responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 81

التعيير فلا تصل إلا إلى من هو أهل لها وليس لنا أن ندافع ونحامي عنهم لئلا نكون مثلهم. والمسلمون تفري قلوبهم مصيبة الحسين ولا تفريها سكين التعبير. والمعيرون ليسوا غافلين عن نتائجها ولم يعيروا إلا من هو أهل للتعيير من مرتكبي تلك القبائح والراضين بها.
15 قال وللغزل في ديوان شيخنا الجليل نصيب وافر ولو ترك الغزل في موطن من المواطن لتركه في يوم النفر من عرفات ولتركه في أشد المواقف غضبا ونعرة بينما كان يرد على مروان بن أبي حفصة.
ولما كنا نرد على ابن أبي حفصة افتتحنا شعرنا بالغزل كما افتتحه هو، والنعرة التي ذكرها والغضب، مما نفتخر به ونحمد الله عليه، والله المستعان.
جواب اعتراض مقدر وقد يعترض معترض من الذين يسعون جهدهم لجمع كلمة المسلمين وتأليف قلوبهم فيقول اي فائدة لهذه المباحث اليوم ولم تبق للمسلمين إمامة ولا خلافة.
فنقول في جوابه: إننا وأيم الله أول من سعى ويسعى لجمع الشمل وتأليف القلوب بين المسلمين ورقيهم ورفع المنابذة والخرافات من بينهم، ولكن الأولى بمن يريد أن يعترض هذا الاعتراض أن يوجهه إلى من يعدون أنفسهم كتاب العصر ويسعون في ترقية مدارك المسلمين ومعارفهم وهم يبثون أمثال هذه السموم بينهم ويسيئون إلى تسعين مليونا من الشيعة ويوغرون صدورهم ويحاولون إخراجهم عن حظيرة الاسلام بزعمهم بغير برهان ولا دليل سوى الأباطيل. يطبعون الكتب المشتملة على ذلك بعشرات الألوف وينشرونها في الأقطار بين الخاص والعام وجميع الأمم غير مبالين ولا ملتفتين إلى ما يحل بالمسلمين مما جعلهم غرباء في أوطانهم، ويضيفون ذلك إلى ما تقدم من غيرهم في الاعصار السالفة وطبع ونشر منه عشرات الألوف!. فهل يمكننا بعد هذا إلا الدفاع عن ديننا ومذهبنا وحماية حوزتنا بما عندنا من قوة برهان؟. وهل يسوع للائم ومفند أن يلومنا على ذلك ويرانا غير معذورين إذا أوتي شئ من الإنصاف، والله ولي عباده والمطلع على خفيات نفوسهم.
عدم إنصاف غير الشيعة لهم ومما يعجب له في المقام ان إخواننا من غير الشيعة بلغت بهم قلة الإنصاف إلى حد جعلوا دأبهم التنقيب عن معايب الشيعة ونشرها وبثها في الناس بكل حيلة وكل وسيلة وستر محاسن الشيعة وتناسيها فلا يشيرون إلى شئ منها ولا تتناولها أقلامهم هذا إن لم يلبسوها ثوب المعايب. أما الأول: فتراهم تارة ينسبون إليهم معايب لا أصل لها ولا وجود، توهمها متوهم أو اختلقها مختلق وتبعه من بعده بدون تحقيق ولا تحرج وحمله على التصديق بها ما انغرس في نفسه من سوء الظن بالشيعة فصار يصدق كل ما يقال عنهم ولا يبحث عنه وتارة يعمدون إلى أمر يسير رأوه عيبا في نظرهم فيكبرونه ويجسمونه ويزيدون فيه ويجعلون له الشروح والحواشي ويلبسونه غير لباسه ليشنعوا به. وتارة يعمدون إلى ما فيهم مثله أو أكبر منه فيعيبون به الشيعة وقد تكون بريئة منه وينسون أنفسهم وبتصفح ما مضى تستطيع إخراج الأمثلة لهذه التي ذكرناها وغيرها. وأما الثاني فمن أمثلته تنزيه الباري تعالى عن الظلم والقبيح وتكليف المحال والرؤية بالبصر والجبر وتنزيه الأنبياء والأئمة عن المعاصي، ومثل أن قول القائل: أنت طالق ثلاثا واحدة، وعدم صحة الطلاق بالملحون واللفظ العامي وفي الحيض وفي طهر المواقعة ونفي التعصيب والعول وطهارة روث مأكول اللحم وبوله والطمأنينة في الصلاة والتريث في الإفطار حتى يعلم دخول الليل وعدم كون الخراج بالضمان وإن حكم الحاكم لا يغير الواقع وعدم التصويب ولزوم كون السجود على الأرض وما نبتت عليها وعدم المسح على الخفين إلى غير ذلك.
نصيحة مهمة يجب درسها والتدبر فيها للمسلمين خصوصا وللعرب عموما إن المسلمين اليوم يقدرون بثلثمائة وخمسين مليونا منهم تسعون مليونا من الشيعة والباقون من أهل السنة وهي قوة في الكون لا يستهان بها.
ولكن تفكك عرى المودة والاتفاق وفقد الرابطة بينهم أضعف قوتهم المعنوية والمادية فأصبحوا عيالا على غيرهم وفقدوا استقلالهم والدول التي لها شبه استقلال منهم فاقدة للاستقلال الصناعي والاقتصادي الذي هو من مقومات الاستقلال في الحكم ومع هذا كله فهم غافلون عن حاضر أمرهم ومستقبله مشتغلون بالسفاسف والعداوات المذهبية والجنسية والطائفية متهاونون بأهم فروضهم الدينية مضيعون لمحاسن دينهم الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية التي استفادت منها جميع الأمم وسعدت باتباع بعضها وإذا حصل لأحدهم شئ من حكم موهوم أو إمارة مستمدة من الغير استأثر بها على إخوانه وأثار أضغانهم وحفائظهم ولم يلتفت إلى أنه بهم حصل له ما بيده وعما قليل ينتقل إلى غيره وأكثر ذوي الملك والإمارة منهم ينحون نحو العادات الأخرى ويعادون التعاليم الاسلامية ويسعون جهدهم لأبادتها بالقهر والقوة ظنا منهم أن أصحاب الدول يميلون إليهم ويوالونهم بسبب ذلك وانهم يذهبون بذلك شوطا بعيدا في اللحاق بهم والاقتباس من قوتهم ومدنيتهم التي غلبوا بها الأمم. وهيهات الذي ظنوا فان العطف والحنان والسيادة والمنعة هي اليوم وقبل اليوم ليست لترك العادات الجميلة والأخلاق النبيلة والتعاليم الإلهية والعدل والإنصاف بل من كان ذا قوة نال العطف والحنان وأحرز السيادة والمنعة ومن ظن إن الأغيار تحترمه وتراعيه وتقر به بترك تقاليده الاسلامية فقد ظن خطا وارتكب شططا بل هو يخسر بذلك عطف شعبه ورعيته ولا ينال من غيره إلا السخرية به، فأنتم أيها الإخوان السنيون كفوا عن معاداة إخوانكم الشيعة وعن القدح فيهم وتضليلهم وإثارة حفائظهم والاستئثار عليهم بما هم شركاؤكم فيه فقد آن لكم أن تعلموا ان الذي فرق بينكم وبينهم هو السياسة كما أوضحناه في البحث السادس، والسياسة اليوم تقضي عليكم وعليهم باتفاق الكلمة، والتأمل الصحيح، وترك التقليد الذميم يعلمكم انهم إخوانكم في الدين، وأنتم أيها الكتاب وحملة الأقلام ولسان حال الأمة إلى متى تقدحون في إخوانكم الشيعة بالحق وبالباطل وتنتقصونهم وترمونهم بالعظائم وتنابزونهم بالألقاب في مؤلفاتكم ومنشوراتكم وتثيرون الأضغان وتزيدون الأحقاد وتوسعون شقة الخلاف تقليدا لبعض من حملتهم على ذلك السياسة وأنتم في هذا الزمن العصيب أحوج إلى الاتفاق منكم إلى النزاع والشقاق.
وأنتم أيها الإخوان الشيعيون عليكم أن تعملوا بما أمركم به إمامكم إمام أهل البيت جعفر بن محمد الصادق من التحبب إلى إخوانكم أهل

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست