلأنت عال ما لأفقك مصعد أ يطير مقصوص الجناح إلى السهى * ويرى شعاع الشمس أعشى أرمد فلأنت للاسلام حافظ سره * ولأنت سيف للصلاح مجرد يا سيد العلماء أنت فخارهم * أنت العماد لهم وأنت المقصد كنت الولي لهم فعز مقامهم * والمرء يشقى بالولي ويسعد من منهم لم ترع كل أموره * من لم يكن لك في معونته يد هذي أياديك الجليلة دونت * للمسلمين فضائلا لا تجحد للدين والدنيا معا كنت الذي * يؤتي لكل المشكلات ويقصد أجهدت نفسك في جهادك ناثرا * درر الفضيلة والفضيلة تجهد ذو الأمجاد بقلم: السيد محمد رضا شرف الدين ان رجلا كبيرا كالسيد محسن الأمين في غنى عن الألقاب والعناوين التي تقال في مثل هذه المناسبات لقد كبر الفقيد وكبر حتى أصبحت كلمة السيد محسن الأمين وحدها عنوانا ضخما. فهي عندما تطلق ترسم امام عينيك كل لقب رفيع من غير أن يخط بحرف.
قبل يومين فقط طويت صفحة من صفحات المجد العلمي بعد ان تداولتها الأندية الاسلامية وقلبتها المكتبات العربية ما يقارب القرن، أشبعت خلاله نهم رواد العلوم والآداب وأخذت بيد الباحثين المنقبين إلى كنوز مجهولة منسية في زوايا مجهولة منسية أيضا. لو لم يتح لها هذه الصفحة لبقيت كذلك منسية إلى ما شاء الله.
قبل يومين خمد فكر اسلامي عربي جال في ميادين مختلفة من البحوث أدبا وفقها ورجالا ونقدا وجدلا... فكان مجليا فيها جميعا أو أكثرها.
لقد خمد هذا الفكر بعد ان أضاف إلى التراث العربي الاسلامي تراثا غنيا جعل فيه لكل ذي ميل في البحث على اختلاف الميول نصيبا يغنيه عن تفلية المكاتب وحزم الحقائب. هذا التراث كالمائدة حوت ما يشتهى وما يلذ... يقبل عليها الجائع فيلتهم... والممتلئ فيتزيد... ثم يستسيغها هذا وذاك في يسر، ويهضمها هذا وذاك من غير جهد.
فمن هي هذه الصفحة التي طويت؟
أو من هو هذا الفكر الذي خمد!
انه السيد محسن الأمين رضي الله تعالى عنه.
ومن لا يعرف السيد محسن الأمين في دنيانا العربية؟!.
ومن لا يعرف السيد محسن الأمين في دنيانا الاسلامية!!
هذه مؤلفاته الكثيرة تأخذ بيد كل قارئ عربي... فتعرفه إليه معرفة لا تحتاج إلى ألف ولام!!
تلك مواقفه في الاصلاح الديني الاجتماعي تترفع به في المعرفة... عن الإضافة... انه لواء يحتل قنة من قنن الشهرة عليا تزهى به القنة.! انه علم شامخ راسخ ينبعث من أعماقه النور... فلا يحتاج إلى قول قائل...
علم في رأسه نار انه السيد محسن الأمين وكفى.
فقيدنا اليوم ألف... لم يقتصر على فن واحد ولا على علم واحد فكان فكرا خصبا منتجا أوسع الأفكار العلمية انتاجا وانتشارا!.
فقيدنا اليوم جهر بالاصلاح الديني الاجتماعي... ونادى بمجاراة العصر الحاضر بتأسيس المدارس الدينية ذات المناهج الحديثة فأسس في دمشق مدرسة للذكور واتبعها بأخرى للإناث.
وفقيدنا اليوم إلى ذلك كله... إلى هذه الأمجاد ومن نوعها... لقد كان له صوت من الأصوات الوطنية الرفيعة في القضية العربية في العهد الفيصلي في الشام. الا انه كان للميدان السياسي قاليا وعنه عزوفا لذلك لم يعرف في مجالاته.
هذا هو السيد محسن الأمين فقيدنا الذي لم نفقده باثاره الباقيات رغم الموت... فهو حي فيها ما زال في هذه الدنيا قارئ يستفيد... وهو حي ما زال في هذه الدنيا مصلح يعمل.
طيب الله ثراه ورضي عنه وارضاه.
من مراثيه للأستاذ إبراهيم بري في رثائه:
يا ملبس الأيتام ثوب حنانه * الناس بعدك كلهم أيتام يا حامل الآلام، رزؤك فادح * في كل جارحة له آلام أفنيت عمرك للهداية داعيا * وسهرت ليلك والرفاق نيام علم كشلال الضياء يصوغه * قلم تخط بوحيه الأقلام هيهات بعدك ان تشع منارة * للهدي ان غشى الوجود ظلام هيهات ان تهب السماء مخلصا * للأرض، بعثته هدى ووئام

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 408
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست