responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 232

يذوق طعم المنون فقال قائل بئس ما رأيتم لئن صنعتم ذلك ليسمعن الحميم والمولى الحليف ثم لتأتين المواسم والأشهر الحرم بالأمن فلينتزعن من أيديكم فقال عتبة وأبو سفيان نرحل بعيرا صعبا ونوثق محمدا عليه ثم نقصع البعير بأطراف الرماح فيقطعه إربا أربا فقال صاحب رأيهم أ رأيتم ان خلص به البعير سالما إلى بعض الأفاريق فاخذ بقلوبهم بسحره وبيانه فصبا القوم إليه واستجابت القبائل له فيسيرون إليكم بالكتائب والمقانب فلتهلكن كما هلكت اياد فقال أبو جهل لكني ارى لكم رأيا سديدا وهو ان تعمدوا إلى قبائلكم العشر فتنتدبوا من كل قبيلة رجلا نجدا ثم تسلحوه حساما عضبا حتى إذا غسق الليل اتوا ابن أبي كبشة فقتلوه فيذهب دمه في قبائل قريش فلا يستطيع بنو هاشم وبنو المطلب مناهضة قريش فيرضون بالدية فقال صاحب رأيهم أصبت يا أبا الحكم هذا هو الرأي فلا تعدلوا به رأيا وكموا في ذلك أفواهكم فسبقهم الوحي بما كان من كيدهم وهو قوله تعالى وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فدعا رسول الله ص عليا ع وأخبره بذلك وقال له أوحى إلي ربي ان اهجر دار قومي وانطلق إلى غار ثور تحت ليلتي هذه وان آمرك بالمبيت على مضجعي ليخفي بمبيتك عليهم أمري فقال علي ع أ وتسلمن بمبيتي هناك يا نبي الله؟ قال نعم فتبسم علي ضاحكا وأهوى إلى الأرض ساجدا شاكرا لله لما بشره ص بسلامته، قال رسول الله ارقد على فراشي واشتمل ببردي الحضرمي وكان له برد حضرمي احمر وقيل اخضر ينام فيه ثم ضمه النبي ص إلى صدره وبكى وجدا به فبكى علي جزعا لفراق رسول الله ص فأنزل الله عز وجل في علي: ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد وأمر رسول الله ص أبا بكر وهند بن أبي هالة وهو ربيب رسول الله أمه خديجة أم المؤمنين ان يقعدا له بمكان ذكره لهما في طريقه إلى الغار ولبث مع علي يوصيه ويأمره بالصبر حتى صلى العشاءين ثم خرج في فحمة العشاء الآخرة والرصد من قريش قد أطافوا بداره فيهم أبو جهل والحكم بن أبي العاص وعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وأمية بن خلف وابن الغيطلة وزمعة بن الأسود وطعيمة بن عدي وأبو لهب وأبي بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وخالد بن الوليد بن المغيرة ينتظرون إلى أن ينتصف الليل وتنام الأعين فخرج وهو يقرأ وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون ومضى حتى اتى إلى أبي بكر وهند فنهضا معه حتى وصلوا الغار وهو غار ثور جبل بأسفل مكة سمي باسم ثور بن عبد مناة بن إدا بن طابخة لأنه ولد عنده فقيل جبل ثور ويسمى أيضا أطحل فدخلا الغار ورجع هند إلى مكة لما أمره به رسول الله ص فلما أغلق الليل أبوابه وانقطع الأثر أقبل القوم على علي يقذفونه بالحجارة ولا يشكون انه رسول الله حتى إذا قرب الفجر هجموا عليه وكانت دور مكة يومئذ لا أبواب لها فلما بصر بهم علي ع قد انتضوا السيوف واقبلوا بها إليه أمامهم خالد بن الوليد وثب علي فهمز يده فجعل خالد يقمص قماص البكر ويرغو رغاء الجمل واخذ سيف خالد وشد عليهم به فأجفلوا أمامه اجفال النعم إلى ظاهر الدار وبصروه فإذا هو علي فقالوا انا لم نردك فما فعل صاحبك قال لا علم لي به فأذكت قريش عليه العيون وركبت في طلبه الصعب والذلول وامر الله العنكبوت فنسجت على باب الغار وامر حمامتين وحشيتين فوقعتا بفم الغار وباضتا فلما قربوا منه قال بعضهم ان عليه العنكبوت قبل ميلاد محمد ورأى أولهم الحمامتين فرجعوا وأمهل علي حتى إذا اعتم من الليلة القابلة انطلق هو وهند بن أبي هالة حتى دخلا على رسول الله ص في الغار فامر رسول الله ص هندا ان يبتاع له ولصاحبه بعيرين فقال صاحبه قد أعددت لي ولك يا نبي الله راحلتين فقال اني لا آخذهما ولا إحداهما إلا بالثمن قال فهما لك بذلك فامر عليا فاقبضه الثمن هذه رواية الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي بسنده في أماليه وكذا جل ما في هذه القصة وروى ابن سعد في الطبقات أنه قال فخذ بأبي أنت وأمي إحدى راحلتي هاتين فقال رسول الله ص بالثمن وكان أبو بكر اشتراهما بثماني مائة درهم من نعم بني قشير فاخذ إحداهما وهي القصواء.
وروى ابن هشام عن ابن إسحاق أنه قال له إني لا أركب بعيرا ليس لي فاخذها بثمنها الذي ابتاعها به وسئل ابن أبي رافع أ كان رسول الله ص يجد ما ينفقه هكذا فقال أين يذهب بك عن مال خديجة وكان ص يفك من مالها الغارم والأسير ويحمل العاجز ويعطي في النائبة ويعطي فقراء أصحابه إذ كان بمكة ويحمل من أراد منهم الهجرة وكانت طائفة من العير في رحلتي الشتاء والصيف لخديجة وكانت أكثر قريش مالا وكان ينفق من مالها ما شاء في حياتها وورثها هو وولدها بعد مماتها.
ثم وصى عليا ع بحفظ ذمته وأداء أمانته وكانت قريش تدعو محمدا ص في الجاهلية الأمين وتودعه أموالها وكذلك من يقدم مكة من العرب في الموسم وجاءته النبوة والأمر كذلك فامر عليا ان يقيم مناديا بالأبطح غدوة وعشية إلا من كانت له قبل محمد أمانة فليأت لتؤدى إليه أمانته وقال إنهم لن يصلوا إليك بما تكرهه حتى تقدم علي فاد أمانتي على أعين الناس ظاهرا واني مستخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربي عليكما وأمره ان يبتاع رواحل له وللفواطم ومن أراد الهجرة معه من بني هاشم وغيرهم وقال له إذا قضيت ما امرتك فكن على اهبة الهجرة إلى الله ورسوله وانتظر قدوم كتابي إليك ولا تلبث بعده وأقام رسول الله ص في الغار ثلاث ليال وفي ذلك يقول علي ع شعرا:
- وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر - - محمد لما خاف ان يمكروا به * فوقاه ربي ذو الجلال من المكر - - وبت أراعيهم متى ينشرونني * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر - - وبات رسول الله في الغار آمنا * هناك وفي حفظ الإله وفي ستر - - أقام ثلاثا ثم زمت قلائص * قلائص يفرين الحصى أينما يفري - ثم استأجروا دليلا من بني الدئل هاديا خريتا يقال له عبد الله بن أريقط الليثي وهو على الكفر ولكنهما أمناه فلما مضت الثلاث اتاهما الدليل ببعيريهما وبعير له واتتهما أسماء بنت أبي بكر بسفرتهما في جراب ونسيت ان تجعل لها عصاما فحلت نطاقها وجعلته عصاما وعلقتها به فسميت ذات النطاق وقيل قطعت منه قطعة أوكت بها الجراب واخرى جعلتها عصاما وقيل شقت نطاقها باثنين فعلقت السفرة بواحد وانتطقت بالآخر فسميت ذات النطاقين ثم ارتحلا ومعهما عامر بن فهيرة غلام أبي بكر أردفه خلفه ودليلهم واخذ بهم الدليل على طريق السواحل وجعلت قريش مائة ناقة لمن رده عليهم وأرسلت إلى أهل السواحل ان من قتله أو اسره فله مائة ناقة، ومروا بخيمتي أم معبد الخزاعية واسمها عاتكة وكان منزلها بقديد فسألوها تمرا أو لحما يشترون فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وإذا القوم مرملون مسنتون فقالت والله لو كان عندنا شئ ما أعوزكم القرى فنظر ص إلى الشاة في كسر الخيمة فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت هذه شاة خلفها

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 232
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست