responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 611

وولولت بنات معاوية فقالت فاطمة بنت الحسين ع أ بنات رسول الله سبايا يا يزيد فبكى الناس وبكى أهل داره حتى علت الأصوات وأما زينب ع فإنها لما رأته نادت بصوت حزين يقرح القلوب يا حسيناه يا حبيب رسول الله يا ابن مكة ومنى يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء يا ابن بنت المصطفى فأبكت والله كل من كان حاضرا في المجلس ويزيد ساكت، ثم جعلت امرأة من بني هاشم كانت في دار يزيد تندب الحسين ع وتنادي يا حبيباه يا سيد أهل بيتاه يا ابن محمداه يا ربيع الأرامل واليتامى يا قتيل أولاد الأدعياء فأبكت كل من سمعها ولما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد وفيها رأس الحسين ع جعل يتمثل بقول الحصين ابن الحمام المري:
- صبرنا وكان الصبر منا سجية * بأسيافنا تفرين هاما ومعصما - - أبى قومنا ان ينصفونا فأنصفت * قواضب في ايماننا تقطر الدما - - نفلق هاما من رجال أعزة * علينا وهم كانوا أعق وأظلما - ودعا بقضيب خيزران وجعل ينكت به ثنايا الحسين ع ثم قال يوم بيوم بدر. وكان عنده أبو برزة الأسلمي فقال ويحك يا يزيد أ تنكت بقضيبك ثغر الحسين بن فاطمة أشهد لقد رأيت النبي ص يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ويقول أنتما سيدا شباب أهل الجنة فقتل الله قاتلكما ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيرا فغضب يزيد وأمر باخراجه فاخرج سحبا. وفي جواهر المطالب للباغندي أنه لما وفد أهل الكوفة بالسبايا والرؤوس ودخلوا مسجد دمشق أتاهم مروان بن الحكم فسألهم كيف صنعوا فاخبروه ثم قام عنهم فاتى يحيى بن الحكم أخو مروان فسألهم فأعادوا له الكلام فقال حجبتم عن محمد ص يوم القيمة وقال يحيى بن الحكم وكان جالسا مع يزيد متمثلا:
- لهام بجنب الطف أدنى قرابة * من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل - - سمية اضحى نسلها عدد الحصى * وبنت رسول الله ليس لها نسل - فضرب يزيد في صدره وقال اسكت. وفي رواية أنه أسر إليه وقال سبحان الله أ في هذا الموضع ما يسعك السكوت قال الباغندي وذكر الحافظ ابن عساكر ان يزيد لما وضع الرأس بين يديه جعل يتمثل بأبيات ابن الزبعري وزاد يزيد فيها البيتين الأخيرين كما رواه سبط بن الجوزي عن الشعبي وينبغي أن يكون زاد فيها البيت الثاني أيضا ولكنه غير مذكور في رواية ابن الجوزي:
- ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل - - فأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل - - قد قتلنا القرم من ساداتهم * وعدلناه ببدر فاعتدل - - لعبت هاشم بالملك فلا * خبر حاء ولا وحي نزل * لست من خندف إن لم انتقم * من بني أحمد ما كان فعل - خطبة زينب ع بالشام فقامت زينب بنت علي ع فقالت:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين. صدق الله سبحانه كذلك حيث يقول ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوء إن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون أ ظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الإماء إن بنا هوانا على الله وبك عليه كرامة وإن ذلك لعظم خطرك عنده فشمخت بانفك ونظرت في عطفك جذلان مسرورا حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور متسقة وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا فمهلا لا تطش جهلا أ نسيت قول الله تعالى ولا تحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين أ من العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإماءك وسوقك بنات رسول الله ص سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف ليس معهن من حماتهن حمي ولا رجالهن ولي وكيف ترتجي مراقبة ابن من لفظ فوه أكباد الأزكياء ونبت لحمه بدماء الشهداء وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت من نظر إلينا بالشنف والشنان والإحن والأضغان ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم:
- لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل - منحنيا على ثنايا أبي عبد الله ومكان مقبل رسول الله ص تنكتها بمخصرتك وكيف لا تقول ذلك وقد نكات القرحة واستأصلت الشافة بإراقتك دماء ذرية محمد ص ونجوم الأرض من آل عبد المطلب وتهتف بأشياخك زعمت أنك تناديهم فلتردن وشيكا موردهم ولتودن أنك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت وفعلت ما فعلت. اللهم خذ لنا بحقنا وانتقم ممن ظلمنا وأحلل غضبك بمن سفك دماءنا وقتل حماتنا فوالله ما فريت إلا جلدك ولا حززت إلا لحمتك ولتردن على رسول الله ص بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته في عترته ولحمته حيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ لهم بحقهم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون وحسبك بالله حاكما وبمحمد خصيما وبجبرائيل ظهيرا وسيعلم من سول لك ومكنك من رقاب المسلمين أن بئس للظالمين بدلا وأيكم شر مكانا وأضعف جندا. ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك إني لأستصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكبر توبيخك لكن العيون عبرى والصدر حرى ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء فهذه الأيدي تنظف من دمائنا والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل وتعفرها أمهات الفراعل ولئن اتخذتنا مغنما لتجدننا وشيكا مغرما حيث لا تجد إلا ما قدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد فإلى الله المشتكى وعليه المعول فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا ولا ترحض عنك عارها وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد وجمعك الا بدد يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ولآخرنا بالشهادة والرحمة ونسأل الله ان يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ويحسن علينا الخلافة إنه رحيم ودود وحسبنا الله ونعم الوكيل. فقال يزيد مجيبا لها:
- يا صيحة تحمد من صوائح * ما أهون النوح على النوائح - في مجلس يزيد ثم قال يزيد لعلي بن الحسين: يا ابن الحسين أبوك قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني فصنع الله به ما قد رأيت فقال له علي ع بل ما قال الله أولى: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 611
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست