نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 105
عضوض وسلطان يتوارثه بنو أمية مادام
الإمام الحسن عليهالسلام
حياً ؛ ولهذا فكّر في التخلّص من الإمام عليهالسلام
فقتله بالسمّ. قال قتادة وأبوبكر بن حفص : « سُمَّ الحسن ابن علي ، سمّته
امرأته بنت الأشعث بن قيس الكندي ، وقالت طائفة كان ذلك منها بتدسيس معاوية
إليها وما بذل لها في ذلك » [١].
ولما مات ورد البريد بموته على معاوية ، فقال : « يا عجباً من الحسن شرب شربة من عسل بماء رومة فقضى نحبه » [٢].
وفي رواية عن الإمام الحسن عليهالسلام
قال : « لقد رقي إليّ أنّه كتب إلى ملك الروم يسأله أن يوجّه إليه من السمّ
القتال بشربة ، فكتب إليه ملك الروم : أنّه لا
يصلح لنا في ديننا أن نعين على قتال من لا يقاتلنا. فكتب إليه : إنّ هذا
ابن الرجل
الذي خرج بأرض تهامة قد خرج يطلب ملك أبيه ، وأنا أريد أن أدّس إليه من
يسقيه ذلك ، فاريح العباد والبلاد منه ، ووجّه إليه بهدايا وألطاف ، فوجّه
إليه
ملك الروم بهذه الشربة التي دسّ بها فسقيتها » [٣].
وعملية السم ليست عملية حقد شخصي أو ناجمة عن خلافات عشائرية أو قبلية ،
بل هي تآمر سافر على مستقبل الرسالة الإسلامية ، فهي ليست قتل لشخص فحسب ،
بل هي قتل للمفاهيم والقيم التي أراد الإمام عليهالسلام
لها أن تكون الحاكمة على الدولة والمجتمع الإسلامي. وكان الإمام الحسن عليهالسلام
يقول : « قد سقيت السمّ مراراً ، فلم أسق مثل هذا » [٤].
وقال الشعبي : « إنّما دسّ إليها معاوية ، فقال : سمّي الحسن وأزوّجك يزيد
وأعطيك مائة ألف درهم ، فلمّا مات الحسن بعثت إلى معاوية تطلب انجاز الوعد ،
فبعث إليها بالمال ، وقال : إنّي أحبّ يزيد وأرجو حياته لولا ذلك لزوجتك
إيّاه » [٥].
واتفق المؤرخون على أنّ الإمام عليهالسلام
اُستشهد بالسمّ ، وإنّ