responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 404

أ محسن! من اضفى على الدين حلة * زهت بدراري العلم زهراء مطلع وأثبت ان الدين ان حف ركبه * بدنيا إخاء خالص الود يمرع هو الدين حب يبعث العز شامخا * فيقضي على حلم غريب ومطمع أ محسن من أفتى بنزع فوارق * وألقى إلى النيران اوهام أربع وحرر من قيد الأساطير أمة * وشق إلى العلياء ارحب مهيع!
يؤوب إلى غمد وما فل نصله، * ويثوي ثواء النور جد مشعشع فتى عامل والشام ما أنت منهما * على الدهر الا رمز عز ممنع سموت عن الإقليم كبرا فلم تكن * لقطر، ولكن كنت للعرب أجمع!
نناجيك، خلف اللانهاية منصتا * وان يهمس المفجوع للرمس يسمع!
ورب ضريح ينشر النور زاهيا * على صرح قيل بالظلام ملفع!
فأشرق على ليل العروبة لحظة، * وقلقل دياجير الخمول وزعزع لعل بني أمي يهبون هبة * تعود على الدنيا بمجد مضيع!
فقيد العلم والدين بقلم: الشيخ عبد الله بري تساءل العلامة الأميركي المستر ونسن دايفز في بحثه بالعلوم الطبيعية عن العامل الإنساني، تساؤلا موجزا إذ انه رغما عن الإنجازات التي ظهرت في حقل الكيمياء والطب والهندسة وما إلى ذلك من الاكتشافات الفنية الرائعة فان من أكبر القضايا في مدنيتنا الاجتماعية التي لا تحل حلا طبيعيا هو العامل الإنساني اي ان هذا العامل لا تدركه الأبحاث ولا تفهمه الافتراضات والتصورات التي تنبثق عن العقل والنفس، وحري بمن كان لا يعرف الواقع الديني في نشوء الايمان، ولا يفهم سلسلة الارتباط بين الإنسان والله التي تمتد على ضياء اعمال المصلحين في المجتمع البشري العام امتدادا دائما متفاوتا، ان يظهر بالافلاس العقلي الحائر، ويستمر بالتقصير العلمي المتناقض عن ادراك ما نسميه جوهر الوجود الذي يتولد منه ما اطلق عليه علماء الغرب العامل الإنساني وأطلق عليه من كان قريبا إلى الله بايمانه ودينه، بعيدا عن شهواته بعقله وهدايته عامل الروح والروح إرادة إلهية تأتي كالنبل الطبيعي في الموجودات غير العاقلة، وتأتي كالنفس الصالحة والعقل المنتج في الموجود العاقل وما كان موجود يكون نبيلا، وما كل نفس أو عقل يكون موجودا صالحا!
ففقيد الشرق الحجة الامام السيد محسن الأمين قدس الله سره كان إرادة إلهية من مثل السماء الأعلى في معنى روحي نبيل يعيش في جوهر الوجود عيش الحياة في كل كائن وكان نفسا تتدفق بالاصلاح الهادي، وتفيض بالفضائل المهذبة، وجسما يحمل أروع وأنبل واسمى ما يعرفه الناس في ثقافة الواقع الإنساني أو الروحي، وعقلا جهزه الله بهدى الوحي وعلمه فظهر على قلمه رسالة وشرعا، وعلى لسانه وضعا وتأليفا كدائرة معارف، كما جهز جده محمد ص برسالة الاسلام التي جاءت إلى الوجود نورا ومدنية وسلاما ورحمة!
فإن كان الموت سنة طبيعية، فرضتها إرادة خالق أعلى، فيختلف موت الناس باختلاف قربهم وبعدهم من الله تعالى، فلقد كان الامام الراحل نفسا تتغذى على الرحمة والرضي والاطمئنان الإلهي فلا يمكن ان ينالها الموت وانما يتناولها الرجوع يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي.
وإن كان كاتب مثلي جفت دمعة قلمه على عين أدبه في فقد هذا المصلح العظيم أن يقول رثاء فيه فان الكلمات تقصر عن رثائه كما قال حسان بن ثابت يوم توفي النبي ص: لم أر شيئا الا رأيته يقصر عنه، ومن رثى النبي محمدا بهذه الأبيات فكانما رثى من وراء الزمن حفيده الأمين الراحل:
ففدت ارضنا هناك نبيا * كان يغدو به النبات زكيا خلقا عاليا ودينا كريما * وصراطا يهدي الأنام سويا الثابت ثبوت الطود بقلم: الأستاذ احمد إسماعيل كان السيد الأمين رضي الله عنه علما من اعلام الفضيلة وشعلة من نور الهداية ولا أغالي إذا قلت إنه كان خير أمة أخرجت للناس، ودنيا من العبقرية لا يجاري ولا يبارى في علمه وطيب عنصره وشرف محتده، وهيهات هيهات ان تخلفه العصور وتلد مثله الأجيال.
ومن الحق وقداسة العدالة ان يعد في طليعة رجالات العالم الإنساني وفي الرعيل الأول بين أساطين العلماء المحققين والحكماء المدققين الذين شقوا الطريق الواضح والمنهج اللاحب في وجه الجيل الحاضر ووجهوا الأمة نحو الذروة العليا والكمال الأقدس توجيها صالحا وكيف لا؟ وهو الذي أنفق طيلة حياته الشريفة من المهد إلى اللحد في البحث والتنقيب عن مخبات العلوم المصونة والجواهر المكنونة وهي خدمة الدين والذود عن حياضه والذب عن حرمه والمحاماة على تراث أمته الخالد. وثبت ثبوت الطود المنيف الذي لا يتزعزع وصمد صمود البطل المغوار. والفارس الكرار في وجه الأباطيل والبدع والأضاليل. يناضل وينافح ويدافع عن حوزة الشريعة وأرومة العروبة بقلمه العضب ولسانه الذرب وعلمه الخصب وأدبه الجم لم يه له عزم ولا فل له غرب ولم تأخذه في الله لومة لائم وقد دحر جند الأباطيل ومزق شمل البدع ومسر شوكة الأضاليل وحظم أقلام العابثين ونسف كل عقبة كؤود في وجه الحق وأنصاره وما زال يدأب ويجد ويجتهد في سبيل المصلحة العامة ورفع مستوى الأمة العربية بلا ملل ولا كلل حتى اصطفاه الله لجواره ونعم الجوار.
رجل كبير بقلم: الدكتور محمد جواد رضا رجل كبير...
كلمتان مجردتان هما كل ما استطعت النطق به حين فأجأني الناعي بوفاة الامام السيد محسن الأمين.
ولقد تبدو هاتان الكلمتان غير موفيتين بقدره ولقد توحيان بأنهما ليستا أهلا للنهوض بصفة رجل كان أكبر مما كان مأمولا ومرتقبا ان يكون، قد تكون هاتان الكلمتان كذلك بالقياس إلى غيري، أما بالقياس لي فلا، فهما عندي موفيتان بقدره وأهل للنهوض بصفته، إذ لكل واحدة منهما معناها العميق ووزنها الثقيل ما دامت الكلمات كائنات اجتماعية حية لا تستقيم على حال واحدة من القوة والضعف ولا من السمن والغثاثة ولا من الخفة في الوزن أو الثقل فيه كما يقول اللغوي الفرنسي الكبير انطوان

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست