responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 420

فقال بعض من كان عنده أن نبي الله ليهجر فقيل ألا نأتيك بما طلبت فقال أ وبعد ما ذا فلم يدع به الخامسة ما رواه ابن سعد أيضا بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال لما كان في مرض رسول الله ص الذي توفي فيه دعا بصحيفة ليكتب فيها لأمته كتابا لا يضلون ولا يضلون فكان في البيت لغط وكلام وتكلم عمر بن الخطاب فرفضه النبي ص السادسة ما رواه أيضا بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كان يقول يوم الخميس وما يوم الخميس قال وكأني أنظر إلى دموع ابن عباس على خده كأنها نظام اللؤلؤ قال قال رسول الله ص ائتوني بالكتف والدواة أكتب لكم كتابا لا تضلوا [1] بعده ابدا فقالوا إنما يهجر رسول الله ص السابعة ما رواه الطبري في تاريخه بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم نظرت إلى دموعه تسيل على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله ص ائتوني باللوح والدواة أو بالكتف والدواة أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده فقالوا ان رسول الله يهجر الثامنة ما رواه ابن سعد في الطبقات بسنده عن عمر بن الخطاب: كنا عند النبي ص وبيننا وبين النساء حجاب فقال رسول الله ص اغسلوني بسبع قرب وائتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقال النسوة ائتوا رسول الله بحاجته فقلت اسكتن فإنكن صواحبه إذا مرض عصرتن أعينكن وإذا صح اخذتن بعنقه فقال رسول الله ص هن خير منكم التاسعة ما رواه ابن سعد أيضا بسنده عن جابر: دعا النبي ص عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لأمته لا يضلوا ولا يضلوا [2] فلغطوا عنده حتى رفضها النبي ص العاشرة ما رواه أيضا بسنده عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي ص قال في مرضه الذي مات فيه ائتوني بدواة وصحيفة اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقال عمر بن الخطاب من لفلانة وفلانة مدائن الروم أن رسول الله ليس بميت حتى يفتحها ولو مات لانتظرناه كما انتظرت بنو إسرائيل موسى فقالت زينب زوج النبي ص ألا تسمعون النبي يعهد إليكم فلغطوا فقال قوموا الحديث.
وهذه الأحاديث والأحاديث الآتية معانيها أظهر من أن تبين ومضامينها أجلى من أن تفسر. ولكن الأهواء والميول الخاصة تأبى إلا أن تتمحل لها معاني لا تدل عليها وتحملها على محامل لا تؤول إليها.
قال القسطلاني في إرشاد الساري شرح صحيح البخاري [3] في شرح رواية البخاري الأولى: أكتب لكم كتابا فيه استخلاف أبي بكر بعدي أو فيه مهمات الاحكام لا تضلوا بعده ولا ترتابوا لحصول الاتفاق على المنصوص عليه فقال عمر ان النبي قد غلب عليه الوجع فلا تشقوا عليه باملاء الكتاب المقتضي للتطويل مع شدة الوجع وعندكم القرآن فيه تبيان كل شئ حسبنا كتاب الله المنزل فيه ما فرطنا في الكتاب من شئ واليوم أكملت لكم دينكم فلا تقع واقعة إلى يوم القيامة إلا وفي القرآن والسنة بيانها نصا أو دلالة وهذا من دقيق نظر عمر فانظر كيف اقتصر على ما سبق بيانه تخفيفا عليه ص ولئلا ينسد باب الاجتهاد والاستنباط وفي تركه ص الإنكار على عمر دليل على استصواب رأيه فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم ومنهم من يقول ما قال عمر وكأنهم فهموا من قرينة قامت عندهم أن أمره لم يكن للوجوب فلذا اختلفوا بحسب اجتهادهم اه.
وهذه المحامل والتحملات وإن كانت واضحة البطلان إلا أننا نشير إلى وجوه بطلانها:
أولا إن حصر ما في الكتاب الذي أراد أن يكتبه لهم فيما ذكره تخرص على الغيب وظاهر الحال أنه كان يريد أن يؤكد ما تقدم به يوم الغدير وكان ذلك هو السبب في الحيلولة دون الكتاب ولو كان ما ذكره لسارع إليه من حال دون الكتاب فإنه لا شئ أحب إليه منه والاعتذار بإرادة التخفيف ستعرف فساده.
ثانيا المراد كتبه سواء أ كان فيه استخلاف أبي بكر أم غيره فالحيلولة بين النبي وبينه أوجبت اختلاف الأمة وصيرورتها بعد النبي ص احزابا ثلاثة أو خمسة وهي مفسدة كبيرة.
ثالثا تفسيره لا تضلوا بلا ترتابوا تفسير بما لا يدل عليه اللفظ وتقول على حديث الرسول ص فالضلالة ضد الرشاد كما حكاه هو عن الجوهري فكانت الحيلولة دون الكتاب فيها ايقاع لهم في الضلالة.
رابعا حمله قد غلب عليه الوجع على أن المراد لا تشقوا عليه باملاء الكتاب المقتضي للتطويل غير صواب بل أن الظاهر أن المراد به ما في الروايات الأخرى من أنه يهجر كما تضمنته روايات ابن سعد والطبري عن ابن جبير عن ابن عباس المتقدمة وما تضمنته الروايات الآتية.
خامسا إذا كان مضمون الكتاب غير معلوم فمن أين علم أنه يقتضي التطويل ولعله يتضمن أمرا واحدا مهما لا يحتاج إلى أكثر من كلمات معدودة.
سادسا تحمل المشقة إن كانت أولى من الوقوع في الضلالة التي أشير إليها بقوله لا تضلوا بعده.
سابعا إن كان أشفق عليه من مشقة املاء الكتاب فقد أوقعه في مشقة أعظم كانت متوقعة وهي حصول النزاع والخصام والاكثار من اللغو واللغط والاختلاف حتى آذوا رسول الله ص غموه كما تضمنته رواية الطبقات وحتى احتاج إلى أن يطردهم من عنده ويقول لهم متبرما بهم قوموا عني مع ما وصفه الله تعالى به من أنه على خلق عظيم. ولو كان القصد الاشفاق لمنعهم من النزاع واللغط بحضرة النبي ص فإنه لا ينبغي النزاع بحضرته في حال صحته فكيف في حال مرضه ولكان عليه لما رأى من يخالفه في الرأي أن يمكن من كتابة الكتاب لينقطع الخصام إشفاقا على النبي ص وظاهر الحال يقتضي أنه كان في البيت جماعة يوافقونه على المنع من كتابة الكتاب بل لعلهم كانوا أكثر ولهذا تغلبوا على من وافقوا على كتابته فهل كان تمكينه من كتابة الكتاب أكثر مشقة عليه من اللغو واللغط والنزاع والخصام ورفع الأصوات الذي غمه وأكربه وأوجب تبرمه بهم وطردهم من عنده. فظهر أن التعليل بالاشفاق غير صحيح.
ثامنا كون القرآن مغنيا لأن فيه تبيان كل شئ وأنزل فيه ما فرطنا في الكتاب من شئ غير صواب فان ذلك يراد به والله العالم أن فيه أصول الأحكام وإجمالها، والتفاصيل تعرف من السنة كما هو واضح وكما أشار إليه بقوله الا وفي القرآن والسنة بيانها.


[1] مر مثله فراجع.
[2] هكذا بحذف النون ويمكن جعل لا ناهية أو حذفت النون على الحكاية.
[3] ج 8 ص 340.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست