responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 345

وتحتي فرس دهماء رفلاء هي لخالي وعليها خرج فيه خروف وعلبة سمن فوصلت إلى نهر وأردت ان أعبر بها النهر وبأسرع من البرق وجدت نفسي فوقها في الجانب الآخر بغير انزعاج والخيل الدهم الرفل معروفة بالقوة والنشاط نذكر هذا وأشباهه مستميحين العذر ممن يقرأونه فان الحديث شجون ولعله يكون من باب الاحماض.
ومن شجون الحديث انه في إحدى سفراتي إلى الجولان اضطررت إلى المبيت في الحولة في بيت من الشعر ويسمونه ربعة ومعي رجل من أهل ميس وبدوي من عرب الجولان ووجدنا في الربعة بدويا ضيفا يقولون إنه شاعر وهو ينتاب الأماكن يطلب بر الناس ومعه فرس فاخذوا عليقة فرسي وعليقة فرسه وأثوابهما مملوءتين فرفعت العليقة بيدي فوجدتها ثقيلة فمددت يدي فوجدت فيها شعيرا وبعد مدة قليلة رأيت الفرس تركت الأكل منها فإذا فيها شلب وهو قشور الأرز العليا فوقه قليل من الشعير فقلت لمن معي اشتر لها شعيرا إما فرس البدوي فهي معتادة على اكل الشلب فأكلته كله وجئ بالعشاء فإذا هو بربورة ويسير من اللبن فقلت لهم دعوا لي هذا اللبن اليسير وأنتم في حل من البربورة وهي ذرة بيضاء تطبخ بالمخيض فجئ بها في باطية كبيرة مملوءة وصاحب البيت لم يحضر لا أولا ولا آخرا مما دل على خسة طبعه فأكلوا ما فيها كله من الخبز وصاحوا باهل البيت ليأتوا بغيرها فجاءوهم بباطية مثلها مملوءة فأكلوا منها ما استطاعوا وجهدوا في اكمالها فلم يستطيعوا فحفروا في جانب البيت وأفرغوا ما بقي في الحفرة حنقا على صاحب البيت ونهيتهم فلم ينتهوا وضفت مرة شريكنا على الفرس فذبح لي شاة وبت انا وإياه وصاحبة بيته في بيت واحد من الشعر وكان معي في إحدى السفرات بدوي ومعنا عالول فهرب فلحقه ففاته فجعل يسب الذي نبت فيه الشعر تصديقا لقوله تعالى الاعراب أشد كفرا ونفاقا.
في الخيط وسرق لنا مرة ثور فاضطررت إلى التفتيش عليه فذهبت إلى مارون الرأس فقال لي بعض أهلها انا رأيته اليوم على عين البيضاء فذهب معي ثلاثة من أهل مارون اثنان ذهبا لأجلي خاصة وواحد كان له شغل جزاهم الله خير الجزاء فمررنا في قرية ديشوم وأهلها مغاربة فلم نر امرأة قط الا عجوزا ووجدنا الرجال تستقي الماء من العين وتحمله في الجرار على عواتقها وهذه عادتهم في صون النساء ثم هبطنا وادي عوبا وهو واد فيه ماء جار وعليه رحى ثم خرجنا منه إلى سهل في آخره عين البيضا ومعنا الفلاح فذهب ورأى الثور بين البقر وعرف رفقائي عند من هو ثم صعدنا في عقبة من ارض الخيط حتى انتهينا إلى بيت من الشعر فيه رجل كهل يقرأ القرآن وذلك في شهر رمضان وقد جئ إليه ببدوي من عرب تلك الجهات فوبخه وتناوله ضربا بعصا غليظة في يده فهرب فحذفه بالعصا فوقعت بين أكتافه وولى هاربا وكان الذي عنده الثور هناك فقالوا له نحن ضيوفك فقام معنا وركبنا مصعدين حتى انتهينا إلى الظهر فإذا سرب من بيوت الشعر ممتد من الجنوب إلى الشمال ولم نر خارجه امرأة فانتهينا إلى آخر بيت من الجنوب فنزلنا عن الخيل وابتدر أحد الرفاق فعقد طرف منديل المغربي الذي على رأسه وهي عند العرب علامة ان له عنده حاجة يلزمه قضاؤها وغربت الشمس فجاءوا بالفطور مغربية وخبز على الطابون وطلبت الماء لأتوضأ فقال لي صاحب البيت تريد الوضوء فقط أم تريد معه قضاء الحاجة فقلت بل أريد الوضوء فقط فقال توضأ هنا داخل البيت فتوضأت وصليت وسالت رفيقي عن معنى ذلك فقال هذا محافظة على ستر النساء فان كنت تريد الوضوء فقط فيمكنك ان تتوضأ داخل البيت ولا مقتضى للخروج لئلا تكون امرأة خارج البيت فتراها إما ان كنت تريد قضاء الحاجة فلا مناص من الخروج فيحتاطون ان لا تكون امرأة خارج البيوت ثم طلبوا مني ريالا مجيديا ليدفعوه إلى الراعي لم يكلفوني غيره وكنت احتاج لولاهم إلى عدد من الليرات الذهبية لو أمكن لي الحصول على الثور فلا أزال أشكرهم وأسال منه تعالى حسن جزائهم، وفي الصباح رجع معي أحدهم ومررنا على الراعي فأخذنا الثور وعدنا.
الطلب للعسكرية ثانيا ثم طلبت إلى العسكرية بعد الطلب الأول ولم تكن طلبة العلم في بلادنا معفاة فأشار بعض الناس بعمل مضبطة وتقديمها إلى الحكومة فلم تجد شيئا ولعل من اخذها وهو من أهل بلادنا لم يقدمها لأنه غضب من كونه لم يبق في الصدر مكان لامضائه وضاق الخناق باهل العلم من جراء ذلك وانقطعوا إلى الله بعد ما كان انقطاعهم إلى الخلق فهيا الله لهم الشيخ أبا الخير الخطيب الدمشقي قاضي صور فأشار بان تعين مدرسة في عيثا الزط تسمى المدرسة الحيدرية باسم رئيسها السيد حيدر مرتضى ويعمل معروض يقدم إلى المشيرية بدمشق بطلب اعتبارها مدرسة رسمية تقبل طلابها في الامتحان فعمل المعروض بنفسه بأسماء الطلبة المطلوبين وكتبه بخطه وكنت غائبا في شقراء فقال بعض الطلبة الحاضرين لا تكتبوا اسمه لأنه غائب فقال له آخر ان لم تكتبوا اسمه لا يتم أمر هذا المعروض فكتبوا اسمي فاخذ المعروض الشيخ جواد مروة والشيخ عبد المطلب مروة رجلان صالحان لا حول لهما ولا طول وركب كل منهما اتانه واخذا معهما من النفقة ما لا يتجاوز ثلاثة مجيديات لكل واحد وسارا على اسم الله وبركاته إلى دمشق وقدما المعروض إلى المشير واسمه رجب باشا وهو رجل حازم منصف لا تعصب عنده فقال لهما يحققون ويدققون فإن كان ذلك كذلك فنعم والا فمحال فعادا إلى جبل عامل فاخبرا بذلك وطالت المدة فجعل الناس يهزأون منهما فبعض يقول لم يصلا إلى دمشق وبعض يقول مثل هذين نريد ان نقضي بهما المهمات والحاصل كل أحد يجئ بعبارة من عبارات الهزء وهما يحلفان لقد جرى معنا ما قلناه بدون زيادة ولا نقصان وكانا صادقين في قولهما فصدر الأمر من المشير إلى الملازم الأول في صيدا ان يحضر إلى عيثا ويرى المدرسة الحيدرية أ لها حقيقة أم لا وكان من توفيقه تعالى وثمرة التوكل عليه إن كان هذا الملازم من خيرة الرجال ولو كان من أقرب الناس إلينا وكنا من أعزهم عليه لما فعل خيرا مما فعل فاكترى برذونا من صيدا وامتطاه وجاء إلى عيثا فوصلها عند الغروب فوجد السيد حيدر يصلي جماعة في حجرة خارج داره فنزل عن برذونه وأبى ان يدخل حتى يتم السيد حيدر صلاته فجلس خارجا وانتظر حتى فرغوا من الصلاة فدخل وسال عن المدرسة فقيل له هي هذه فقال أين الطلبة فقالوا متفرقون بسبب طلب الحكومة لهم وتشديدها عليهم وأرسلوا فاحضروا من أمكن حضورهم وحشروا معهم بعض المعممين من غيرهم تكثيرا للسواد فكتب إلى المشيرية بأنني حضرت إلى المدرسة فوجدتها مدرسة معمورة ووجدت الطلبة المطلوبين جميعا فيها ولم يقبل ان يأخذ من المال شيئا فحينئذ صدر أمر المشيرية باعتبار المدرسة مدرسة رسمية وان الطلبة الذين فيها مقبولون في الامتحان المطلوبون منهم وغير المطلوبين وكان ذلك فتحا جديدا في جبل عامل ان تقبل طلبته في الامتحانات الرسمية ولم يكن ذلك سابقا وبقي هذا إلى زوال

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست