responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 507

لنفعلنها إن لم تجبهم فقال لهم ويحكم انا أول من دعا إلى كتاب الله وأول من أجاب إليه وليس يحل لي ولا يسعني في ديني ان أدعي إلى كتاب الله فلا اقبله اني إنما أقاتلهم ليدينوا بحكم القرآن فإنهم قد عصوا الله فيما امرهم ونقضوا عهده ونبذوا كتابه ولكني قد أعلمتكم انهم قد كادوكم وانهم ليسوا العمل بالقرآن يريدون قالوا فابعث إلى الأشتر ليأتيك وكان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد أشرف على عسكر معاوية ليدخله فأرسل إليه علي يزيد بن هانئ فاتاه فبلغه فقال الأشتر قل له ليس هذه الساعة ينبغي لك ان تزيلني فيها عن موقفي اني قد رجوت ان يفتح الله لي فلا تعجلني فرجع يزيد بن هانئ إلى علي فأخبره وارتفع الرهج وعلت الأصوات من قبل الأشتر وظهرت دلائل الفتح والنصر لأهل العراق ودلائل الخذلان والأدبار على أهل الشام فقال له القوم والله ما نراك إلا أمرته بقتال القوم قال رأيتموني ساررت رسولي أ ليس انما كلمته على رؤوسكم علانية وأنتم تسمعون قالوا فابعث إليه فليأتك والا فوالله اعتزلناك قال ويحك يا يزيد قل له اقبل إلي فان الفتنة قد وقعت فاتاه فاخره فقال له الأشتر أ لرفع هذه المصاحف قال نعم قال اما والله لقد ظننت انها حين رفعت ستوقع اختلافا وفرقة انها من مشورة ابن النابغة يعني عمرو بن العاص وقال ليزيد أ لا ترى إلى الفتح أ لا ترى إلى ما يلقون أ لا ترى إلى الذي يصنع الله لنا أ ينبغي ان ندع هذا وننصرف عنه فقال له يزيد أ تحب انك ظفرت هاهنا وان أمير المؤمنين بمكانه الذي هو به يفرج عنه ويسلم إلى عدوه قال سبحان الله والله ما أحب ذلك قال فإنهم قالوا لترسلن إلى الأشتر فليأتينك أو لنقتلك كما قتلنا عثمان أو لنسلمنك إلى عدوك فاقبل الأشتر فصاح يا أهل الذل والوهن أ حين علوتم القوم فظنوا انكم لهم قاهرون رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها وقد والله تركوا ما أمر الله فيها وسنة من أنزلت عليه فلا تجيبوهم أمهلوني فواقا فاني قد أحسست بالفتح قالوا لا قال فامهلوني عدو الفرس فاني قد طمعت في النصرة قالوا إذا ندخل معك في خطيئتك قال فحدثوني عنكم وقد قتل أماثلكم وبقي أراذلكم متى كنتم محقين حيث كنتم تقتلون أهل الشام فأنتم الآن حين أمسكتم عن القتال مبطلون أم الآن محقون فقتلاكم الذين لا تنكرون فضلهم وكانوا خيرا منكم في النار قالوا دعنا منك يا أشتر قاتلناهم في الله وندع قتالهم في الله إنا لسنا نطيعك فاجتنبنا قال خدعتم ودعيتم إلى وضع الحرب فأجبتم يا أصحاب الجباه السود كنا نظن إن صلاتكم زهادة في الدنيا وشوق إلى لقاء الله فلا أرى فراركم إلا إلى الدنيا من الموت إلا قبحا يا أشباه النيب الجلالة ما أنتم برائين بعدها عزا أبدا فأبعدوا كما بعدوا القوم الظالمون فسبوه وسبهم وضربوا بسياطهم وجه دابته وضرب بسوطه وجوه دوابهم فصاح بهم علي ع فكفوا.
ومن ذلك يعلم أن أصحاب أمير المؤمنين ع كانوا أربعة أصناف الأول أهل البصيرة المخلصون له في الظاهر والباطن العارفون يحقه العالمون بأنها خدعة وهم القليل أمثال الأشتر وحجر بن عدي وعمرو بن الحمق وكردوس بن هانئ والحضين بن المنذر الثاني المخلصون له بقلوبهم لكنهم خدعوا أو أحبوا البقاء أمثال شقيق بن ثور وحريث بن جابر ووفاعة بن شداد الثالث الذين ليس لعلي ع في قلوبهم مكانته التي يجب أن تكون له مضافا إلى أنهم قد خدعوا وهم القراء أهل الجباه السود وهؤلاء كانوا وما زالوا في كل عصر أضر من الفساق المتجاهرين بالفسق الرابع المنافقون الذين يظهرون النصيحة ويبطنون الغش أمثال الأشعث وخالد بن المعمر فكيف يتم مع هؤلاء أمر. وكتب معاوية إلى علي ع ان هذا الامر قد طال بيننا وبينك وكل واحد منا يرى أنه على الحق وقد قتل فيما بيننا كثير وأنا أتخوف ان يكون ما بقي أشد مما مضى وإنا نسأل عن ذلك الموطن ولا يحاسب به غيري وغيرك فهل لك في أمر لنا ولك فيه حياة وعذر وصلاح للأمة وحقن للدماء وألفة للدين وذهاب للضغائن والفتن ان يحكم بيننا وبينكم حكمان رضيان أحدهما من أصحابي والآخر من أصحابك فيحكمان بما في كتاب الله بيننا فاتق الله فيما دعيت له وارض بحكم القرآن ان كنت من أهله والسلام فكتب إليه علي ع كتابا قال في آخره ثم انك قد دعوتني إلى حكم القرآن ولقد علمت أنك لست من أهل القرآن ولست حكمه تريد والله المستعان وقد أجبنا القرآن إلى حكمه ولسنا إياك أجبنا ومن لم يرض بحكم القرآن فقد ضل ضلالا بعيدا.
اختيار الحكمين وجاء الأشعث بن قيس إلى علي ع فقال ما ارى الناس الا قد رضوا وسرهم أن يجيبوا الناس إلى ما دعوهم إليه من حكم القرآن فان شئت أتيت معاوية فسألته ما يريد فقال ائته فاتاه فقال لأي شئ رفعتم هذه المصاحف قال لنرجع نحن وأنتم إلى ما أمر الله به في كتابه فابعثوا منكم رجلا ترضونه ونبعث منا رجلا ثم نأخذ عليهما أن يعملا بكتاب الله لا يعدو انه ثم نتبع ما اتفقا عليه فقال الأشعث هذا هو الحق وانصرف إلى علي فأخبره فقال الناس قد رضينا وقبلنا فبعث علي قراء من أهل العراق وبعث معاوية قراء من أهل الشام فاجتمعوا بين الصفين ومعهم المصحف فنظروا فيه وتدارسوه وأجمعوا على أن يحيوا ما أحيا القرآن ويميتوا ما أمات ثم رجع كل فريق إلى أصحابه أقول لم يذكر المؤرخون ما ذا أنتجه اجتماعهم ومدارستهم القرآن ولا شك أن ذلك من حواشي الاحتيال الذي أكره علي ع على قبوله فقال أهل الشام انا قد رضينا واخترنا عمرو بن العاص وقال الأشعث والقراء الذين صاروا خوارج فيما بعد انا قد رضينا واخترنا أبا موسى الأشعري فقال لهم علي ع اني لا ارضى بأبي موسى ولا ارى أن أوليه فقال الأشعث ويزيد بن حصين ومسعر بن فدكي في عصابة من القراء لا نرضى الا به فإنه قد حذرنا ما وقعنا فيه قال علي ع فإنه ليس لي برضى وقد فارقني وخذل الناس عني ثم هرب حتى امنته بعد أشهر ولكن هذا ابن عباس أوليه ذلك قالوا والله ما نبالي أنت كنت أو ابن عباس لا نريد الا رجلا هو منك ومن معاوية سواء قال علي فاني اجعل الأشتر قال الأشعث وهل سعر الأرض علينا غير الأشتر وهل نحن الا في حكم الأشتر قال وما حكمه قال حكمه أن يضرب بعضنا بعضا بالسيوف حتى يكون ما أردت وما أراد. وروى نصر بسنده عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال لما أراد الناس عليا أن يضع حكمين قال لهم ان معاوية لم يكن ليضع أحدا هو أوثق برأيه ونظره من عمرو بن العاص وانه لا يصلح للقرشي الا مثله فعليكم بعبد الله بن عباس فارموه به فان عمرو لا يعقد عقدة الا حلها عبد الله ولا يحل عقدة الا عقدها ولا يبرم أمرا الا نقضه ولا ينقض أمرا الا أبرمه فقال الأشعث لا والله لا يحكم فينا مضريان حتى تقوم الساعة ولكن اجعله رجلا من أهل اليمن إذ جعلوا رجلا من مضر فقال علي ع اني أخاف أن يخدع يمنيكم فان عمرو ليس من الله في شئ إذا كان له في أمر هواه فقال الأشعث والله لأن يحكما ببعض ما نكره واحدهما من أهل اليمن أحب إلينا من أن تكون ما نحب في حكمهما وهما مضريان وذكر الشعبي مثل ذلك. أقول: ليس العجب من الأشعث إذا ظهرت ذات نفسه لعلي ع وجابهه بهذا القول في الأشتر وتمسك بهذه الاعذار

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 507
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست