نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 23
(عليه السّلام) نسب
إلى أبي مِخْنف ، ومن العلوم الواضح أنّه ليس لأبي مِخْنف ، وإنما هو من جمع جامع
غير أبي مِخْنف ، ولا يُدرى بالضبط متى؟ وأين؟ وممّن وُجد هذا الكتاب؟ ومتى طُبع
لأوّل مرّة؟.
يقول الإمام شرف الدين (قدّه) : ولا
يُخفى أنّ الكتاب المتداول في مقتله (عليه السّلام) ، المنسوب إلى أبي مِخْنف ، قد
اشتمل على كثير من الأحاديث التي لا علم لأبي مِخْنف به ، وإنّما هي مكذوبة على
الرجل ، وقد كثرت عليه الكذّابة وهذا شاهد على جلالته [١].
وقال المحدّث القميّ : وليعلم إنّ لأبي
مِخْنف كتباً كثيرةً في التاريخ والسير ، منها كتاب : مقتل الحسين (عليه السّلام) الذي
نقل عنه أعاظم العلماء المتقدّمين واعتمدوا عليه ... ، ولكن للأسف أنّه فُقد ولا
يوجد منه نسخة ، وأمّا المقتل الذي بأيدينا وينسب إليه ، فليس له ، بل ولا لأحد من
المؤرخين المعتمدين ، ومن أراد تصديق ذلك ، فليقابل ما في هذا المقتل وما نقله
الطبري وغيره عنه حتّى يعلم ذلك ، وقد بيّنت ذلك في نفس المهموم في : طرمّاح بن
عدي ، والله ، العالم [٢].
فلمْ يكن لي بدّ ـ وأنّا أريد تحقيق
الكتاب ـ أنْ أنظر ما في هذا المقتل الموضوع ، فمن المقطوع به أنّ الكتاب من جمع
جامع غير أبي مِخْنف ، ولا يُدري مَن هو هذا الجامع ومتى جمعه؟ والذي يبدو لي أنّه
كان من العرب المتأخّرين غير عارف بالتاريخ والحديث والرجال ، وحتّى الأدب العربي
؛ فإنّه يستعمل في الكتاب كلمات هي من استعمال العرب المتأخّرين باللغة الدارجة
العاميّة.