responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 80

11 ثم هاجت بالأستاذ عاصفة أخرجته من المعاتبات العاطفية إلى المعاتبات العاصفية فقال عن قولنا في علي ع بقول:
- سلوني قبل ما تفقدونني * أنبئكم ما بالغيوب تحجبا - وقولنا:
- مدينة علم أحمد وهو بابها * أحاط بما يأتي وما هو سالف - هذا القول في الإمام علي يذكرنا بقول ابن هانئ الأندلسي:
- حاضر عند علمه كل شئ * فطوال الدهور مثل فواق - ومن يقرأ هذا الشعر يشم منه القتار أعني رائحة اللحم المشوي في حادثة حرق ابن سبا ولعمري انه لم تقم عقيدة في البشر أضر على البشر من تاليه البشر. وإن التساهل في وصف الامام بما ذكر هو الذي جعل فرق التشيع خصبة بقيام الآلهة من البشر الواحد تلو الآخر ولا نقول آخرهم البهاء لأنا لا ندري من يأتي بعده.
ونقول: أولا إذا كان من يقرأ هذا الشعر يشم منه رائحة القتار في حادثة ابن سبا، فمن يقرأ كلامه يشم منه رائحة القتار في حادثة حرق ابن ملجم.
ثانيا إذا كان التساهل في وصف الامام بما ذكر هو الذي جعل فرق التشيع خصبة بقيام الآلهة من البشر فيجب ان يكون وصف الله تعالى عيسى ع بقوله: وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم هو الذي جعل فرق البشر خصبة بقيام الآلهة من البشر.
ثالثا وصف الإمام علي بن أبي طالب ع بذلك ليس فيه شئ من التساهل بل هو نفس الحق والحقيقة. في الاستيعاب بسنده عن سعيد بن المسيب ما كان أحد من الناس يقول سلوني غير علي بن أبي طالب وفي الاستيعاب أيضا: روى معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل شهدت عليا يخطب وهو يقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم الحديث ورواه السيوطي في الإتقان بهذا السند مثله وروى أبو جعفر الإسكافي في كتاب نقض العثمانية عن ابن شبرمة إنه قال ليس لأحد من الناس أن يقول على المنبر سلوني إلا علي بن أبي طالب إلى غير ذلك مما يطول استقصاؤه فهذا هو مضمون البيت الذي أنكره الأستاذ واستكبره وعده تساهلا مؤديا إلى تاليه البشر.
رابعا قوله ولا نقول آخرهم البهاء فللبهاء الذي وجد في عكا أسوة بجاره الذي وجد في طير شيحا بساحل عكا ولا نقول لا ندري من يأتي بعده لأننا رأينا من جاء بعده من الأحمدية الذين هم من أصل سني، وليس تشعب فرق من الشيعة بأكثر من تشعب فرق من غيرها وإن زعم الزاعمون، وإذا كان تشعب فرق من أهل ملة يعد عيبا لتلك الملة فلتكن هذه الفرق عيبا على الاسلام!! كلا وما من دين في الدنيا إلا تشعب منه فرق غير محقة منذ بعث الله الأنبياء إلى اليوم.
12 ومن معاتباته العاطفية إننا قلنا في رثاء الحسين ع: يا أمة السوء ما هذا الجزاء له، أ هم يا لقومي في الورى خير أمة، شاهت وجوه المسلمين هكذا. ثم قال أمة السوء هذه التي أنكر عليها أن تكون خير أمة هي التي خاطبها الوحي الإلهي بقوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس وهي تقول للأستاذ الجليل كما قالت تلك العجوز للملك الضليل عندما أغار على قومها ظانا إنهم هم بنو أسد لسنا بثارك أيها الملك. وهكذا المسلمون يقولون للسيد المجتهد لسنا معشر المسلمين نحن الذين ارتكبنا فضيحة الحسين ويلاه من تلك الفضيحة التي لا تكاد تطوى حتى تنشر وإنما هم فئة ضالة شريرة نبرأ إلى الله منها كما برئ منها ذاك الذي زعمت تلك الفئة انها فعلت ما فعلت باسمه على ما حقق بعضهم وقد انقرضت تلك الفئة وكادت تنقرض الأمة بشؤمها ولم تزل سكين التعيير بها تفري قلوب المسلمين والمعيرون عن سوء نتائجها جد غافلين.
ونقول: الأمة التي تقتل ابن بنت نبيها ويكون مدمن السكر والفجور واللعب بالقرود والفهود والطنبور امامها وخليفتها لا يمكن أن يخاطبها الوحي الإلهي بأنها خير أمة أخرجت للناس وإلا كان ذلك قدحا في الوحي الإلهي وإنما تلك الصفة لها بمعنى عدم خروجها عنها لا إنها صفة لجميعها. وإذا قالت لنا قول العجوز لامرئ القيس، نقول لها: أخطأت فمن الذي مهد ليزيد ومكنه من رقاب المسلمين غيرك ومن الذي قتل الحسين سواك وارتكب تلك الفضيحة عداك وقلنا لها ما قاله الشاعر:
- أ تراك كنت بريئة مما جرى * تالله ما قتل الحسين سواك - ومسلمو ذلك العصر كانوا إلا القليل بين ساكت ومباشر فهل يرى الأستاذ لهم عذرا لنتبعه في المدافعة عنهم. أما قوله لسنا معشر المسلمين نحن الذين ارتكبنا فضيحة الحسين، فنقول له: قد صدق، الذين ارتكبوا هذه الفضيحة كان قسم منهم من المجوس وقسم من اليهود وقسم من النصارى وقسم من الصائبة وقسم من الدهرية ولم يكونوا من المسلمين ولم يكن ذلك في دولة الاسلام ولا في عصر الجالسين في دست الخلافة والمتلقبين بامارة المؤمنين ولم يكن المسلمون في ذلك العصر بين ساكت ومباشر وخاذل للحق وناصر للباطل. اما قوله ويلاه من تلك الفضيحة الخ الذي أشار به إلى بيت من الشعر طوى ذكره ونحن أيضا نطوي ذكره فهيهات ان تطوى تلك الفضيحة مهما حاول المحاولون طيها مدافعة عن مرتكبيها ومسببيها وإذا كان يجب طيها فلما ذا لم يطو القرآن الكريم الذي يتلى على كر الدهور ومر الأعوام ذكر فضائح الأمم السالفة وأهل الجاهلية والمنافقين من المسلمين. قوله: وإنما هم فئة ضالة شريرة نبرأ إلى الله منها. فنقول له: تلك الفئة الشريرة الضالة التي ارتكبت هذه الفضيحة ارتكبتها بسيف الاسلام وتحت لواء الاسلام وباسم الخلافة الاسلامية وبأمر أمراء الاسلام وباموال بيت المسلمين وجمهور المسلمين بين ساكت ومعاون.
اما مدافعته عن يزيد وقوله إنه برئ من فعلها ونسبته ذلك إلى تحقيق بعضهم فقد كنا نبرأ بفضل الأستاذ وتحقيقه عن أن يصدر منه مثل هذا ويودعه في مجلة مجمع علمي في عاصمة سوريا. وإن كان يزيد بريئا من ذلك فما باله يحمل نساء الحسين وصبيانه ومن بقي من أهل بيته كالأسارى إليه بالشام ويوقفهم على درج باب المسجد حيث يقام السبي ويدخل النساء والبنات إلى مجالس الرجال حتى يقوم إليه رجل شامي أحمر أزرق ويقول له هب لي هذه الجارية لبنت من بنات الحسين [1] وما باله يضع رأس الحسين بين يديه وينكت ثناياه بالقضيب حتى يقوم إليه أبو برزة الأسلمي فيقول له ما يقول [2] وإذا كانت تلك الفئة قد انقرضت فلن ينقرض قبيح فعلها وما بالنا ندافع وننافح عنها وقد كادت الأمة تنقرض بشؤمها. وأما سكين


نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست