responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 403

وانعطف بالاصلاح حول المواكب وبما يدعونه بالشعائر من ضرب القامة على الهامة والسلاسل على الظهور مما ينفر من سماعها الشرع والعقل، وأصدر رسالته التنزيه لأعمال الشبيه طالبا فيها الابتعاد عن هذه الألوان المزرية بحقيقة الإمام الحسين والماحية لشرف دعوته ونهضته مثبتا أهم المصادر الدينية والفتاوى المذهبية للسلف والخلف ولكن في النجف فريقا ممن يصطاد في الماء العكر، وممن ضعف ادراكه، أبى عليه ان يسمع الصرخة الاصلاحية فقام في وجه يعضدهم فريق من لبنان ممن خالف ضميره وابتعد عن قول الحق ومال إلى نداء الأغراض الشخصية. ثم ذكر الكاتب شيئا من رسالة التنزيه إلى أن يقول:
واستمر السيد يناقش شخصا كان قد نقده في رسالة طبعها، ويثبت نص أقواله الواهنة ويفهمه بأسلوب مشفوع بالبرهان والدليل، ويذكره بفتاوى المجتهدين والفقهاء وتحريمهم لذلك.
ان السيد الأمين قد مسك التاريخ بيده وفاز بالثناء والإكبار من قبل كل فاهم للاصلاح فعني بذكره وتقصد بسط سيرته المثلى التي هي العنوان الأول لرجال العقيدة والرأي الصحيح. رحم الله المصلحين الذين أذابوا أنفسهم لسعادة غيرهم ورحم الله السيد الأمين فقد كان منهم.
الموجه بقلم: الشيخ عارف الزين صاحب مجلة العرفان لم يكن السيد المحسن أبا لخمسة فقط بل كان أبا لطائفة كبيرة من الناس اهتدوا بهديه وارتشفوا من علمه وتتلمذوا عليه تارة وعلى كتبه طورا فكان القدوة الصالحة لهم والمثل الأعلى لما فيه خيرهم وصلاحهم، تعلم فكان المجتهد، وعلم فكان المفيد وألف فكان المجلي، كان أمة في رجل وسيدا في قبيلة، واماما في جماعة، ومع علو مقامه فقد كان فينا كأحدنا.
ولو لم يكن له من الآثار والمآثر الا ذلك التوجيه الذي وجه به كثيرا من القراء والأدباء نحو المثل العليا لكفى، وتلك الحملات المنكرات، على البدع والخرافات، وهاتيك الكتب التي لم يفارقها ولم تفارقه طرفة عين وحسبك انه طبع المجلد الرابع والثلاثين والخامس والثلاثين من أعيان الشيعة وهو آخر ما طبعه من هذا المؤلف الذي لم يسبقه إليه أحد وهو بين مخالب المرض لا يكل ولا يمل حتى في أشد آلامه واوجاعه وقد وصل به لآخر حرف السين ولم يهم بطبع المجلد السادس والثلاثين وأوله حرف الشين حتى كان هذا الحرف شؤما على الأمة العربية جمعاء التي قامت بما يجب عليها نحوه حكومة وشعبا ولا نشك ان نجله الحسن أحسن الله إليه سيتم ما بدأ به والده لأنه قدست نفسه الزكية يقول: ونسأله تعالى التوفيق لطبع ما بقي من الكتاب الذي أصبحت مواده كلها جاهزة لا تحتاج الا إلى إعادة النظر.
ان روح السيد الطاهرة لا ترتاح الا باتمامه، وكل حافظي جميل أبيه لا يتوانون عن المساهمة في هذا الواجب:
لمحسننا الأمين كبير فضل * فلا يحصى بكتب أو بصحف إذا عدت رجال الفضل يوما * فإنك واحد بمقام ألف بفقدك قد فقدنا كل فضل * وفضلك جل عن نعت ووصف لم يكن دينه جاها أو تعصبا بقلم: الأستاذ رئيف الخوري قل ان يقضي نحبه رجل دين فيفجع به الشعب كله فجيعته بالسيد الأمين وتشعر الأمة ان المصاب مصابها لا مصاب طائفة من طوائفها. ذلك ان الفقيد الذي رحل عنا بالأمس شخصه ولن يغيب عنا اثره ولا جوهره كان رجل دين فلم يكن دينه جاها أو تعصبا أو تكسبا أو تمسحا باعتاب الحاكمين، بل رياضة للنفس على الفضيلة ومسكنة للحق وزجرا للجهلة والمتجبرين، كلا ولا كانت إمامته تشقيقا أو تفريقا بل ركنا وثيقا للاخاء بين المواطنين.
فسلام عليك من كل من لم يجعل الدين مستغلا ومقتنى، ولا اتخذ الطائفة أمة أو وطنا، سلام عليك من كل حارث حرث بصمت حقول العقول ولم يأذن فيها لطفيليات التقليد ان تخنق بذور التجديد!:
أسى يقتضيني ان أطيل القوافيا * متى كان شعر من جوى الحزن شافيا امام ثوى لم يسع الا مشيدا * ولا قال الا بالاخاء مناديا ولم يرض هذا الدين سلعة تاجر * فما كان بياعا ولا كان شاريا ولكنه كان الضمير مؤنبا * بهمس وحينا يبعث الزجر قاسيا ثار عليه الجامدون بقلم: الشيخ موسى سبيتي ان فقيدنا عمره عمر فرد ولكن حياته حياة أمة فلو رجعنا في التاريخ العاملي القهقرى إلى عهد خمسمائة سنة لم نجد لفقيدنا ضريبا في رحابه نفسه وغزارة انتاجه ورصانة تفكيره فلقد كانت نفسه رحيبة الآفاق القى نظرة بعيدة في الأقطار الاسلامية فوجد جهلا شائعا في كل نواحي الحياة فنشر كتبا تتضمن كثيرا من التاريخ الحافل بالعبرة والأدب المفعم بالحكمة والخلق الذي يهتف بالفضيلة والتضحية في سبيل الحق فاستقى من ينابيعه جميع الطبقات حينما تتلى كتبه من أعلى المنابر في جبل عامل والعراق وفارس والبحرين فاصلح خططا توجيهية كان مزاجها كثير من الأساطير والخرافات.
ولم يكتف بذلك بل قاوم كثيرا من التقاليد والعادات الخاطئة يحسبها أصحابها من الدين وليست من الدين في شئ فثار عليه الجامدون ثورة فيها كثير من العنف والشدة فتلقاها برباطة جاش ورحابة صدر ولكن سرعان ما ذهب الزبد واضمحل وبقي ما ينفع الناس.
كما أنه في الحقل العملي كان أول العلماء الذين شيدوا المدارس وحرضوا على اقتباس ما عند الغرب وإذا شئت قلت غير هذا وان غضب أناس: قد كانت عند رجال الدين والأدب عقلية صلبة قاسية تحيا في دائرة ضيقة لا تحاول الخروج منها بل يعدون الخروج من تلك الدائرة شذوذا وتمردا وكفرا ولكن السيد رحمه الله كانت عنده نفس مرنة طيعة فشيد المدارس ودعا إلى العلم من اي وعاء خرج وكتب كتبا متنوعة بأساليب متنوعة ويسر العلم والأدب بقلم كله توجيه كما أن له في الفقه آراء كلها وسعة ويسر.
من مراثيه للأستاذ سامي عازر في رثائه:

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست