responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 434

ابتغاء وجهك والدار الآخرة فارجعوا رحمكم الله والله أسال ان يخلفني فيكم أحسن الخلافة فودعه القوم ورجعوا وهم يبكون على فراقه اه.
وحكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن رواية الواقدي ان أبا ذر دخل على عثمان بعد رجوعه من الشام قال له عثمان في جملة كلام دار بينهما أنت الذي تزعم انا نقول يد الله مغلولة وإن الله فقير ونحن أغنياء فقال لو كنتم لا تقولون هذا لأنفقتم مال الله على عباده - إلى أن قال - فغضب عليه عثمان وقال أشيروا علي في هذا الشيخ الكذاب فتكلم علي وكان حاضرا فقال أشير عليك بما قال مؤمن آل فرعون فان يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ان الله لا يهدي من هو مسرف كذاب قال فاجابه عثمان بجواب غليظ واجابه علي بمثله ولم نذكر الجوابين تذمما منهما اه وقال الواقدي فقال له عثمان امض على وجهك هذا فلا تعدون الربذة فخرج إليها. وقد وجدنا كيفية اخراج أبي ذر إلى الربذة في أوراق من كتاب مخطوط من تاليف أبي محنف ورواها أبو بكر الجوهري في كتاب السقيفة بنحو مما ذكره أبو مخنف وربما وجدت في أحدهما زيادة عن الآخر لا تغير المعنى ونحن ننقل مجموعها من الكتابين وإذا كان في أحدهما زيادة ذكرناها قال ابن أبي الحديد: روى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة عن عبد الرزاق عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس قال لما اخرج أبو ذر إلى الربذة أمر عثمان فنودي في الناس ان لا يكلم أحد أبا ذر ولا يشيعه وامر مروان ان يخرج به فتحاماه الناس إلا علي بن أبي طالب وعقيلا أخاه وحسنا وحسينا وعمارا فإنهم خرجوا معه يشيعونه فجعل الحسن يكلم أبا ذر فقال مروان إيها يا حسن ألا تعلم أن أمير المؤمنين قد نهى عن كلام هذا الرجل فان كنت لا تعلم فاعلم ذلك فحمل علي على مروان فضرب بالسوط بين أذني راحلته وقال تنح لحاك الله إلى النار فرجع مروان مغضبا إلى عثمان فأخبره الخبر فتلظى على علي ووقف أبو ذر فودعه القوم ومعهم أبو ذكوان مولى أم هانئ بنت أبي طالب فحفظ كلام القوم وكان حافظا فقال علي ع يا أبا ذر انك غضبت لله ان القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك فامتحنوك بالقلى ونفوك إلى الفلا.
والله لو كانت السماوات والأرض على عبد رتقا ثم اتقى الله لجعل له منها مخرجا. يا أبا ذر لا يؤنسنك إلا الحق ولا يوحشنك إلا الباطل، ثم قال لأصحابه: ودعوا عمكم فودعوه بما ذكر في ترجمته. قال الجوهري وأبو مخنف ورجع القوم إلى المدينة فجاء علي إلى عثمان ما حملك على رد رسولي وتصغير أمري فقال علي اما رسولك فأراد ان يرد وجهي فرددته واما امرك فلم أصغره فقال عثمان أ ما بلغك نهيي عن كلام أبي ذر وتقدمي إلى الناس أن لا يشيعوه قال علي أ وكلما أمر بأمر معصية أطعناك فيه لا لعمر الله ما نفعل ذاك قال عثمان اقد مروان من نفسك قال مما ذا قال من شتمه وضرب راحلته قال اما راحلته فراحلتي بها فان أراد ان يضربها فليفعل واما شتمه إياي فوالله لا يشتمني شتمة إلا شتمتك مثلها بما لا اكذب فيه عليك فغضب عثمان وقال لم لا يشتمك كأنك خير منه فوالله ما أنت عندي بأفضل منه فغضب علي وقال إلي تقول هذا يا عثمان وبمروان الطريد ابن الطريد تعدلني فانا والله أفضل منه ومنك وأبي أفضل من أبيك وأمي أفضل من أمك وبي جلست مجلسك هذا وهذه نبلي نبلتها فهلم نبلك فانتبل فغضب عثمان واحمر وجهه وقام فدخل وانصرف علي واجتمع إليه أهل بيته ورجال من المهاجرين والأنصار فلما كان من الغد اجتمع إلى عثمان أهل بيته ودخل عليه الناس وفي رواية الجوهري انه ارسل إلى وجوه المهاجرين والأنصار وإلى بني أمية فشكا إليهم عليا وقال إنه يبغي لي الغوائل ويظاهر علي من يعيبني ويعرض في أمري ويرد علي رأيي قالوا فاصلح هذا برفقك فإنه ابن عمك (وفي رواية الجوهري فقالوا أنت الوالي عليه وإصلاحه أجمل قال وددت ذاك) قال فائتوه فاسألوه ان يمشي إلى مروان ويعتذر إليه فاتوا عليا فذكروا له ذلك فقال اما مروان فلا أمشي والله إليه معتذرا ولا حبا ولا كرامة ولكن إن أردتم ان امشي إلى عثمان فعلت فاتوا بذلك إلى عثمان فقال مروان يا أمير المؤمنين انه لو مشى إلي لما جعلت الأمر إلا إليك فإذا أرضاك فقد رضيت فأرسل إليه عثمان فاتاه ومعه بنو هاشم فتكلم علي فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه محمد ثم قال: اما بعد فإنك ظننتني في تشييعي أبا ذر ووداعه واني والله الذي لا إله إلا هو ما أردت بذاك مساءتك ولا الخلاف عليك وما شيعته ولا ودعته إلا إرادة ان أؤدي من حقه ما يجب على المسلم ان يؤدي من حق أخيه المسلم عند شخوصه في سفره أو قدومه وأما ما استقبلت به مروان فإنه استعرضني ليردني عن قضاء حق الله فرددته رد مثلي مثله وإنما كان ذلك كالأدب مني له ان لا يرد مسلما عن إداء حق من حقوق الله عليه وأما ما كان بيني وبينك فإنك عجلت علي وأجحفت ففرط مني ما لم أكن أحب ان يفرط وانا استغفر الله لي ولكم.
فتكلم عثمان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: اما بعد ما مشيت إلي فيه فقد حمدتك على ذلك ووهبت لك ما كان منك واما ما كان منك إلى مروان فقد عفا لك عنه واما ما حلفت عليه فأنت البر الصادق فادن يدك فاخذ يده فضمها إلى صدره. ولما خرج علي من عند عثمان أقبلت سفهاء قريش وبنو أمية على عثمان فقالوا أنت رجل قريش حقرك علي وضرب راحلتك وقد تفانت وائل في ضرع ناقة وهمدان في قتل قيس وعبس وذبيان في لطمة فرس والأوس والخزرج في تسعة رحل وتحتمل من علي صنعه بك فدعوا إلى حمية الجاهلية قال أبو مخنف: فقال مروان اما والله ان أردت تلك منه ما قدرت عليها ولو قدرت لكان ضربي البهيمة عبثا وشتمي عليا سفها وما ذاك علي بعار انه الأمير المطاع والامام المسيطر وإنني لأرجوه للتي ما أرجو لها أحدا من قريش وقال مروان في ذلك:
- وان عليا لا أريد مساءه * ففي كل يوم منه خطبة عائب - - تقول قريش ما لمروان ساكتا * وما بي عي عن لؤي بن غالب - - وإني لأجراهم إلى الغاية التي * تقصر عنها سابقات الحلائب - - واصدع ما لا يستطيعون صدعه * وأشعب ما يعيا على كل شاعب - - ولكنني أرعي له فضل مثله * وأكره ما فيه دبيب العقارب - - وأرجوه للأمر الذي ليس غيره * له من قريش عند ضربة لازب - - وما في قريش مثله لملة * تشيب لحاميها رؤوس الكواعب - - على أن فيه نخوة هاشمية * لتلك التي نرجو بها في العواقب - - فان ملكتكم هاشم فالنجا النجا * وتلك التي فيها اجتباب الغوارب - - فيخلو لكم و الراقصات إلى منى * بركبانها مثل النعام الخواضب - - فتلك التي فيها عليهم إليه * وشر حروب القوم حرب الأقارب - - وقال رجال رد مروان حقرة * وأدمى بسوط خير رأس الركائب - - فقلت لهم ردي وضرب مطيتي * لاهون من لبسي ثياب المحارب - - وقطعي بكفي منه كفا طويلة * لها نبا ما بين بصرى وقارب - - وقلت دعوني لا أبا لأبيكم * فلست لكم فيما ترون بصاحب - قال أبو مخنف: وأخبرني عبد الملك بن نوفل عن أبي سعيد المقبري قال لما انصرف علي من تشييع أبي ذر استقبله الناس فقالوا يا أبا الحسن

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست