responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 311

فائدة له في تصويرها، إلا تثبيتا لحكمته. وتنبيها على طاعته، وإظهارا لقدرته. وتعبدا لبريته. وإعزازا لدعوته، ثم جعل الثواب على طاعته ووضع العقاب على معصيته، ذيادة لعباده عن نقمته، وحياشة لهم إلى جنته، وأشهد أن أبي محمدا ص عبده ورسوله، اختاره وانتجبه قبل أن أرسله، وسماه قبل ان اجتباه، واصطفاه قبل أن ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونة، وبستر الأهاويل مصونة، وبنهاية العدم مقرونة، علما من الله تعالى بمال الأمور، وإحاطة بحوادث الدهور، ومعرفة بمواقع المقدور، ابتعثه الله تعالى إماما لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذا لمقادير حتمه، فرأى الأمم فرقا في أديانها، عكفا على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله تعالى بأبي محمد ص ظلمها، وكشف عن القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، وانقذهم من الغواية، وبصرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الصراط المستقيم، ثم قبضه الله إليه قبض رأفة واختيار، ورغبة وإيثار، فمحمد ص عن تعب هذه الدار في راحة قد حف بالملائكة الأبرار.
ورضوان الرب الغفار، ومجاورة الملك الجبار، صلى الله على أبي نبيه، وأمينه على وحيه وصفيه، وخيرته من الخلق ورضيه، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته. ثم التفتت إلى أهل المجلس وقالت: أنتم عباد الله نصب امره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأمناء الله على أنفسكم، وبلغاؤه إلى الأمم، وزعيم حق له فيكم، وعهد قدمه إليكم، وبقية استخلفها عليكم، كتاب الله الناطق، والقرآن الصادق والنور الساطع، والضياء اللامع، بينة بصائره، منكشفة سرائره، متجلية ظواهره، مغتبط به أشياعه، قائد إلى الرضوان اتباعه، مؤد إلى النجاة استماعه، به تنال حجج الله المنورة، وعزائمه المفسرة، ومحارمه المحذرة، وبيناته الجالية، وبراهينه الكافية، وفضائله المندوبة، و رخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة، فجعل الله الايمان تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة تنزيها لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس، ونماء في الرزق، والصيام تثبيتا للاخلاص، والحج تشييدا للدين، والعدل تنسيقا للقلوب، وطاعتنا نظاما للملة، وإمامتنا أمانا من الفرقة، والجهاد عزا للاسلام، وذلا لأهل الكفر والنفاق، والصبر معونة على استيجاب الأجر، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر مصلحة للعامة، وبر الوالدين وقاية من السخط، وصلة الأرحام مسناة في العمر، والقصاص حقنا للدماء، والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغييرا للبخس، والنهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس، واجتناب القذف حجابا عن اللعنة، وترك السرقة إيجابا للعفة، وحرم الله الشرك اخلاصا له بالربوبية فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه فإنما يخشى الله من عباده العلماء ثم قالت ع: أيها الناس اعلموا اني فاطمة وأبي محمد ص أقول عودا وبدءا ولا أقول ما أقول غلطا، ولا أفعل ما أفعل شططا، لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فان تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم، ولنعم المعزي إليه فبلغ الرسالة، صادعا بالنذارة، مائلا عن مدرجة المشركين ضاربا ثيجهم آخذا بكظمهم داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يكسر الأصنام، وينكت الهام حتى انهزم الجمع وولوا الدبر حتى تفرى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين، وطاح [1] وشيظ [2] النفاق وانحلت عقدة الكفر والشقاق وفهتم بكلمة الإخلاص، في نفر من الببض الخماص، وكنتم على شفا حفرة من النار مذقة الشارب ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الاقدام تشربون الطرق، وتقتاتون القد أذلة خاسئين تخافون ان يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم الله تبارك تعالى بأبي محمد ص بعد اللتيا والتي وبعد ان مني ببهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب كلما أوقدوا نارا للحرب أطفاها الله أو نجم قرن للشياطين أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه ويخمد لهبها بسيفه مكدودا في ذات الله، مجتهدا في أمر الله قريبا من رسول الله ص، سيدا في أولياء الله مشمرا ناطحا، مجدا كادحا، وأنتم في بلهنية من العيش، وادعون فاكهون آمنون، تتربصون بنا الدوائر وتتوكفون الاخبار وتنكصون عند النزال، وتفرون من القتال، فلما اختار الله لنبيه ص دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهرت فيكم حسيكة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين ونبغ خامل الأقلين وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم واطلع الشئ طان رأسه من مغرزه هاتفا بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرة فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفاقا وأحمشكم فألفاكم غضابا، فوسمتم غير ابلكم وأوردتم غير شربكم هذا والعهد قريب والكلم رحيب والجرح لما يندمل والرسول لما يقبر ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين فهيهات منكم وكيف بكم وأنى تؤفكون وهذا كتاب الله بين أظهركم أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة، وأعلامه باهرة، وزواجره لائحة، وأوامره واضحة، قد خلفتموه وراء ظهوركم، أ رغبة عنه تدبرون، أم بغيره تحكمون بئس للظالمين بدلا، ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ثم لم تلبثوا إلا ريثما تسكن نفرتها، ويساس قيادها، ثم أخذتم تورون وقدتها، وتهيجون جمرتها، وتستجيبون لهتاف الشيطان الغوي، وإطفاء نور الدين الجلي، واهماد سنن النبي الصفي، تسرون حسوا في ارتغاء [3] وتمشون لأهله وولده في الخمر [4] والضراء [5] ونصبر منكم على مثل حز المدى ووخز السنان في الحشي، وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لي أ فحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون أ فلا تعلمون بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية اني ابنته أيها وفي رواية ويها [6] أيها المسلمون أ أغلب على ارثي، يا ابن أبي قحافة أ في كتاب الله ان ترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئا فريا، أ فعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول وورث سليمان داود وقال فيما اختص من خبر يحيى بن زكريا ع إذ يقول رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث آل يعقوب وقال وأولو الأرحام بعضهم أولي ببعض في

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 311
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست