responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 312

كتاب الله وقال يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين وقال إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين وزعمتم ان لا حظوة لي ولا ارث من أبي ولا رحم بيننا، أفخصكم الله بآية اخرج منها أبي ص أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان، أ ولست انا وأبي من أهل ملة واحدة، أم أنتم اعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي، فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم إذ تندمون لكل نبا مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم. ثم رنت بطرفها نحو الأنصار فقالت: يا معشر الفتية وأعضاد الملة وحصنة الاسلام، ما هذه الغميزة في حقي، والسنة عن ظلامتي، أ ما كان رسول الله ص أبي يقول المرء يحفظ في ولده سرعان ما أحدثتم وعجلان ذا إهالة [1] ولكم طاقة بما أحاول، وقوة على ما اطلب وأزاول، أ تقولون مات محمد فخطب جليل، استوسع وهنه واستنهر فتقه وانفتق رتقه واظلمت الأرض لغيبته، واكتأبت خيرة الله لمصيبته، وكسفت الشمس والقمر وانتثرت النجوم لمصيبته، وأكدت الآمال، وخشعت الجبال، وأضيع الحريم وأزيلت الحرمة عند مماته.
فتلك والله النازلة الكبرى والمصيبة العظمى التي لا مثلها نازلة ولا بائقة عاجلة أعلن بها كتاب الله جل ثناؤه في أفنيتكم في ممساكم ومصبحكم هتافا وصراخا وتلاوة والحانا [2] ولقبله ما حلت بأنبياء الله ورسله حكم فصل وقضاء حتم وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أ فان مات أو قتل انقلبتم على اعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين أيها [3] بني قيلة [4] أ أهضم تراث أبي وأنتم بمرأى مني ومسمع ومنتدى ومجمع تلبسكم الدعوة وتشملكم الخبرة وأنتم ذوو العدد والعدة والأداة والقوة وعندكم السلاح والجنة، توافيكم الدعوة فلا تجيبون، وتاتيكم الصرخة فلا تغيثون، وأنتم موصوفون بالكفاح، معروفون بالخير والصلاح، والنخبة التي انتخبت، والخيرة التي اختيرت لنا أهل البيت، قاتلتم العرب وتحملتم الكد والتعب، وناطحتم الأمم وكافحتم البهم [5] فلا نبرح وتبرحون، نأمركم فتاتمرون حتى إذا دارت بنا رحى الإسلام [6] ودر حلب الأيام وخضعت نعرة الشرك وسكنت فورة الإفك، وخمدت نيران الكفر وهدأت دعوة الهرج واستوسق نظام الدين، فانى حرتم بعد البيان وأسررتم بعد الاعلان ونكصتم بعد الاقدام وأشركتم بعد الإيمان بؤسا لقوم نكثوا ايمانهم وهموا باخراج الرسول وهم بدؤوكم أول مرة أ تخشونهم فالله أحق ان تخشوه ان كنتم مؤمنين إلا قد ارى ان قد أخلدتم إلى الخفض وأبعدتم من هو أحق بالبسط والقبض، وركنتم إلى الدعة ونجوتم من الضيق بالسعة، فمججتم ما وعيتم ودسعتم [7] الذي تسوغتم فان تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فان الله لغني حميد. الا وقد قلت ما قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم والغدرة التي استشعرتها قلوبكم، ولكنها فيضة النفس وبثة الصدر ونفثة الغيظ وتقدمة الحجة، فدونكموها فاستقبوها دبرة الظهر نقبة الخف باقية العار، موسومة بغضب الله وشنار الأبد موصولة بنار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، فبعين الله ما تفعلون، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون وانا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا انا عاملون وانتظروا انا منتظرون.
فأجابها أبو بكر عبد الله بن عثمان فقال:
يا ابنة رسول الله لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفا كريما رؤوفا رحيما وعلى الكافرين عذابا أليما وعقابا عظيما فان عزوناه وجدناه أباك دون النساء وأخا الفك دون الأخلاء آثره على كل حميم وساعده في كل أمر جسيم لا يحبكم إلا كل سعيد ولا يبغضكم إلا كل شقي فأنتم عترة رسول الله ص الطيبون والخيرة المنتجبون على الخير أدلتنا وإلى الجنة مسالكنا وأنت يا خيرة النساء وابنة خير الأنبياء صادقة في قولك سابقة في وفور عقلك غير مردودة عن حقك ولا مصدودة عن صدقك والله ما عدوت رأي رسول الله ص ولا عملت إلا باذنه وإن الرائد لا يكذب أهله [8] فاني أشهد الله وكفى به شهيدا اني سمعت رسول الله ص يقول نحن معشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضة ولا دارا ولا عقارا وإنما نورث الكتاب والحكمة والعلم والنبوة وما لنا من طعمة فلولي الامر بعدنا ان يحكم فيه بحكمه وقد جعلنا ما حاولته في الكراع والسلاح يقاتل بها المسلمون ويجاهدون الكفار ويجادلون المردة الفجار وذلك باجماع من المسلمين لم انفرد به وحدي ولم أستبد بما كان الرأي فيه عندي وهذه حالي ومالي هي لك وبين يديك لا تزوى عنك ولا تدخر دونك وأنت سيدة أمة أبيك والشجرة الطيبة لبنيك لا يدفع مالك من فضلك ولا يوضع من فرعك واصلك وحكمك نافذ فيما ملكت يداي فهل ترين اني أخالف في ذلك أباك ص. فقالت ع:
سبحان الله ما كان أبي رسول الله ص عن كتاب الله صادفا ولا لأحكامه مخالفا، بل كان يتبع أثره ويقتفي سوره، أ فتجمعون إلى الغدر اعتلالا عليه بالزور، وهذا بعد وفاته شبيه بما بغي له من الغوائل في حياته، هذا كتاب الله حكما عدلا وناطقا فصلا، يقول يرثني ويرث من آل يعقوب ويقول وورث سليمان داود فبين عز وجل فيما وزع من الأقساط وشرع من الفرائض والميراث وأباح من حظ الذكران والإناث، ما أزاح علة المبطلين وأزال التظني والشبهات في الغابرين، كلا بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل ولله المستعان على ما تصفون. فقال أبو بكر:
صدق الله وصدق رسوله وصدقت ابنته أنت معدن الحكمة وموطن الهدى والرحمة وركن الدين لا أبعد صوابك ولا أنكر خطابك هؤلاء المسلمون بيني وبينك قلدوني ما تقلدت وباتفاق منهم أخذت ما أخذت غير مكابر ولا مستبد ولا مستأثر وهم بذلك شهود. فالتفتت فاطمة ع إلى الناس وقالت:
معاشر الناس المسرعة إلى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر أ فلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها كلا بل ران على قلوبكم ما أسأتم من أعمالكم فاخذ بسمعكم وابصاركم لبئس ما تأولتم


[1] مثل يضرب لمن يخبر يكينونة قبل وقته والمشهور سرعان ذا اهالة والإهالة بكسر الهمزة الدسم أصله ان رجلا كانت له نعجة عجفاء وكان مخاطها يسيل فقيل له ما هذا فقال ودكها اي دسمها فقال السائل سرعان ذا اهالة وذا إشارة إلى الودك وإهالة حال أو تمييز.
[2] بكسر الهمزة اي افهاما أو فتحها جمع لحن بمعنى الغناء.
[3] مر أن المناسب وبها أو ايه.
[4] هم الأنصار من الأوس والخزرج وقيلة اسم أم قديمة لهم.
[5] جمع بهمة وهو الشجاع كغرف وغرفة.
[6] كناية عن انتظام امره.
[7] ودسعتم تقيأتم.
[8] الرائد من يتقدم يبصر لهم الكلاء ومساقط الغيث وهذا مثل استشهد به لصدقه فيما أخبر به.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 312
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست