responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 612

في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور فقال يزيد لابنه خالد:
أردد عليه فلم يدر خالد ما يرد عليه فقال له يزيد: ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير، فقال علي بن الحسين ع يا ابن معاوية وهند وصخر لقد كان جدي علي بن أبي طالب في يوم بدر واحد والأحزاب في يده راية رسول الله ص وأبوك وجدك في أيديهما رايات الكفار، ثم قال علي بن الحسين ع ويلك يا يزيد انك لو تدري ما ذا صنعت وما الذي ارتكبت من أبي وأهل بيتي وأخي وعمومتي إذا لهربت في الجبال وافترشت الرماد ودعوت بالويل والثبور أن يكون رأس أبي الحسين بن فاطمة وعلي منصوبا على باب مدينتكم وهو وديعة رسول الله ص فيكم فابشر بالخزي والندامة. قال ابن شهرآشوب وموضع حبس زين العابدين هو اليوم مسجد اه وقال ابن عساكر مسجده بدمشق معروف وهو الذي يقال له مشهد علي بجامع دمشق اه.
واستشار يزيد أهل الشام فيما يصنع بهم فقال له بعضهم لا تتخذ من كلب سوء جروا فقال له النعمان بن بشير انظر ما كان رسول الله ص يصنعه بهم فاصنعه بهم.
في دمشق ثم أمر لهم يزيد بدار تتصل بداره وكانوا مدة مقامهم بالشام ينوحون على الحسين ع ثم أنه نصب الرأس بدمش ثلاثة أيام فيما ذكره الباغندي وغيره. وعن ابن لهيعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن قال لقيني رأس الجالوت فقال والله إن بيني وبين داود لسبعين أبا وإن اليهود تلقاني فتعظمني وأنتم ليس بين ابن نبيكم وبينه إلا أب واحد قتلتم ولده. وعن زين العابدين ع قال لما أتي برأس الحسين ع إلى يزيد كان يتخذ مجالس الشرب ويأتي برأس الحسين ع ويضعه بين يديه ويشرب عليه. وخرج زين العابدين ع يوما يمشي في أسواق دمشق فاستقبله المنهال بن عمرو فقال له كيف أمسيت يا ابن رسول الله قال أمسينا كمثل بني إسرائيل في آل فرعون يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم يا منهال أمست العرب تفتخر على العجم بان محمدا عربي وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بان محمدا منها وأمسينا معشر أهل بيته ونحن مغصوبون مقتولون مشردون إنا لله وإنا إليه راجعون مما أمسينا فيه يا منهال اه ولله در مهيار حيث قال:
- يعظمون له أعواد منبره * وتحت أرجلهم أولاده وضعوا - - بأي حكم بنوه يتبعونكم * وفخركم أنكم صحب له تبع - وأمر يزيد بمنبر وخطيب وأمر الخطيب أن يصعد المنبر فيذم الحسين وأباه ص فصعد الخطيب المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم بالغ في ذم أمير المؤمنين والحسين الشهيد وأطنب في مدح معاوية ويزيد فذكرهما بكل جميل. فصاح به علي بن الحسين ع ويلك أيها الخاطب اشتريت مرضاة المخلوق بسخط الخالق فتبوأ مقعدك من النار.
ودعا يزيد بعلي بن الحسين وعمرو بن الحسين ع وكان عمرو غلاما صغيرا يقال إن عمره إحدى عشرة سنة فقال له أ تصارع هذا يعني ابنه خالدا فقال له عمرو: ولكن اعطني سكينا واعطه سكينا ثم أقاتله فقال يزيد: شنشنة أعرفها من أخزم هل تلد الحية إلا حية. وكان يزيد وعد علي بن الحسين يوم دخولهم عليه أن يقضي له ثلاث حاجات فقال له أذكر حاجاتك الثلاث اللاتي وعدتك بقضائهن فقال له: الأولى ان تريني وجه سيدي ومولاي وأبي الحسين فأتزود منه وانظر إليه وأودعه. والثانية ان ترد علينا ما أخذ منا. والثالثة إن كنت عزمت على قتلي أن توجه مع هؤلاء النساء من يردهن إلى حرم جدهن ص فقال أما وجه أبيك فلن تراه أبدا وأما قتلك فقد عفوت عنك وأما النساء فما يردهن غيرك إلى المدينة وأما ما أخذ منكم فانا أعوضكم عنه أضعاف قيمته فقال ع: أما مالك فلا نريده وهو موفر عليك وإنما طلبت منك ما أخذ منا لان فيه مغزل فاطمة بنت محمد ص ومقنعتها وقلادتها وقميصها، فامر برد ذلك وزاد فيه من عنده مائتي دينار فاخذها زين العابدين وفرقها في الفقراء والمساكين. إلى المدينة ثم أن يزيد أسر برد السبايا والأسارى إلى المدينة وأرسل معهم النعمان بن بشير الأنصاري في جماعة فلما بلغوا العراق قالوا للدليل مر بنا على طريق كربلاء وكان جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم ورجال من آل الرسول ص قد وردوا لزيارة قبر الحسين ع فبينا هم كذلك إذا بسواد قد طلع عليهم من ناحية الشام فقال جابر لعبده انطلق إلى هذا السواد وائتنا بخبره فان كانوا من أصحاب عمر بن سعد فارجع إلينا لعلنا نلجأ إلى ملجأ وإن كان زين العابدين فأنت حر لوجه الله تعالى فمضى العبد فما كان بأسرع من أن رجع وهو يقول يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله هذا زين العابدين قد جاء بعماته وأخواته فقام جابر يمشي حافي الاقدام مكشوف الرأس إلى أن دنا من زين العابدين ع فقال الامام أنت جابر فقال نعم يا ابن رسول الله، فقال يا جابر ههنا والله قتلت رجالنا وذبحت أطفالنا وسبيت نساؤنا وحرقت خيامنا. وقال ابن طاوس في كتاب الملهوف إنهم لما وصلوا إلى موضع المصرع وجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم ورجالا من آل الرسول ص قد وردوا لزيارة قبر الحسين ع فتوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن وأقاموا المآتم واجتمع عليهم أهل ذلك السواد وأقاموا على ذلك أياما ا ه.
نعي الحسين لأهل المدينة ثم انفصلوا من كربلاء طالبين المدينة. قال بشير بن جذيم فلما قربنا منها منزل علي بن الحسين ع فحط رحله وضرب فسطاطه وانزل نساءه وقال يا بشير رحم الله أباك لقد كان شاعرا فهل تقدر على شئ منه قلت بلى يا ابن رسول الله إني لشاعر، قال فادخل المدينة وانع أبا عبد الله، قال بشير فركبت فرسي وركضت حتى دخلت المدينة فلما بلغت مسجد النبي ص رفعت صوتي بالبكاء وأنشأت أقول:
- يا أهل يثرب لا مقام لكم بها * قتل الحسين فأدمعي مدرار - - الجسم منه بكربلاء مضرج * والرأس منه على القناة يدار - ثم قلت: يا أهل المدينة هذا علي بن الحسين مع عماته وأخواته قد حلوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم وانا رسوله إليكم أعرفكم مكانه قال فما بقيت في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزن من خدورهن وهن يدعين بالويل والثبور ولم يبق بالمدينة أحد إلا خرج وهم يصيحون بالبكاء فلم أر باكيا أكثر من ذلك اليوم ولا يوما أمر على المسلمين منه بعد وفاة رسول الله ص

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 612
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست