responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 506

انفتل إلى القبلة ورفع يديه إلى الله ثم نادى يا الله يا رحمن يا واحد يا صمد يا الله يا اله محمد اللهم إليك نقلت الأقدام وأفضت القلوب ورفعت الأيدي وامتدت الأعناق وشخصت الابصار وطلبت الحوائج إنا نشكو إليك غيبة نبينا ص وكثرة عدونا وتشتت أهوائنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين سيروا على بركة الله ثم نادى لا إله إلا الله والله أكبر كلمة التقوى. قال الراوي لا والله الذي بعث محمدا ص بالحق نبيا ما سمعنا برئيس قوم منذ خلق الله السماوات والأرض أصاب بيده في يوم واحد ما أصاب يخرج بسيفه منحنيا فيقول معذرة إلى الله واليكم من هذا لقد همت ان أفلقه ولكن حجزني عنه اني سمعت رسول الله ص يقول كثيرا:
- لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي - وانا أقاتل به دونه قال فكنا نأخذه فنقومه ثم يتناوله من أيدينا فيقتحم به في عرض الصف فلا والله ما ليث باشد نكاية منه في عدوه وخطب علي ع الناس فقال أيها الناس قد بلغ بكم الامر وبعدوكم ما قد رأيتم ولم يبق منهم إلا آخر نفس وإن الأمور إذا أقبلت اعتبر آخرها بأولها وقد صبر لكم القوم على غير دين حتى بلغنا منهم وانا غاد عليهم بالغداة أحاكمهم إلى الله عز وجل.
رفع المصاحف فبلغ ذلك معاوية فدعا عمرو بن العاص فقال يا عمرو انما هي الليلة حتى يغدو علي علينا بالفيصل فما ترى قال ارى إن رجالك لا يقومون لرجاله ولست مثله هو يقاتلك على أمر وأنت تقاتله على غيره أنت تريد البقاء وهو يريد الفناء وأهل العراق يخافون منك ان ظفرت بهم وأهل الشام لا يخافون عليا ان ظفر بهم ولكن الق إليهم أمرا إن قبلوه اختلفوا وإن ردوه اختلفوا ادعهم إلى كتاب الله حكما فيما بينك وبينهم فإنك بالغ به حاجتك في القوم فاني لم أزل أؤخر هذا الامر لحاجتك إليه فقال معاوية صدقت.
وأصبح أهل الشام وقد رفعوا المصاحف على رؤوس الرماح وقلدوها الخيل، والناس على راياتهم قال تميم بن حذيم لما أصبحنا من ليلة الهرير نظرنا فإذا أشباه الرايات امام صف أهل الشام وسط الفيلق فلما ان أسفرنا فإذا هي المصاحف قد ربطت على أطراف الرماح وكان جميعها خمسمائة مصحف فاستقبلوا عليا بمائة مصحف ووضعوا في كل مجنبة مائتي مصحف وشدوا ثلاثة رماح جميعا وربطوا عليها مصحف المسجد الأعظم يمسكه عشرة رهط ونادوا يا أهل العراق كتاب الله بيننا وبينكم يا معشر العرب الله الله في نسائكم وبناتكم فمن للروم والأتراك وأهل فارس غدا إذا فنيتم الله الله في دينكم واقبل أبو الأعور السلمي على برذون أبيض وقد وضع المصحف على رأسه ينادي يا أهل العراق كتاب الله بيننا وبينكم فقال أمير المؤمنين اللهم انك تعلم أنهم ما الكتاب يريدون فاحكم بيننا وبينهم انك أنت الحكيم الحق المبين فاختلف أصحاب علي ع في الرأي فطائفة قالت القتال وطائفة قالت المحاكمة إلى الكتاب لا يحل لنا الحرب وقد دعينا إلى حكم الكتاب وتمت الحيلة على أهل العراق، واقبل عدي بن حاتم فقال يا أمير المؤمنين إن كان أهل الباطل لا يقومون باهل الحق فإنه لم يصب عصبة منا إلا وقد أصيب مثلها منهم وكل مقروح ولكنا أمثل بقية منهم وقد جزع القوم وليس بعد الجزع إلا ما تحب فناجز القوم فقام الأشتر النخعي فقال إن معاوية لا خلف له من رجاله ولك بحمد الله الخلف ولو كان له مثل رجالك لم يكن له مثل صبرك ولا بصرك فاقرع الحديد بالحديد واستعن بالله الحميد وقام عمرو بن الحمق فقال يا أمير المؤمنين انا والله ما اخترناك ولا نصرناك عصبية على الباطل ولا أحببنا إلا الله عز وجل ولا طلبنا إلا الحق ولو دعانا غيرك إلى ما دعوتنا إليه لكان فيه اللجاج وطالت فيه النجوى وقد بلغ الحق مقطعه وليس لنا مع رأيك رأي وقام الأشعث بن قيس مغضبا فقال يا أمير المؤمنين انا لك اليوم على ما كنا عليه أمس وقد صدق وليس آخر امرنا كأوله وما من القوم أحد احنى على أهل العراق ولا اوتر لأهل الشام مني فأجب القوم إلى كتاب الله فإنك أحق به منهم وقد أحب الناس البقاء وكرهوا القتال. وماح الناسي وقالوا أكلتنا الحرب وقتلت الرجال وقال قوم نقاتل القوم على ما قاتلناهم عليه أمس ولم يقل هذا إلا قليل من الناس فقال أمير المؤمنين ع إنه لم يزل أمري معكم على ما أحب إلى أن أخذت منكم الحرب وقد والله أخذت منكم وتركت واخذت من عدوكم فلم تترك وانها فيهم أنكى وانهك إلا اني كنت بالأمس أمير المؤمنين فأصبحت اليوم مأمورا وكنت ناهيا فأصبحت منهيا وقد أحببتم البقاء وليس لي ان أحملكم على ما تكرهون ثم قعد. وتكلم رؤساء القبائل فاما من ربيعة وهي الجبهة العظمى فقام كردوس بن هانئ البكري فقال أيها الناس انا والله ما تولينا معاوية منذ تبرأنا منه ولا تبرأنا من علي مذ توليناه وإن قتلانا لشهداء وإن أحياءنا لأبرار وإن عليا لعلى بينة من ربه وما أحدث الا الإنصاف وكل محق منصف فمن سلم له نجا ومن خالفه هلك وقام شقيق بن ثور البكري فقال أيها الناس إنا دعونا أهل الشام إلى كتاب الله فردوه علينا فقاتلناهم عليه وانهم دعونا إلى كتاب الله فان رددناه عليهم حل لهم منا ما حل لنا منهم ولسنا نخاف ان يحيف الله علينا ولا رسوله وان عليا ليس بالراجع الناكص ولا الشاك الواقف وهو اليوم علي ما كان عليه أمس وقد أكلتنا هذه الحرب ولا نرى البقاء إلا في الموادعة وقام حريث بن جابر البكري فقال أيها الناس ان عليا لو كان خلفا من هذا الأمر لكان المفزع إليه فكيف وهو قائده وسائقه انه والله ما قبل من القوم اليوم إلا ما دعاهم إليه أمس ولو رده عليهم كنتم له أعنت وقام خالد بن المعمر فقال يا أمير المؤمنين إنا لا نرى البقاء إلا فيما دعاك إليه القوم إن رأيت ذلك فإن لم تره فرأيك أفضل ثم قام الحضين بن المنذر الرقاشي وهو من أصغر القوم سنا فقال أيها الناس ان لنا داعيا قد حمدنا ورده وصدره وهو المصدق على ما قال المأمون علي ما فعل فان قال لا قلنا لا وإن قال نعم قلنا نعم وقال رفاعة بن شداد البجلي أيها الناس انه لا يفوتنا شئ من حقنا وقد دعونا في آخر امرنا إلى ما دعوناهم إليه في أوله فان يتم الامر على ما نريد وإلا اثرناها جذعة. وروى نصر ان أمير المؤمنين ع لما رفع أهل الشام المصاحف يدعون إلى حكم القرآن قال: عباد الله انا أحق من أجاب إلى كتاب الله ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط وحبيب بن مسلمة وابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن اني اعرف بهم منكم صحبتهم أطفالا وصحبتهم رجالا فكانوا شر أطفال وشر رجال انها كلمة حق يراد بها باطل انهم والله ما رفعوها حقا انهم يعرفونها ولا يعملون بها وما رفعوها لكم إلا خديعة ومكيدة أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة فقد بلغ الحق مقطعه ولم يبق إلا أن يقطع دابر الذين ظلموا فجاءه زهاء عشرين ألفا مقنعين في الحديد وشاكي السلاح سيوفهم على عواتقهم وقد سودت جباههم من السجود يتقدمهم مسعر بن فدكي وزيد بن حصين وعصابة من القراء الذين صاروا خوارج من بعد فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين يا علي أجب القوم إلى كتاب الله إذ دعيت إليه وإلا قتلناك كما قتلنا ابن عفان فوالله

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 506
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست