responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 433

وعثمان أيكما يخرج نفسه من الخلافة ويكون إليه الاختيار فلم يتكلم منهما أحد، فقال عبد الرحمن أشهدكم اني أخرجت نفسي من الخلافة على أن اختار أحدهما، فقال لعلي أبايعك على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين فقال بل على كتاب الله وسنة رسوله واجتهاد رأيي. وفي رواية الطبري على كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخليفتين من بعده فقال أرجو ان افعل وأعمل بمبلغ علمي وطاقتي. وفي رواية أخرى للطبري قال اللهم لا ولكن على جهدي من ذلك وطاقتي. وفي رواية ابن الأثير في أسد الغابة أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخين فيما استطعت فعدل إلى عثمان فقال أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخين قال نعم فبايعه فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين. قال الطبري فقال علي حبوته حبو دهر، ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون. فقال عبد الرحمن يا علي لا تجعل على نفسك سبيلا، فقال المقداد: يا عبد الرحمن اما والله لقد تركته يعني عليا من الذين يقضون بالحق وبه يعدلون فقال يا مقداد لقد اجتهدت للمسلمين فقال المقداد ما رأيت مثل ما اتي إلى أهل هذا البيت بعد نبيهم اني لأعجب من قريش انهم تركوا رجلا ما أقول إن أحدا اعلم ولا اقضى منه بالعدل اما والله لو أجد أعونا اه ويقال ان عليا قال له و الله ما فعلتها إلا لأنك رجوت منه مثل ما رجا صاحبكما من صاحبه دق الله بينكما عطر منشم مثل يضرب لشدة العداوة قيل ففسد بعد ذلك بين عثمان وعبد الرحمن فلم يكلم أحدهما صاحبه حتى مات عبد الرحمن. وفي تاريخ أبي الفداء لما أحدث عثمان ما أحدث من توليته الأمصار للأحداث من أقاربه روي أنه قيل لعبد الرحمن بن عوف هذا كله فعلك فقال لم أظن به هذا لكن الله علي ان لا أكلمه ابدا ومات عبد الرحمن وهو مهاجر لعثمان ودخل عليه عثمان عائدا في مرضه فتحول إلى الحائط ولم يكلمه اه.
وفي القصة أمور تستلفت النظر الأول ان الخليفة قد عاب كلا من الخمسة بأمر يبعده عن الخلافة ولم يقل في حق علي إلا أن فيه دعابة وليس فيها ما يضر ان لم تكن صفة مدح وشهد له مؤكدا بالقسم بأنه ان لو وليهم ليحملنهم على الحق الواضح والمحجة البيضاء وانه أحرى ان يحملهم على الحق واعتذر عن عدم توليته بأنه لا يريد ان يتحملها حيا وميتا مع أن جعل الأمر شورى بين ستة لا يخرجه عن تحملها ميتا الثاني انه عند التساوي بترجيح الجانب الذي فيه عبد الرحمن مع شهادته لعلي بأنه ان وليهم يحملهم على الحق الواضح والمحجة البيضاء فأحرى ان يرجح عند التساوي الجانب الذي هو فيه الثالث انه أمر بقتل من خالف منهم وبقتل الستة ان لم يتفقوا وقد شهد لهم بان رسول الله ص مات وهو راض عنهم بأنهم من أهل الجنة مع قوله لطلحة ان رسول الله مات وهو ساخط عليك الرابع إن عليا لم يكن له في ظاهر الحال إلا صوتان من الستة صوته وصوت الزبير والأربعة الباقية ليست في جانبه فطلحة لا يريده وعبد الرحمن كان صهر عثمان لأن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط كانت زوجة عبد الرحمن وهي مع ذلك أخت عثمان من أمه، وسعد لا يخالف عبد الرحمن إذ كلاهما من بني زهرة وسعد لم يكن له هوى في علي ولما بويع بالخلافة لم يبايعه ولذلك قال علي فيما رواه الطبري لقوم كانوا معه من بني هاشم ان أطيع فيكم قومكم لم تؤمروا ابدا وقال للعباس عدلت عنا فقال وما علمك قال قرن بي عثمان وقال كونوا مع الأكثر فان تساووا فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف فسعد لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن وعبد الرحمن صهر عثمان فلو كان الآخران معي لم ينفعاني بله اني لا أرجو إلا أحدهما.
فالمتامل في ذلك يظهر له انه لم يكن المقصود من الشورى: الشورى بل تثبيت خلافة عثمان بوجه قانوني محكم.
اما ما يذكره بعض المؤرخين من مجابهة العباس عليا بعد هذا الكلام بقوله: لم أرفعك في شئ إلا رجعت إلي مستأخرا بما أكره أشرت عليك عند وفاة رسول الله ص ان تسأله فيمن هذا الأمر فأبيت وأشرت عليك بعد وفاته ان تعاجل الامر فأبيت وأشرت عليك حين سماك عمر في الشورى ان لا تدخل معهم فأبيت الحديث فباطل أولا إن العباس كان اعرف بمقام علي وأشد تعظيما له من أن يجابهه بمثل هذا الكلام ثانيا ان العباس نفسه سال النبي ص هل يكون الامر فيهم بعده فقال له ص أنتم المستضعفون بعدي فكيف يلوم عليا على عدم سؤاله ثالثا إن النبي ص طلب في مرضه دواة وكتفا ليكتب لهم ما لا يضلون بعده فلم يفعلوا فما فائدة سؤال علي له رابعا قد أجاب علي ع العباس عن الأمر الثاني يوم وفاة النبي ص بقوله لم أكن لأدع رسول الله ص بلا دفن وأشتغل بذلك فكيف يلومه عليه ثانيا خامسا كيف يلومه على الدخول في الشورى ولم يكن ذلك اختيارنا بظاهر الحال. وروى الطبري في تاريخه ان عليا خطب عند اجتماع القوم للشورى فقال الحمد لله الذي بعث محمدا منا نبيا وبعثه إلينا رسولا فنحن بيت النبوة ومعدن الحكمة وأمان أهل الأرض ونجاة لمن طلب لنا حق ان نعطه نأخذه وان نمنعه نركب إعجاز الإبل ولو طال السرى لو عهد إلينا رسول الله ص عهدا لأنفذنا عهده ولو قال لنا قولا لجادلنا عليه حتى نموت لن يسرع أحد قبلي إلى دعوة حق وصلة رحم ولا حول ولا قوة إلا بالله اسمعوا كلامي وعوا منطقي عسى ان تروا هذا الامر من بعد هذا المجمع تنتضي فيه السيوف وتخان فيه العهود حتى تكونوا جماعة ويكون بعضكم أئمة لأهل الضلالة وشيعة لأهل الجهالة ثم أنشأ يقول:
- فان تك جاسم هلكت فاني * بما فعلت بنو عبد بن ضخم - - مطيع في الهواجر كل عي * بصير بالنوى من كل نجم اه - سنة 30 من الهجرة اخباره المتعلقة بأبي ذر الغفاري في خلافة عثمان قد ذكرنا ما يتعلق بنفي أبي ذر إلى الشام ثم إلى الربذة في ترجمته في الجزء 16 من هذا الكتاب ونذكر منها هنا ما له ارتباط بالمقام. وذلك أن أبا ذر نفي إلى الشام ثم أعيد منها إلى المدينة ثم نفي إلى الربذة. قال الطبري في تاريخه في حوادث 30 من الهجرة فيها كان اشخاص أبي ذر من الشام إلى المدينة وقد ذكر في سبب اشخاصه أمور كرهت ذكر أكثرها اه.
وروى المفيد في المجالس عن علي بن بلال عن علي بن عبد الله الأصفهاني عن الثقفي عن محمد بن علي عن الحسين بن سفيان عن أبيه عن أبي جهضم الأودي عن أبيه في حديث طويل انه لما نفي أبو ذر إلى الربذة أمر عثمان ان لا يشيعه أحد من الناس فبلغ ذلك علي بن أبي طالب ع فبكى ثم قال أ هكذا يصنع بصاحب رسول الله إنا لله وإنا إليه راجعون ثم نهض ومعه الحسن والحسين وعبد الله والفضل وقثم وعبيد الله بنو العباس حتى لحقوا أبا ذر فشيعوه فلما بصر بهم حن إليهم وبكى وقال بأبي وجوه إذا رأيتها ذكرت بها رسول الله ص و شملتني البركة برؤيتها ثم رفع يديه إلى السماء وقال اللهم إني أحبهم ولو قطعت إربا إربا في محبتهم ما زلت عنها

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست