responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 419

فكان أبو بكر يصلي بصلاة النبي والناس بصلاة أبي بكر اه وفي رواية أخرى للطبري ان رسول الله ص قرأ من حيث انتهى أبو بكر.
ونحن إذا تأملنا في هذه الأخبار التي رواها ابن هشام وابن سعد والطبري ووجدنا اختلافها وتناقضها واشتمالها على ما لا يقبله العقل لم يمكنا الاعتماد على شئ منها فبعضها ينص على أنه لم يأمر أحدا بعينه أصلا وبعضها على أنه لم يأمر بذلك أول الأمر ثم أمر به بعد ما سمع تكبير عمر وإن الناس صلوا الصبح مرتين فإذا كان قال مروا من يصلي بالناس وامر ابن زمعة عمر فصلى بهم فقد تم ما أمر به ونفذ فما الذي دعاه إلى الإرسال خلف أبي بكر وإعادة الصلاة خلفه وهي كانت خلف عمر صحيحة مطابقة لما أمر به فان قالوا إنه قصد بذلك اظهار فضل أبي بكر وانه أحق بالإمامة الكبرى قلنا فما باله خرج وقد حصل ما يريد بعد إبتداء أبي بكر بالصلاة وهو لا يستقل من الضعف ورجلاه تخطان الأرض وأوقع الشبهة بخروجه بأنه لم يرض بامامة أبي بكر وبعضها يدل على أنه أمر أبا بكر من أول الأمر وخرج لما عارضته عائشة فصلى بأبي بكر وصلى أبو بكر بالناس وهو يناقض الرواية الناصة على أنه لم يأمر أحدا بعينه أول الأمر. ثم إذا كان قال مروا أبا بكر ان يصلي بالناس فهل يمكن ان لا تسر عائشة وتبتهج بذلك وهل يمكن ان تعارضه في ذلك وتقول انه رجل رقيق. وإذا فرض انها عارضته أولا فهل يمكن ان تعارضه ثانيا حتى تغضبه فيجيبها بما أجابها وهي تعلم وجوب إطاعته فلم تكن لتخالفه فيما ليس لها فيه حظ فكيف بما لها فيه الحظ الأوفر. وذكاء عائشة لا ينكر فلم تكن لتخاف على أبيها الرقة إذا صلى في المحراب وأم الناس فهو لم يكن غرا صغير السن بل كان شيخا محنكا يعلم أن قيامه في ذلك المقام موجب للسرور والغبطة، فما اشتملت عليه هذه الرواية لا تقبله عقول صغار الأطفال. وإذا فرض أنها خالفته وردت عليه مرتين حتى أغضبته فما الذي دعاه إلى أن يخرج وهو في أشد المرض لا يستقل على الأرض ولا يقدر على نقل قدميه بل يخط بهما الأرض ولا على الحركة لولا اعتماده على الرجلين ويصلي جالسا بل كان يكفيه إرسال من يعتمد عليه إلى الناس فيأمرهم بذلك ويؤكد عليهم وقد اتفق الرواة على أنه خرج بتلك الكيفية. فما الذي اراده بخروجه أ هو تأييد أبي بكر فقد أيده بالامر بالصلاة خلفه وصلى الناس خلفه، ولو لم يخرج لكان أشد تأييدا له لأنه بخروجه وقعت الشبهة بان خروجه لأنه لم يرض بتقدمه. وائتمام أبي بكر به والناس بأبي بكر يوجب ان يكون أبو بكر إماما ومأموما في وقت واحد وهذا غير جائز في الشرع ولم يقع نظيره فيه ولم لم يتركه إماما إلى آخر الصلاة ويرجع فيعلم الناس حينئذ أنه أقره على الإمامة ويرفع عن نفسه المشقة الشديدة ثم إن كان قرأ من حيث انتهى أبو بكر كانت قراءته ناقصة فتبطل الصلاة. كل ذلك يدلنا على أن ما اشتملت عليه هذه للروايات غير صحيح وإن الصواب ما ذكره المفيد.
طلب الدواة والكتف وقول بعضهم أنه يهجر ثم قال المفيد: فلما سلم انصرف إلى منزله واستدعى أبا بكر وعمر وجماعة من حضر بالمسجد من المسلمين ثم قال أ لم آمركم أن تنفذوا جيش أسامة؟ فقالوا بلى يا رسول الله، قال فلم تأخرتم عن أمري؟ قال أبو بكر: إني خرجت ثم رجعت لأجدد بك عهدا، وقال عمر يا رسول الله إني لم أخرج لأني لم أحب أن أسال عنك الركب، فقال نفذوا جيش أسامة يكررها ثلاث مرات ثم أغمي عليه من التعب الذي لحقه والأسف فمكث هنيهة مغمى عليه وبكى المسلمون وارتفع النحيب من أزواجه وولده ونساء المسلمين وجميع من حضر من المسلمين فافاق ثم قال ائتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتابا لا تضلوا [1] بعده أبدا ثم أغمي عليه فقام بعض من حضر يلتمس دواة وكتفا فقال له عمر ارجع فإنه يهجر فرجع، وندم من حضر على ما كان منهم من التضييع في احضار الدواة والكتف وتلاوموا بينهم وقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون لقد أشفقنا من خلاف رسول الله ص، فلما أفاق قال بعضهم نأتيك بدواة وكتف؟ فقال أ بعد الذي قلتم ولكني أوصيكم باهل بيتي خيرا واعرض بوجهه عن القوم فنهضوا. وقد روي في ذلك عدة روايات غير هذه الرواية الأولى ما رواه البخاري في صحيحه في باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرضى والطب [2] بسنده عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال لما حضر [3] رسول الله ص وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي ص هلم اكتب لكم كتابا لا تضلوا [4] بعده فقال عمر ان النبي قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي كتابا لن تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي ص قال رسول الله ص قوموا وزاد بعضهم قوموا عني حكاه القسطلاني قال عبيد الله: وكان ابن عباس يقول إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ص وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم الثانية ما رواه محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقات الكبير بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس مثله إلا أنه قال بدل حضر حضرته الوفاة وبدل لا تضلوا لن تضلوا وبدل فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي فلما كثر اللغط والاختلاف وغموا رسول الله وبدل قوموا قوموا عني الثالثة ما رواه البخاري في صحيحه في باب مرض النبي ص [5] بسنده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال لما حضر رسول الله ص وفي البيت رجال فقال النبي ص هلموا اكتب لكم كتابا لا تضلوا [6] بعده فقال بعضهم أن رسول الله قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت واختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول غير ذلك فلما أكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله ص قوموا قال عبيد الله فكان يقول ابن عباس أن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم. قال القسطلاني في ارشاد الساري بعد قوله فقال بعضهم: هو عمر بن الخطاب الرابعة ما رواه ابن سعد في الطبقات الكبير بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال اشتكى النبي ص يوم الخميس فجعل يعني ابن عباس يبكي ويقول يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد بالنبي وجعه فقال ائتوني بدواة وصحيفة اكتب لكم كتابا لا تضلوا [7] بعده أبدا


[1] هكذا وجد لا تضلوا بحذف النون وسيأتي في روايات آخر مثل ذلك وفي بعض الروايات الآتية بإثبات النون وهو الظاهر وحذفها على الجزم بجواب الطلب كما يأتي في نظيره عن ارشاد الساري.
[2] ج 4 ص 5 طبعة عام 1304 ه‌ بمصر.
[3] بالبناء للمجهول أي حضره الموت.
[4] في ارشاد الساري حذفت نونه لأنه بدل من جواب الأمر وقد جوز بعضهم تعدد جواب الأمر من غير حرف العطف " اه‌ ".
[5] ج 3 ص 65 طبع عام 1304 ه‌ بمصر.
[6] مر مثله في رواية البخاري قريبا.
[7] مر مثله فراجع.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 419
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست