responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 231

سنين مستخفيا ثم أعلن دعوته في الرابعة فدعا الناس إلى الاسلام عشر سنين يوافي في الموسم كل عام يتبع الحاج في منازلهم بمنى والموقف يسال عن القبائل قبيلة قبيلة ويسال عن منازلهم ويأتي إليهم في أسواق المواسم عكاظ ومجنة وذي المجاز وكانت العرب إذا حجت تقيم بعكاظ شهر شوال ثم بسوق مجنة عشرين يوما ثم بسوق ذي المجاز إلى أيام الحج فكان يتبعهم في منازلهم ليدعوهم إلى أن يمنعوه حتى يبلغ رسالات ربه ويقول يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ووراءه أبو لهب واسمه عبد العزى يكذبه فلم يستجب له أحد منهم.
وجاء إلى مكة أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس من الخزرج فعرض عليهما رسول الله ص الاسلام فاسلما وهما أول من أسلم من الأنصار ثم رجعا إلى المدينة فأسلم أبو الهيثم بن التيهان وقال أول من أسلم من الأنصار رافع بن مالك ومعاذ بن عفراء خرجا إلى مكة معتمرين فعرض ص عليهما الاسلام فاسلما ثم أسلم ثمانية أو ستة من الأنصار مر عليهم ص وهم نزول بمنى فعرض عليهم الاسلام فاسلموا وطلب منهم ان يمنعوا ظهره ليبلغ رسالة ربه فاعتذروا بما بينهم من العداوة ووعدوه موسم العام المقبل ويقال انه لقيهم عند العقبة وان هذه بيعة العقبة الأولى وقال ابن سعد انها غيرها.
العقبة الأولى والعقبة هي التي تضاف إليها الجمرة فيقال جمرة العقبة والجمرة عن يسار الطريق لقاصد منى من مكة وعندها مسجد يقال له مسجد البيعة فلما كان العام المقبل من العام الذي لقي فيه رسول الله النفر الستة أو الثمانية كما مر لقيه اثنا عشر رجلا من الخزرج. والأوس والخزرج قبيلتان بالمدينة كان جداهما أخوين ثم وقعت بينهما حروب كان آخرها قبل الهجرة فاسلموا وبايعوا على بيعة النساء ثم رجعوا إلى المدينة وكان أسعد بن زرارة يجمع بالمدينة بمن أسلم وكتب الأوس والخزرج إلى النبي ص ابعث إلينا من يقرئنا القرآن فبعث إليهم مصعب بن عمير العبدري فروي انه كان يجمع بهم وفشا الاسلام في المدينة فأسلم كثير من أهلها.
العقبة الثانية وهم السبعون الذين بايعوا رسول الله ص عند العقبة فإنه لما حضر الحج مشى من أسلم بالمدينة بعضهم إلى بعض يتواعدون المسير إلى الحج وموافاة رسول الله ص وهم سبعون يزيدون رجلا أو رجلين فخرجوا مع الأوس والخزرج وهم خمسمائة حتى قدموا على رسول الله ص مكة فوعدهم منى ليلة النفر الأول إذا هدأت الرجل ان يوافوه بأسفل العقبة على يمين القادم من منى حيث المسجد المعروف بمسجد البيعة وأمرهم ان لا ينبهوا نائما ولا ينتظروا غائبا فخرجوا بعد هدأة يتسللون الرجل والرجلان فتوافى السبعون ومعهم امرأتان فوجدوا النبي ص وعمه العباس فخطب العباس فقال يا معشر الخزرج [1] انكم دعوتم محمدا وهو أعز الناس في عشيرته يمنعه والله من كان على قوله ومن لم يكن للحسب والشرف وقد أبى الناس كلهم غيركم فان كنتم أهل قوة وجلد وبصر بالحرب واستقلال بعداوة العرب قاطبة ترميكم عن قوس واحدة فارتأوا رأيكم. فأجابوا بأحسن الجواب وتلا عليهم رسول الله ص القرآن ثم دعاهم إلى الله ورغبهم في الاسلام فقال البراء بن معرور وقيل أبو الهيثم بن التيهان وقيل أسعد بن زرارة ابسط يدك يا رسول الله فكان أول من ضرب على يد رسول الله ص ثم ضرب السبعون كلهم على يده وبايعوه على أن يمنعوه مما يمنعوه منه نساءهم وأبناءهم وعلى السمع والطاعة وبايعه المرأتان من غير مصافحة ثم قال لهم اخرجوا لي اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس. وبلغ قريشا ذلك فجاءوا إلى الخزرج يعاتبونهم فحلف لهم المشركون من الخزرج ما شعروا بشئ وبحثت قريش عن الخبر فوجدته حقا فجعلت تطلبهم فادركوا سعد بن عبادة فجعلوا يده إلى عنقه بنسعة وجعلوا يضربونه حتى ادخلوه مكة فخلصه منهم مطعم بن عدي والحارث بن أمية بن عبد شمس.
مؤاخاة النبي بين أصحابه قبل الهجرة.
في السيرة الحلبية: قبل الهجرة آخى النبي ص بين المهاجرين على الحق والمواساة. بين أبي بكر وعمر وبين حمزة وزيد بن حارثة وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف وبين الزبير وابن مسعود وبين عبادة بن الحارثة وبلال وبين مصعب بن عمير وسعد بن أبي وقاص وبين أبي عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة وبين سعيد بن زيد وطلحة بن عبيد الله وبين علي ونفسه ص وقال أ ما ترضى ان أكون أخاك قال بلى يا رسول الله رضيت قال فأنت أخي في الدنيا والآخرة. وأنكر ابن تيمية على عادته المؤاخاة بين المهاجرين سيما مؤاخاة النبي ص لعلي قال لأن المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار انما جعلت لارفاق بعضهم ببعض ولتاليف قلوب بعضهم ببعض فلا معنى لمؤاخاة مهاجري لمهاجري. قال الحافظ ابن حجر وهذا رد للنص بالقياس اه‌ وأقول كان المهاجرين لا يطلب ارفاق بعضهم ببعض وتالف قلوب بعضهم ببعض أنها لا تعمى الأبصار ولكن... وفي ذلك يقول صفي الدين الحلي من قصيدة:
- أنت سر النبي والصنو وابن ال‌ * عم والصهر والأخ المستجاد - - لو رأى مثلك النبي لآخاه * والا فأخطأ الانتقاد - وآخى ص بعد الهجرة بين المهاجرين والأنصار ويأتي ذكر ذلك انش.
الهجرة إلى المدينة لما صدر السبعون من عند رسول الله ص طابت نفسه وقد جعل الله له منعة وقوما أهل حرب وعدة ونجدة وجعل البلاء يشتد على المسلمين من المشركين فاذن لهم النبي ص في الهجرة إلى المدينة فهاجروا ونزلوا على الأنصار في دورهم فآووهم ونصروهم وآسوهم ولم يبق منهم بمكة إلا قليل.
قصة الغار ومبيت علي على الفراش ولما رأى ذلك المشركون اجتمعوا في دار الندوة ليأتمروا في رسول الله ص وأسروا ذلك بينهم فقال العاص بن وائل وأمية بن خلف نبني له بنيانا نستودعه فيه فلا يخلص إليه أحد ولا يزال في رفق من العيش حتى


[1] قال ابن هشام في سيرته كان العرب يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج خزرجها وأوسها.
- المؤلف -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست