responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 230

الأولى لا ينافي العصمة والقول بان العبوس ليس من صفاته ص انما يتم إذا لم يكن العبوس لأمر أخروي مهم وهو قطع الحديث مع عظماء قريش الذين يرجو اسلامهم وأن يكون باسلامهم تأييد عظيم للدين وكذلك القول بان الوصف بالتصدي للأغنياء والتلهي عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة انما يتم إذا كان تصديه للأغنياء لغناهم لا إرجاء اسلامهم وتلهية عن الفقراء لفقرهم لا لقطعهم حديثه مع من يرجو اسلامه ومع ذلك لا ينافي العتاب له وكون الأولى خلافه اما ما روي عن الصادق ع فقد ينافي صحة هذه الرواية قوله تعالى: وما يدريك لعله يزكى، فان ذلك الرجل انما عبس في وجه الأعمى تقذرا له لا لأنه لا يرجو تزكيه أو تذكره فالمناسب ان يقال وما يدريك لعله خير من أهل النظافة والبصر وكذا قوله: وما عليك ان لا يزكى فان تصدى الأموي للغني لغناه لا لرجاء ان يزكى وكذا قوله واما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى. فان ابن أم مكتوم انما جاء رسول الله ص لا الأموي والأموي انما تقذره وانكمش منه لا إنه تلهى عنه فالمناسب ان يكون الخطاب للنبي ص وذلك يبطل صدور هذه الرواية من معدن بيت الوحي.
حصار الشعب وامر الصحيفة ولما بلغ قريشا فعل النجاشي بجعفر وأصحابه واكرامه إياهم ورأوا عدم وصولهم إلى النبي ص لقيام عمه أبي طالب دونه كتبوا كتابا على بني هاشم ان لا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يخالطوهم أو يسلموا إليهم رسول الله ص وختم عليها أربعون خاتما وكتبها منصور بن عكرمة فشلت يده، وعلقوا الصحيفة في جوف الكعبة وحصروهم في شعب أبي طالب أول المحرم سنة سبعة من البعثة فدخل بنو هاشم الشعب، مسلمهم وكافرهم عدا أبي لهب وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب لشدة عداوتهما للرسول ص وأبو سفيان أسلم بعد ذلك وحسن اسلامه وانحاز إليهم بنو المطلب بن عبد مناف فكانوا أربعين رجلا وحصن أبو طالب الشعب وكان يحرسه ليلا ونهارا وأخافتهم قريش فكانوا لا يخرجون ولا يأمنون الا من موسم إلى موسم، موسم العمرة في رجب وموسم الحج في ذي الحجة وقطعوا عنهم الميرة إلا ما كان يحمل سرا وهو شئ يسير لا يمسك ارماقهم حتى بلغ بهم الجهد وسمع أصوات صبيانهم من وراء الشعب وذلك أشد ما لقي رسول الله ص وأهل بيته بمكة. وكان هشام بن عمرو أحد بني عامر بن لؤي يأتي بالبعير بعد البعير قد أوقره طعاما أو تمرا إلى فم الشعب فينزع عنه خطامه ويضربه على جنبيه فيدخل الشعب فبقوا في الشعب سنتين أو ثلاث سنين وأرسل الله تعالى على الصحيفة الأرضة فلحستها الا باسمك اللهم فأخبر الله تعالى نبيه بذلك فذكره لعمه أبي طالب فقال لقريش إن ابن أخي اخبرني أن الله قد سلط على صحيفتكم الأرضة فأكلتها غير اسم الله فإن كان صادقا نزعتم عن سوء رأيكم وإن كان كاذبا دفعته إليكم قالوا قد أنصفتنا ففتحوا فإذا هي كما قال فقالوا هذا سحر ابن أخيك وتلاوم رجال من قريش على ما صنعوا ببني هاشم فمشي هشام بن عمرو إلى زهير ابن أبي أمية المخزومي وزهير ختن أبي طالب على ابنته عاتكة وقال أ رضيت ان يكون أخوالك هكذا قال فما اصنع وأنا رجل واحد قال وجدت ثانيا قال ابغنا ثالثا فما زالوا كذلك حتى صاروا خمسة فيهم غير هشام وزهير مطعم بن عدي وأبو البختري بن هشام وزمعة بن الأسود فاقبلوا إلى أندية قريش فقال زهير يا أهل مكة نأكل الطعام ونشرب الشراب ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى والله لا اقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة فقال أبو جهل كذبت والله لا تشق فقال زمعة أنت والله اكذب فقال أبو البختري صدق والله زمعة وقال مطعم وهشام مثل ذلك فقال أبو جهل هذا أمر قضي بليل وقام مطعم إلى الصحيفة فشقها وخرج بنو هاشم من حصار الشعب في السنة العاشرة أو التاسعة من النبوة إلى مساكنهم وتوفيت خديجة وأبو طالب وفي تاريخ وفاتهما اختلاف كثير فقيل توفيا في عام واحد توفي أبو طالب بعد البعثة بست سنين وثمانية أشهر وأربعة وعشرين يوما وتوفيت خديجة بعده بثلاثة أيام فسمى رسول الله ص ذلك العام عام الحزن وقيل ماتت خديجة قبل الهجرة بسنة حين خرج رسول الله ص من الشعب ومات أبو طالب بعدها بسنة. وكما أوصى عبد المطلب ابنه أبا طالب بنصر النبي ص فقام به أحسن قيام كذلك اوصى أبو طالب ابنيه عليا وجعفرا وأخويه حمزة وعباسا بنصره ص فقاموا به أحسن قيام لا سيما علي وحمزة وجعفر وفي ذلك يقول أبو طالب:
- أوصي بنصر النبي الخير مشهده * عليا ابني وعم الخير عباسا - - وحمزة الأسد المخشي جانبه * وجعفرا ان تذودوا دونه الناسا - - وهاشما كلها أوصي بنصرته * ان يأخذوا دون حرب القوم امراسا - - كونوا فدى لكم نفسي وما ولدت * من دون أحمد عند الروع أتراسا - - بكل أبيض مصقول عوارضه * تخاله في سواد الليل مقباسا - وقال رسول الله ص ما زالت قريش كاعة عني حتى مات أبو طالب فلما توفي نالت قريش من رسول الله ص واجترأت عليه فخرج إلى الطائف يعرض نفسه على القبائل ومعه زيد بن حارثة بعد ثلاثة أشهر من موت خديجة فأغروا به صبيانهم وسفاءهم يسبونه ويصيحون به ويرمونه بالحجارة حتى أدموا رجليه وزيد يقيه بنفسه حتى شج في رأسه ففر منهم إلى حائط لعتبة وشيبة ابني ربيعة فدخله ورجعوا عنه وجلس إلى ظل شجرة فأرسل عتبة وشيبة غلاما لهما نصرانيا يقال له عداس بعنب في طبق فوضعه بين يديه فقال باسم الله وأكل منه فعجب عداس من ذلك وقال هذا كلام لا يقوله أهل هذه البلاد فسأله عن بلده وعن دينه فأخبره انه نصراني من أهل نينوى فقال أ من قرية الرجل الصالح يونس بن متى قال وما يدريك به قال ذلك أخي كان نبيا وانا نبي فأكب عداس عليه يقبل رأسه ويديه وقدميه واسلم فعجب ابنا ربيعة من ذلك وقالا لا يصرفنك هذا الرجل عن دينك فهو خير من دينه وعاد رسول الله ص إلى مكة في جوار مطعم بن عدي وجعل يعرض نفسه على قبائل العرب في المواسم وفي منازلها وعمه أبو لهب واسمه عبد العزى يتبعه ايان ذهب يحرض الناس على أن لا يستمعوا له.
الاسراء والمعراج قيل كانا في ليلة واحدة، واختلف في تاريخ ذلك فقيل كان ذلك سنة اثنتي عشرة من البعثة قبل الهجرة بسنة أو سنة إحدى عشرة من البعثة قبل الهجرة بسنتين أو قبل الهجرة بستة أشهر في السابع عشر من شهر رمضان ليلة السبت أو بعد النبوة بسنتين ليلة الاثنين في شهر ربيع الأول أو ليلة سبع عشرة من ربيع الأول أو ليلة سبع وعشرين منه أو ليلة سبع وعشرين من ربيع الآخر أو ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان أو ليلة تسع وعشرين منه أو ليلة سبع وعشرين من رجب على اختلاف الروايات والأقوال وقيل كانا في وقتين مختلفين والمعراج بعد الاسراء في ليلة أخرى.
وأقام رسول الله ص بمكة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة منها ثلاث

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 230
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست