نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 22
ثم لم يذكره الشيخ في الرجال ولا في
الفهرست إلاّ طريقاً لمَا يرويه من كتب أبي مِخْنف [١] ، ولعلّ السبب في ذلك يرجع إلى أنّ
كتبه التي كانت تخصّ تاريخ الشيعة هي ما يرويه عن شيخه أبي مِخْنف ، وأمّا سائر
كتبه ، فليس فيها ما يخصّ تاريخ الشيعة.
وقد نصّ كثير من علماء السير والتراجم
من العامّة على علمه وحفظه تشيّعه ، قال ابن خلكان : كان واسع الرواية لأيّام
النّاس وأخبارهم ، وكان أعلم النّاس بعلم الأنساب ، وكان من الحفّاظ المشاهير ، توفّي
(٢٠٦ هـ) [٢].
وقال أبو أحمد بن عدي في كتابه الكامل :
للكلبي أحاديث صالحة ، ورضوه في التفسير ، وهو معروف به ، بل ليس لأحد تفسير أطول
منه ولا أشبع ، وهو يفضّل على مقاتل بن سليمان ؛ لمَا في مقاتل من المذاهب الرديئة
، وذكره ابن حبّان في الثقات [٣].
هذا المقتل المتداول :
تتداول الأيدي والمطابع في هذه العهود
المتأخّرة كتاباً في مقتل الحسين
الباب ، والظاهر
أنّه الصواب.
هذا وقد صرّح النّجاشي في
كتابه في ترجمة الشيخ الكشّي يقول : كان ثقةً عيناً ... له كتاب الرجال ، كثير
العلم ، وفيه أغلاط كثيرة ... صحب العيّاشي وأخذ عنه ، وروى عن الضعفاء / ٣٦٣. وقال
في ترجمة العيّاشي : ثقة صدوق ، عين من عيون هذه الطائفة ، وكان في أوّل أمره
عامّي المذهب ، ثمّ تبصّر وكان يروي عن الضعفاء كثيراً / ٢٤٧. فلعلّ الكشّي أخذ
قوله هذا من العيّاشي ، وهو قال : بأنّ الكلبي من العامّة ؛ لكونه هو عاميّاً بادئ
أمره ، وأنّ الكلبي كان مستوراً يعمل بالتقيّة كما ذكره الكشّي.
[٢] وقد نقل الطبري
، عن الكلبي في تاريخه في ثلاثمئة وثلاثين مورداً ، ومع ذلك لمْ يتعرّض لترجمته في
ذيل المذيّل ، وإنّما ذكر أباه / ١٠١ ، فقال : إنّ جدّه بشر بن عمرو الكلبي وبنيه
السّائب ، وعبيد وعبد الرحمن شهدوا الجمل وصفّين مع علي (عليه السّلام).