responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 446

بعد تنازع منهما شديد والله ان راكبة الجمل الأحمر ما تقطع عقبة ولا تحل عقدة إلا في معصية الله وسخطه حتى تورد نفسها ومن معها موارد الهلكة، إلى أن قال: ورب عالم قتله جهله ومعه علمه لا ينفعه حسبنا الله ونعم الوكيل فقد قامت الفتنة فيها الفئة الباغية أين المحتسبون أين المؤمنون ما لي ولقريش أما والله لقد قتلتهم كافرين ولأقتلنهم مفتونين وما لنا إلى عائشة من ذنب إلا أنا أدخلناها في حيزنا والله لأبقرن الباطل حتى يظهر الحق من خاصرته فقل لقريش فلتضج ضجيجها، ثم نزل. قال ابن الأثير: ولما بلغ عليا خروجهم إلى العراق دعا وجوه أهل المدينة فخطبهم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن آخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح أوله فانصروا الله ينصركم ويصلح لكم أمركم فتثاقلوا فلما رأى زياد بن حنظلة تثاقلهم قال له من تثاقل عنك فانا نخف معك فنقاتل دونك وقام رجلان صالحان من أعظم الأنصار أبو الهيثم بن التيهان وهو بدري وخزيمة بن ثيت قيل ذو الشهادتين وقيل غيره لأن ذا الشهادتين مات أيام عثمان فأجابا إلى نصرته وقال أبو قتادة الأنصاري لعلي يا أمير المؤمنين ان رسول الله ص قلدني هذا السيف وقد أغمدته زمانا وقد حان تجريده على هؤلاء القوم الظالمين الذين لا يألون الأمة غشا وقالت أم سلمة يا أمير المؤمنين لولا أن اعصي الله وانك لا تقبله مني لخرجت معك وهذا ابني عمر وهو والله أعز علي من نفسي يخرج معك ويشهد مشاهدك فخرج معه ولم يزل معه واستعمله على البحرين. واستخلف علي على المدينة تمام بن العباس وقيل سهل بن حنيف وعلى مكة قثم بن العباس، وخرج معه من نشط من الكوفيين والبصريين متخففين في سبعمائة رجل وهو يرجو أن يدركهم فيردهم قبل وصولهم إلى البصرة أو يوقع بهم وسار من المدينة في تعبيته التي تعباها لأهل الشام آخر ربيع الأول سنة 36 حتى انتهى إلى الربذة فاتاه الخبر بأنهم سبقوه.
قال المفيد: لما نزل أمير المؤمنين ع الربذة لقيه بها آخر الحاج فاجتمعوا ليسمعوا من كلامه، وهو في خبائه، قال ابن عباس:
فاتيته فوجدته يخصف فعلا فقلت له: نحن إلى أن تصلح امرنا أحوج منا إلى ما تصلح فلم يكلمني حتى فرع من نعله ثم ضمها إلى صاحبتها وقال لي قومهما، فقلت ليس لهما قيمة، قال: على ذاك، قلت: كسر درهم قال: والله لهم أحب إلي من أمركم هذا إلا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا.
قلت إن الحاج قد اجتمعوا ليسمعوا من كلامك فتأذن لي أن أتكلم فإن كان حسنا كان منك وإن كان غير ذلك كان مني قال: لا، أنا أتكلم، ثم وضع يده على صدري وكان شنن الكفين فالمني ثم قام فأخذت بثوبه وقلت نشدتك الله والرحم، كأنه خاف أن يتكلم بما ينفر الحاج قال: لا تنشدني ثم خرج فاجتمعوا عليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فان الله بعث محمدا وليس في العرب أحد يقرأ كتابا ولا يدعي نبوة فساق الناس إلى منجاتهم أما والله ما زلت في ساقتها ما غيرت ولا بدلت ولا خنت حتى تولت بحذافيرها ما لي ولقريش أما والله لقد قاتلتهم كافرين ولأقاتلنهم مفتونين وان مسيري هذا عن عهد إلي فيه أما والله لأبقرن الباطل حتى يخرج الحق من خاصرته ما تنقم منا قريش إلا أن الله اختارنا عليهم فأدخلناهم في حيزنا وانشد:
أدمت لعمري شربك المحض خالصا واكلك بالزبد المقشرة البجرا - ونحن وهبناك العلاء ولم تكن * عليا وحطنا دونك الجرد والسمرا - وأرسل علي ع إلى المدينة فاتاه ما يريد من دابة وسلاح واتاه وهو بالربذة جماعة من طئ فقيل له هذه جماعة قد أتتك منهم من يريد الخروج معك ومنهم من يريد التسليم عليك قال جزى الله كليهما خيرا وفضل المجاهدين على القاعدين اجرا عظيما ثم سار من الربذة وعلى مقدمته أبو ليلى بن عمر بن الجراح والراية مع محمد بن الحنفية وعلى الميمنة عبد الله بن العباس وعلى الميسرة عمر بن أبي سلمة وعلي على ناقة حمراء يقود فرسا كميتا حتى نزل بفيد فاتته أسد وطئ فعرضوا عليه أنفسهم فقال الزموا قراركم في المهاجرين كفاية.
وسارت عائشة ومن معها حتى مروا بماء يدعى الحوأب فنبحتهم كلابه فقالوا أي ماء هذا؟ قيل هذا ماء الحوأب، فصرخت عائشة بأعلى صوتها ثم ضربت عضد بعيرها فاناخته ثم قالت والله صاحبة كلاب الحوأب طرقوا، ردوني تقولها ثلاثا، فاناخت وأناخوا حولها يوما وليلة فقال لها عبد الله بن الزبير انه كذب وجاءوا لها بأربعين رجلا وقيل بخمسين من الاعراب رشوهم فشهدوا أن هذا ليس بماء الحوأب. قال أبو مخنف فقال لها قائل مهلا يرحمك الله فقد جزنا ماء الحوأب قالت فهل من شاهد فلفقوا لها خمسين أعرابيا جعلوا لهم جعلا فحلفوا لها أن هذا ليس بماء الحوأب فسارت اه وكانت أول شهادة زور أقيمت في الاسلام: وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أم سلمة قالت ذكر النبي ص خروج بعض أمهات المؤمنين فضحكت عائشة فقال انظري يا حميراء ان لا تكوني أنت الحديث وبسنده عن قيس بن أبي حازم لما بلغت عائشة بعض ديار بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت أي ماء هذا قالوا الحوأب قالت ما أظنني الا راجعة فقال الزبير لا تقدمي ويراك الناس ويصلح الله ذات بينهم قالت ما أظنني الا راجعة سمعت رسول الله ص يقول كيف بإحداكن إذا نبحتها كلاب الحوأب. قال الطبري ولم يزل بها عبد الله بن الزبير وهي تمتنع فقال لها النجاء النجاء قد أدرككم علي بن أبي طالب فارتحلوا نحو البصرة فلما كانوا قريبا منها أرسلت عبد الله بن عامر بن كريز الذي كان أميرا على البصرة من قبل عثمان وله فيها صنائع فاندس إلى البصرة وكتبت إلى الأحنف بن قيس وجماعة من وجوه البصرة وأقامت بالحفير تنتظر الجواب ولما بلغ ذلك عثمان بن حنيف أمير البصرة من قبل علي ع ارسل إليها عمران بن حصين وكان رجل عامة وأبو الأسود الدؤلي وكان رجل خاصة فانتهيا إليها بالحفير فاذنت لهما فدخلا وسلما وسألاها عن مسيرها فقالت ما مثلي يغطي لبنيه الخبر أن الغوغاء ونزاع القبائل غزوا حرم رسول الله ص وأحدثوا فيه وآووا المحدثين فاستوجبوا لعنة الله ولعنة رسوله مع ما نالوا من قتل المسلمين بلا ترة ولا عذر فسفكوا الدم الحرام وانتهبوا المال الحرام وأحلوا البلد الحرام والشهر الحرام فخرجت في المسلمين اعلمهم ما أتى هؤلاء وما الناس فيه وراءنا وما ينبغي لهم من اصلاح هذه القصة وقرأت:
لا خير في كثير من نجواهم الآية فهذا شاننا إلى معروف نأمركم به ومنكر ننهاكم عنه. فخرجا من عندها واتيا طلحة فقالا ما أقدمك قال الطلب بدم عثمان قالا أ لم تبايع عليا قال بلى والسيف على عنقي وما استقبل عليا البيعة إن لم يحل بيننا وبين قتلة عثمان فاتيا الزبير فقالا له مثل ذلك فأجابهما بمثل قول طلحة ورجعا إلى عثمان، ونادى مناديها بالرحيل، فدخلا على عثمان فقال أبو الأسود:
- يا ابن حنيف قد أتيت فانفر * وطاعن القوم وجالد واصبر - - وابرز لهم مستلئما وشمر - فقال عثمان: إنا لله وإنا إليه راجعون دارت رحى الاسلام ورب

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 446
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست