responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 346

حكم الدولة العثمانية. وكان من ثمرات التوكل على الله تعالى وتسليم الأمر إليه أمور خارقة للعادة.
الأول ما أشار به الشيخ أبو الخير الخطيب وهو رجل دمشقي لا تربطنا به علاقة وانما عمل ما عمل لوجهه تعالى وكان وجوه أهل بلادنا إذا جئناهم لأمر من هذه الأمور ينفرون ويجيبوننا بما تشمئز منه النفوس وهم لا حول لهم ولا قوة ولا طول ولا معرفة وكلهم جهلاء وبعضهم قد يفسدون الأمر لأن فلانا قدم اسمه في المعروض على فلان.
الثاني وجود المشير رجب باشا الذي كان من صفاته ما سمعت.
الثالث صدور الأمر إلى الملازم الأول في صيدا ان يتولى تحقيق هذه القضية ولا يمكن ان يوجد في الدنيا من يعمل فيها باخلاص كما عمله معنا.
ومن الغريب انه يوجد دائرتان للرديف في صيدا ليس فيهما مخلص غير هذا الرجل فضلا عن انه يوجد أحسن منه أو مثله أو أقل بدرجات وكان ذلك ثمرة الانقطاع إليه تعالى والتوكل عليه كما أن تعويلنا على الخلق في أول الأمر كانت ثمرته ايكالنا إليهم فتجهمونا وعدنا بالخيبة وشددت الحكومة علينا بالطلب قبل مجئ أمر المشيرية فطلبنا ان نحضر إلى الخيام للنظر في امرنا ومعنا أحد أبناء عمنا والشيخ موسى مروة بدلا عن أخيه الشيخ محمد حسن مروة فقال لهما الحاج إبراهيم عبد الله ارجعا من حيث جئتما وحضر في اليوم الثاني الموكل بطلبنا فأنكر الحاج إبراهيم ان نكون جئنا للخيام وفعل معنا ما استحق به جزيل الشكر جزاه الله عنا خيرا ولم تطل المدة كثيرا حتى جاءتنا البشارة بصدور الأمر بقبولنا في الامتحان.
في دار الحاج حسن عسيران فلما جاء وقت الامتحان حضرنا إلى صيدا ونزلنا في دار الحاج حسن عسيران مدة اقامتنا هناك وكانت داره معدة لنزول كل غريب وفيها مكانان أحدهما لنزول الفلاحين والاخر لنزول العلماء والوجهاء والاشراف وكان يقريهم جميعا أيام كانت حالته المالية متسعة فلما ضاقت كان يقتصر في القرى على بعض الطبقات العالية وكان يدعونا نحن الطلبة إلى تناول الطعام على مائدته أحيانا، وكان من حديثه ان أهل جبل عامل يوصون على صلاة وصيام فهلا أوصوا للطلبة في النجف فذلك أفضل واجدى.
وكان في صيدا بيكباشي تركي اسمه محيي الدين شديد التعصب على طلبة العلم فكتب معنا إلى بيروت ان هؤلاء ليسوا بطلبة علم وانهم زراعون صنعتهم الحرث والحصاد وأرسل معنا دركيا كالذين يساقون للخدمة العسكرية فلما وصلنا بيروت أخذنا للقشلة العسكرية فارجعوه إلى دائرة الرديف فدخلنا على ميرالاي يبدو من كلامه انه دمشقي ذو لحية شقراء قد وخطها الشيب ذو انصاف ومعدلة فقال لي أنتم طلبة قلت نعم قال ومن أين تعيشون قلت إن الله تعالى رازق جميع العباد متكفل برزقنا ومع ذلك لنا أهل ينفقون علينا فقال لي ان لباسك لباس تجار وكنت لابسا عباءة عراقية مخيطة حساوي وكان الفصل شتاء فقلت ان العلم ليس باللباس وهذه العباءة لبستها في الطريق للوقاية من البرد وسيصير الامتحان قريبا وتحضر فيه فتعلم اننا طلبة أم لا فقال أ تدري ما كتب في حقكم محيي الدين انه كتب كذا وكذا ونحن قد كتبنا له تكديرا لأننا علمنا انكم طلبة حقيقيون بموجب الأمر الوارد من المشيرية وأمر من يقرأ كتاب المشيرية ففهمنا مضمونه وإن كان بالتركية وهو ان المدرسة الحيدرية مدرسة معترف بها وطلابها مقبولون في الامتحان وهؤلاء من طلابها فاذهبوا في حفظ الله واخبرونا عن منزلكم لندعوكم عند الامتحان فذهبنا إلى المنزل واشتغلنا بالمذاكرة والمباحثة ليلا ونهارا سوى وقت الصلاة والأكل فكنا نصلي الصبح ونشتغل بالمذاكرة والمباحثة إلى الظهر فنتغدى ونصلي الظهرين ثم نشتغل بذلك إلى المغرب فنصلي العشاءين ونتعشى ونشتغل بذلك إلى أن يغلبنا النعاس وذلك نحو الساعة الرابعة ثم ننام وهكذا وكان صدى أصواتنا يصل إلى السوق حتى أن الشرطة جاءت يوما ظانة وقوع نزاع ومقاتلة بين فريقين وكان أهل بيروت إذا رأونا في السوق يقولون هؤلاء اخواننا الشيعيون.
أخي متى الفحص؟
الاجتماع بالمميز واجتمعنا بالمميز في دار محمد أفندي اللبابيدي مأمور الاجراء حيث دعانا وإياه لتناول طعام العشاء عنده، والمميز اسمه سليم البخاري وهو مميز قرعة ومفتي ألاي فقال المميز اني أقول بالاجتهاد وأقول بالتجزي فاعترضت على القول بالتجزي بأنه ربما كان بالمسائل التي لم يجتهد فيها المتجزي ما ينافي أدلة ما اجتهد فيه فلا يكون قد استفرع الوسع فلم يكن عنده جواب. وسألنا المميز في اي كتاب تقرأون علم النحو قلنا في شرح القطر وشرح ألفية ابن مالك لابن الناظم فكان ذلك سبب طبع شرح الألفية في بيروت ولم يكونوا يعرفونه، وجمعنا للمميز أربعة آلاف قرش من الطلبة وانا كواحد منهم وكان اللبابيدي واسطتنا في ايصالها للمميز فلم يقبل ان يأخذها الا ان يكون معه أحدنا فلم يأتمن الرفقاء على ذلك غيري فجئت انا واللبابيدي والدراهم معي إلى لوكندة طرابلس التي كان المميز نازلا فيها فقال له اللبابيدي الجماعة مقدمون لكم أربعة آلاف قرش لا على سبيل الرشوة بل معونة لما عليكم من المصاريف فقال له المميز أنت تعلم يا محمد أفندي انني لست من أهل هذا فأشار إلي اللبابيدي بالقيام فقمت وبقيا منفردين والله يعلم ما جرى بينهما.
الحضور للامتحان كان الامتحان الرسمي في ست سنوات سنتان في النحو في شرح الجامي على الكافية وشرح الاظهار وأربع سنوات في المنطق سنتان في شرح ايساغوجي للفناري وسنتان في شرح الشمسية وكنت مقيدا في دفاتر الحكومة من مواليد 1280 مع أن تولدي سنة 1284 كما مر وذلك لسوء نية من مختار القرية فلما طلبت للقرعة أول سنة وجدوا اني صغير السن فجعلوا تاريخ ولادتي سنة 1282 فلما كان بعد ذلك طلبت للقرعة بمقتضى ان ولادتي سنة 1282 وأصابتني القرعة وعند السحب كانت الورقة بيضاء فتخلصت تلك السنة. وحصل هنا اشتباه في دفاتر الحكومة فبقي المولد سنة 1280 وبقيت المعاملة على مقتضى 1282 فاسقط سنتان لصغر السن والورقة البيضاء فيكون أول سنة الامتحان في النحو في شرح الاظهار إما إذا كان المولد 1282 وسقط سنتان يكون أول سنة الامتحان في المنطق سنتان في شرح ايساغوجي وسنتان في شرح الشمسية فيكون قد توفر علينا السنتان الأخيرتان من شرح الشمسية ففتحت الدفتر الذي كان معنا ضمن غلاف ملصق مختوم فوجدت ان التاريخ قد كتب 1280 فوضعت بدل الصفر رقم

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 346
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست