نام کتاب : الإمام الحسن السّبط عليه السلام سيرة وتاريخ نویسنده : العذاري، السيد سعيد كاظم جلد : 1 صفحه : 104
طاعة الله ، فقال : أمّا
مسيري إلى أبيك فليس من ذلك ، قال : بلى ، ولكنك أطعت معاوية على دنيا
قليلة زائلة ، فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك ، ولو
كنت إذ فعلت شراً قلت خيراً كان ذاك كما قال الله تبارك وتعالى : (خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا)[١] ، ولكنّك كما قال
جلّ ثناؤه : (كَلَّا
بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[٢] ».
ومن خبث معاوية أنه قال يوماً في مجلسه
: « إذا لم يكن الهاشمي سخياً لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن الزبيري شجاعاً لم يشبه حسبه ، وإذا لم يكن المخزومي تائهاً لم
يشبه حسبه ، وإذا لم يكن الأموي حليماً لم يشبه حسبه ». فبلغ ذلك ـ الإمام ـ الحسن بن علي عليهماالسلام
فقال : « والله ما أراد الحقّ ، ولكنّه أراد أن يغري بني هاشم بالسخاء
فيفنوا أموالهم ويحتاجوا إليه ، ويغري آل الزبير بالشجاعة فيفنوا بالقتل ،
ويغري بني مخزوم بالتيه فيبغضهم الناس ، ويغري بني أمية بالحلم فيحبهم
الناس » [٣].
غدر
معاوية واغتيال الإمام الحسن عليهالسلام :
أيقن معاوية أنّ بقاء الإمام الحسن عليهالسلام حيّاً يشكّل تهديداً
واضحاً لنظامه القائم على أساس الخداع والتضليل وتزوير الحقائق وشراء الضمائر ، لأنه عليهالسلام
الخليفة الحق والأعلم والأتقى والقمة في جميع مقوّمات الشخصية الانسانية ،
وزيادة على مؤهلاته الذاتية فإنّه يتمتع بفضائل ومقامات وردت في القرآن
الكريم وأحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وفي مقابل ذلك يبقى معاوية باغياً طليقاً مبتزّاً متسلطاً غاصباً للسلطة
والحكومة لا يملك أي مؤهلات سوى الخداع والتضليل وشراء الضمائر كمقوّمات
لبقائه في السلطة ، وهو لا يستطيع الاستمرار في التسلط وممارسة الانحرافات
المخالفة للكتاب والسنة ، وتحويل الخلافة إلى ملكٍ