responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 87

الله كان توابا رحيما فلما كثر المسلمون وقوي الاسلام واستوحشوا أمور الجاهلية أنزل الله تعالى الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة إلى آخر الآية فنسخت هذه الآية آية الحبس والأذى.
ومن ذلك العدة كانت في الجاهلية على المرأة سنة كاملة وكان إذا مات الرجل ألقت المرأة خلف ظهرها شيئا بعرة وما جرى مجراها ثم قالت البعل أهون علي من هذه فلا اكتحل ولا امتشط ولا أتطيب ولا أتزوج سنة فكانوا لا يخرجونها من بيتها بل يجرون عليها من تركة زوجها سنة فأنزل الله تعالى في أول الاسلام والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير اخراج فلما قوي الاسلام أنزل الله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليهن إلى آخر الآية.
ومن ذلك أن الله تبارك وتعالى لما بعث محمدا ص امره في بدو أمره أن يدعو بالدعوة فقط وأنزل عليه يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا وبشر المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا فبعثه الله بالدعوة فقط وأمره أن لا يؤذيهم فلما أرادوه بما هموا به من تبييته أمره الله تعالى بالهجرة وفرض عليه القتال فقال سبحانه أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير فلما أمر الناس بالحرب جزعوا وخافوا فأنزل الله تعالى أ لم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب إلى قوله سبحانه أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة فنسخت آية القتال آية الكف فلما كان يوم بدر وعرف الله حرج المسلمين أنزل على نبيه وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله فلما قوي الاسلام وكثر المسلمون أنزل الله تعالى ولا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم فنسخت هذه الآية الآية التي أذن لهم فيها أن يجنحوا للسلم ثم أنزل الله سبحانه في آخر السورة واقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم إلى آخر الآية.
ومن ذلك أن الله تعالى فرض القتال على الأمة فجعل على الرجل الواحد أن يقاتل عشرة من المشركين فقال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين إلى آخر الآية ثم نسخها سبحانه فقال الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين إلى آخر الآية فنسخ بهذه الآية ما قبلها فصار من فرض المؤمنين في الحرب إن كانت عدة المشركين أكثر من رجلين لرجل لم يكن فارا من الزحف وإن كانت العدة رجلين لرجل كان فارا من الزحف.
ومن ذلك نوع آخر وهو أن رسول الله ص لما هاجر إلى المدينة آخى بين أصحابه من المهاجرين والأنصار وجعل المواريث على الإخوة في الدين لا في ميراث الأرحام وذلك قوله تعالى إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض إلى قوله سبحانه والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا فاخرج الأرقاب من الميراث وأثبته لأهل الهجرة وأهل الدين خاصة ثم عطف بالقول فقال تعالى والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير فكان من مات من المسلمين يصير ميراثه وتركته لأخيه في الدين دون القرابة والرحم الوشيجة فلما قوي أمر الاسلام أنزل الله تعالى النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين الا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا فهذا المعنى نسخ آية الميراث.
ثم ذكر آيات نسخ القبلة وفسرها وآيات القصاص ونسخها لما في التوراة ونسخ الأحكام الشاقة التي كانت على بني إسرائيل ثم قال:
ومنه انه تعالى لما فرض الصيام فرض أن لا ينكح الرجل أهله في شهر رمضان بالليل ولا بالنهار على معنى صوم بني إسرائيل في التوراة فكان ذلك محرما على هذه الأمة وكان الرجل إذا نام في أول الليل قبل أن يفطر فقد حرم عليه الأكل بعد النوم أفطر أو لم يفطر وكان رجل من أصحاب رسول الله ص يعرف بمطعم بن جبير شيخا فكان في الوقت الذي حفر فيه الخندق حفر في جملة المسلمين وكان ذلك في شهر رمضان فلما فرغ من الحفر وراح إلى أهله صلى المغرب وأبطأت عليه زوجته بالطعام فغلب عليه النوم فلما أحضرت إليه الطعام أنبهته فقال لها استعمليه أنت فاني قد نمت وحرم علي وطوى وأصبح صائما فغدا إلى الخندق وجعل يحفر مع الناس فغشي عليه فغدا عليه رسول الله ص فسأله عن حاله فأخبره وكان في المسلمين شبان ينكحون نساءهم بالليل سرا لقلة صبرهم فسال النبي ص الله سبحانه في ذلك فأنزل الله عليه: أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله انكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل فنسخت هذه الآية ما تقدمها.
ثم ذكر جملة من الآيات المنسوخة ثم قال وسئل صلوات الله عليه عن أول ما أنزل عز وجل من القرآن فقال أول ما أنزل بمكة سورة اقرأ باسم ربك الذي خلق وأول ما أنزل بالمدينة سورة البقرة.
ثم ذكر المحكم ومثله بآية الوضوء وآية حرمت عليكم الميتة.
حرمت عليكم أمهاتكم والمتشابه فقال وإنما هلك الناس في المتشابه ولم يعرفوا حقيقته فوضعوا له تأويلات من عند أنفسهم.
ومثله بالآيات التي فيها ذكر الضلال والاضلال وغيرها ثم ذكر أنهم سالوه عن لفظ الوحي وعن متشابه الخلق وعن المتشابه في تفسير الفتنة وعن المتشابه في القضاء وعن أقسام النور وعن أقسام الأمة فذكر أقسامها واختلاف موارد استعمالها في القرآن الكريم.
ثم ذكر ما ظاهره العموم ومعناه الخصوص. نذكرها باختصار مثل يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين وإنما فضلهم على عالم أزمانهم بأشياء خصهم بها مثل المن والسلوى والعيون التي فجرها لهم من الحجر وأشباه ذلك إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين أراد أنه فضلهم على عالمي زمانهم. وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم وهي مع هذا لم تؤت أشياء كثيرة مما فضل الله به الرجال على النساء تدمر كل شئ بأمر ربها وقد تركت أشياء كثيرة لم تدمرها ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس وإنما

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست