responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 445

الخدر فقالا يا رسول الله انا لا ندري قدر مقامك فينا فلو جعلت لنا إنسانا نأتيه بعدك قال إما اني أعرف مكانه واعلم موضعه ولو أخبرتكم به لتفرقتم عنه كما تفرقت بنو إسرائيل عن عيسى بن مريم فلما خرجت إليه انا وأنت وكنت جريئة عليه فقلت من كنت جاعلا لهم فقال خاصف النعل وكان علي بن أبي طالب يصلح نعل رسول الله ص إذا تخرقت ويغسل ثوبه إذا اتسخ فقلت ما أرى إلا عليا فقال هو ذاك أ تذكرين هذا يا عائشة؟
قالت نعم، ما اقبلني لوعظك واسمعني لقولك فان اخرج ففي غير حرج وإن اقعد ففي غير باس وحرج، فخرج رسولها فنادى في الناس من أراد أن يخرج فان أم المؤمنين غير خارجة فدخل عليها عبد الله بن الزبير فنفث في أذنها وفتلها في الذروة والغارب فخرج رسولها ينادي من أراد أن يسير فليسر فان أم المؤمنين خارجة فلما كان من ندمها أنشأت أم سلمة تقول:
- لو كان معتصما من زلة أحد * كانت لعائشة الرتبي على الناس - - كم سنة لرسول الله ذاكرة * وتلو آي من القرآن مدارس - - قد ينزع الله من قوم عقولهم * حتى يكون الذي يقضي على الناس - - فيرحم الله أم المؤمنين لقد * كادت تبدل ايحاشا بايناس - وروي الطبرسي في الاحتجاج محاورة أم سلمة مع عائشة بطريقين نحوا مما ذكرناه من أرادهما فليرجع إليه والطريق الثاني عن الصادق ع وأورد الأبيات بتفاوت فقال:
- لو كن معتصما من زلة أحد * كانت لعائشة الرتبي على الناس - - من زوجة لرسول الله فاضلة * وذكر آي من القرآن مدارس - - وحكمة لم تكن إلا لهاجسها * في الصدر تذهب عنها كل وسواس - - يستنزع الله من قوم عقولهم * حتى يمر الذي يقضي على الراس - - ويرحم الله أم المؤمنين لقد * تبدلت بي ايحاشا بايناس - فقالت لها عائشة شتمتني يا أخت فقالت لها أم سلمة ولكن الفتنة إذا أقبلت غطت على البصيرة وإذا أدبرت ابصرها العاقل والجاهل أه‌. وأورد ابن أبي الحديد في شرح النهج هذه المحاورة نقلا عن أبي مخنف نحو ذلك.
وطلبوا من حفصة المسير معهم إلى البصرة فاجابتهم فمنعها أخوها عبد الله بن عمر. وجهزهم يعلى بن منية بالستمائة بعير والستمائة ألف درهم التي معه وجهزهم ابن عامر بمال كثير. قال ابن الأثير: ونادى مناديها ان أم المؤمنين وطلحة والزبير شاخصون إلى البصرة فمن أراد اعزاز الاسلام وقتل المحلين والطلب بثار عثمان وليس له مركب وجهاز فليأت فحملوا ستمائة على ستمائة بعير. واعطى يعلى بن منية عائشة جملا اسمه عسكر اشتراه بثمانين دينارا فركبته وقيل اشتروه من رجل من عرينة اعطوه ناقة لها مهربة وزادوه أربعمائة أو ستمائة درهم. وساروا في ستمائة وقيل تسعمائة وقيل ألف من أهل المدينة ومكة ولحقهم الناس فكانوا في ثلاثة آلاف رجل ومعهم أبان والوليد ابنا عثمان ومروان بن الحكم وسائر بني أمية. قال الطبري وأمرت على الصلاة عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد فكان يصلي بهم في الطريق والبصرة حتى قتل قال فتركت الطريق ليلة وتيامنت عنها كأنهم سيارة ونجعة مساحلين لم يدن أحد منهم من المنكدر ولا واسط ولا فلج حتى اتوا البصرة في عام خصب وتمثلت:
- دعي بلاد جموع الظلم إذ صلحت * فيها المياه وسيري سير مذعور - - تخيري النبت فارعي ثم ظاهرة * وبطن واد من الضمار ممطور - وبعثت أم الفضل بنت الحارث زوجة العباس بن عبد المطلب بكتاب إلى أمير المؤمنين ع تخبره الخبر مع رجل من جهينة اسمه ظفر استأجرته على أن يطوي المنازل فاتاه بكتابها. فلما جازوا بئر ميمون إذا هم بجزور قد نحرت ونحرها يثعب فتطيروا. وأذن مروان حين فصل من مكة ثم جاء فقال على أيكما أسلم بالإمرة وأؤذن بالصلاة فقال عبد الله بن الزبير على أبي عبد الله وقال محمد بن طلحة على أبي محمد فأرسلت عائشة إلى مروان أ تريد ان تفرق جرنا، ليصل ابن أختي فكان يصلي بهم عبد الله بن الزبير ومر انها امرت غيره، فكان بعضهم يقول لو ظفرنا لاقتتلنا. وروى الطبري بسنده عن المغيرة بن الأخنس قال لقي سعيد بن العاص مروان بن الحكم وأصحابه بذات عرق فقال أين تذهبون وثاركم على اعجاز الإبل قال ابن الأثير يعني عائشة وطلحة والزبير اقتلوهم ثم ارجعوا إلى منازلكم لا تقتلوا أنفسكم قالوا بل نسير فلعلنا نقتل قتلة عثمان جميعا.
وإلى ذلك يشير مهيار بقوله في لاميته الطويلة:
- وللقتيل يلزمون دمه * وفيهم القاتل غير من قتل - فخلا سعيد بطلحة والزبير فقال إن ظفرتما لمن تجعلان الأمر قالا لأحدنا أينا اختاره الناس قال بل اجعلوه لولد عثمان فإنكم خرجتم تطلبون بدمه قالا ندع شيوخ المهاجرين ونجعلها لأبنائهم قال فلا أراني أسعى لأخرجهما من بني عبد مناف فرجع ورجع معه جماعة. قال الطبري. وتبعها أمهات المؤمنين إلى ذات عرق فبكوا على الاسلام فلم ير يوم كان أكثر باكيا وباكية من ذلك اليوم فكان يسمى يوم النجيب اه ولم يبين انهم لما ذا تبعوها ومن أي شئ بكوا على الاسلام. ولما بلغ عليا ع نكث طلحة والزبير بيعته واجتماعهم مع عائشة على التأليب عليه خطب بالمدينة على ما في ارشاد المفيد ناسبا له إلى حفظ العلماء عنه فحمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد فان الله بعث محمدا للناس كافة وجعله رحمة للعالمين فصدع بما أمر به وبلغ رسالات ربه فلما به الصدع ورتق به الفتق وآمن به السبل وحقن به الدماء وألف به بين ذوي الإحن والعداوة والوغر في الصدور والضغائن الراسخة في القلوب ثم قبضه الله إليه حميدا وكان من بعده ما كان من التنازع في الإمرة فتولى أبو بكر وبعده عمر ثم تولى عثمان فلما كان من أمره ما عرفتموه اتيتموني فقلتم بايعنا فقلت لا افعل فقلتم بلى فقلت لا وقبضت يدي فبسطتموها ونازعتكم فجذبتموها حتى تداككتم علي تداك الإبل الهيم على حياضها يوم وردها حتى ظننت انكم قاتلي وان بعضكم قاتل بعضا فبسطت يدي فبايعتموني مختارين وبايعني في أولكم طلحة والزبير طائعين غير مكرهين ثم لم يلبثا ان استأذناني في العمرة والله يعلم أنهما أرادا الغدرة فجددت عليهما العهد في الطاعة وان لا يبغيا الأمة الغوائل فعاهداني ثم لم يفيا لي ونكثا بيعتي ونقضا عهدي فعجبا لهما من انقيادهما لأبي بكر وعمر وخلافهما لي ولست بدون أحد الرجلين ولو شئت أن أقول لقلت اللهم احكم عليهما بما صنعا في حقي وصغرا من أمري وظفرني بهما. وحكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن أبي مخنف في كتاب الجمل أن عليا خطب لما سار الزبير وطلحة من مكة ومعهما عائشة يريدون البصرة فقال: أيها الناس إن عائشة سارت إلى البصرة ومعها طلحة والزبير وكل منهما يرى الأمر له دون صاحبه أما طلحة فابن عمها وأما الزبير فختنها والله لو ظفروا بما أرادوا ولن ينالوا ذلك أبدا ليضربن أحدهما عنق صاحبه

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست