responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 505

قريش أشد تعظيما لعلي من عمرو منذ يوم لقيه وصفح عنه فقال عمرو فيما كان أشار به على معاوية:
- إلا لله درك يا ابن هند * ودر الآمرين لك الشهود - - أ تطمع لا أبا لك في علي * وقد قرع الحديد - - على الحديد وترجو ان تخبره بشك * وترجو ان يهابك بالوعيد - - وقد كشف القناع وجر حربا * يشيب لهولها رأس الوليد - - له جاءوا مظلمة طحون * فوارسها تلهب كالأسود - - يقول لها إذا دلفت إليه * وقد ملت طعان القوم عودي - - فان وردت فاولها ورودا * وان صدرت فليس بذي صدود - - وما هي من أبي حسن بنكر * وما هي من مسائك بالبعيد - - وقلت له مقالة مستكين * ضعيف الركن منقطع الوريد - - دعن الشام حسبك يا ابن هند * من السوءات والرأي الزهيد - - ولو أعطاكها ما ازددت عزا * ولا لك لو أجابك من مزيد - - ولم تكسر بذاك الرأي عودا * لركته ولا ما دون عود - فلما بلغ معاوية قول عمرو دعاه فقال اني اعلم ما أردت بهذا قال ما أردت قال أردت تفييل رأيي واعظام علي وقد فضحك فقال اما تفييلي رأيك فقد كان واما اعظامي عليا فإنك باعظامه أشد معرفة مني ولكنك تطويه وانا انشره واما فضيحتي فلم يفتضح امرؤ لقي أبا حسن.
ليلة الهرير روى نصر بن مزاحم إن عليا ع غلس بالناس في صلاة الغداة يوم الثلاثاء عاشر ربيع الأولى سنة 37 وقيل عاشر صفر ثم زحف إلى أهل الشام بعسكر العراق والناس على راياتهم وزحف إليهم أهل الشام وقد كانت الحرب اكلت الفريقين ولكنها في أهل الشام أشد نكاية وأعظم وقعا فقد ملوا الحرب وكرهوا القتال وتضعضعت أركانهم فخرج رجل من أهل العراق على فرس كميت ذنوب عليه السلاح لا يرى منه إلا عيناه وبيده الرمح فجعل يضرب رؤوس أصحاب علي بالقناة وهو يقول سووا صفوفكم حتى إذا عدل الصفوف والرايات استقبلهم بوجهه وولى أهل الشام ظهره ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال الحمد لله الذي جعل فيكم ابن عم نبيكم اقدمهم هجرة وأولهم اسلاما سيف من سيوف الله صبه على أعدائه فانظروا إلي إذا حمي الوطيس وثار القتام وتكسرت المران وجالت الخيل بالابطال فلا اسمع إلا غمغمة أو همهمة ثم حمل على أهل الشام وكسر فيهم رمحه ثم رجع فإذا هو الأشتر: وخرج رجل من أهل الشام ينادي بين الصفين يا أبا حسن يا علي أبرز لي فخرج إليه علي حتى اختلفت أعناق دابتيهما فقال يا علي ان لك قدما في الاسلام وهجرة فهل لك في أمر اعرضه عليك يكون فيه حقن هذه الدماء وتأخير هذه الحروب حتى ترى من رأيك فقال له علي وما ذاك قال ترجع إلى عراقك فنخلي بينك وبين أهل العراق ونرجع إلى شامنا فتخلي بيننا وبين الشام فقال له علي لقد عرفت انك إنما عرضت هذا نصيحة وشفقة ولقد أهمني هذا الامر وأسهرني وضربت انفه وعينه فلم أجد إلا القتال أو الكفر بما انزل على محمد ص ان الله تبارك وتعالى لم يرض من أوليائه ان يعصى في الأرض وهم سكوت مذعنون لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فوجدت القتال أهون علي من معالجة الأغلال في جهنم فرجع الشامي وهو يسترجع ولما كان قبل ليلة الهرير بليلة قال أصحاب معاوية والله ما نبرح العرصة حتى يفتح الله لنا أو نموت وقال أصحاب علي ع مثل ذلك فباكروا القتال غدا يوما من أيام الشعرى طويلا شديد الحر فتراموا بالنبل حتى فنيت نبالهم ثم تطاعنوا بالرماح حتى تقصفت واندقت ثم مشى بعضهم إلى بعض بالسيوف وقد كسروا جفونها وعمد الحديد فلم يسمع السامع إلا تغمغم القوم وتكادم الأفواه وصليل السيوف في الهام ووقع الحديد بعضه على بعض لهو أشد هولا في صدور الرجال من الصواعق ومن جبال تهامة يدك بعضها بعضا وكسفت الشمس وثار القتام وضلت الألوية والرايات فاجتلدوا بالسيوف وعمد الحديد من صلاة الغداة إلى نصف الليل ومرت مواقيت أربع صلوات لم يسجد لله فيهن سجدة ولم يصلوا لله صلاة إلا التكبير ثم استمر القتال من نصف الليل إلى ارتفاع الضحى وافترقوا على سبعين ألف قتيل في ذلك اليوم وتلك الليلة وهي ليلة الهرير والأشتر في ميمنة الناس وابن عباس في الميسرة وعلي في القلب والأشتر في هذا الحال يسير فيما بين الميمنة والميسرة فيأمر كل قبيلة أو كتيبة من القراء بالاقدام على التي تليها فلم يزل يفعل ذلك حتى أصبح والمعركة خلف ظهره ونادت المشيخة في تلك الغمرات يا معشر العرب الله الله في الحرمات من النساء والبنات قال جابر فبكى أبو جعفر محمد الباقر ع وهو يحدثني بهذا الحديث وجعل الأشتر يقول لأصحابه وهو يزحف بهم نحو أهل الشام ازحفوا قيد رمحي هذا فإذا فعلوا قال ازحفوا قاب هذا القوس فإذا فعلوا سألهم مثل ذلك حتى مل أكثر الناس الاقدام ثم دعا بفرسه وركز رايته وكانت مع حيان بن هوذة النخعي واقبل الأشتر على فرس له كميت محذوف قد وضع مغفره على قربوس السرج وهو يقول اصبروا يا معشر المؤمنين فقد حمي الوطيس ورجعت الشمس من الكسوف واشتد القتال وخرج يسير في الكتائب ويقول ألا من يشري نفسه لله ويقاتل مع الأشتر حتى يظهر أو يلحق بالله فلا يزال الرجل من الناس يخرج إليه ويقاتل معه. ويقول واحد في تلك الحال اي رجل هذا لو كانت له نية فيقول له صاحبه وأي نية أعظم من هذه ثكلتك أمك وهبلتك إن رجلا فيما قد ترى قد سبح في الدماء وما أضجرته الحرب وقد غلت هام الكماة من الحر وبلغت القلوب الحناجر وهو كما ترى يقول هذه المقالة اللهم لا تبقنا بعد هذا. ثم قام الأشتر في أصحابه فقال شدوا فدا لكم عمي وخالي شدة ترضون بها الله وتعزون بها الدين فإذا شددت فشدوا ثم نزل وضرب وجه دابته ثم قال لصاحب رايته أقدم فاقدم بها ثم شد على القوم وشد معه أصحابه يضرب أهل الشام حتى انتهى بهم إلى عسكرهم فقاتلوا عند المعسكر قتالا شديدا فقتل صاحب رايته واخذ علي لما رأى الظفر قد جاء من قبله يمده بالرجال وخطب الأشعث بن قيس في كندة ليلة الهرير فقال ملاما ظاهره النصح لقومه وباطنه الغش لعلي ع فمما قال: قد رأيتم يا معشر المسلمين ما قد كان في يومكم هذا الماضي وما فني فيه من العرب فوالله لقد بلغت من السن ما شاء الله ان أبلغ فما رأيت مثل هذا اليوم قط الا فليبلغ الشاهد الغائب إنا ان نحن تواقفنا غدا انه لفناء العرب وضيعة الحرمات اما والله ما أقول هذه المقالة جزعا من الحتف ولكني رجل مسن أخاف على النساء والذراري غدا إذا فنينا. وروى نصر عن عمرو بن شمر عن جابر بن عمير الأنصاري قال والله لكأني اسمع عليا يوم الهرير حين سار أهل الشام وذلك بعد ما طحنت رحى مذحج فيما بيننا وبين عك ولخم وجذام والأشعريين بأمر عظيم تشيب منه النواصي من حين استقبلت الشمس حتى قام قائم الظهيرة ثم إن عليا قال حتى متى نخلي بين هذين الحيين قد فنيا وأنتم وقوف تنظرون إليهم أ ما تخافون مقت الله ثم

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 505
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست