[فـ] ـقال (ع) : لمَن هذا الفسطاط؟
فقِيل : لعبيد الله بن الحرّ الجُعفي [٣].
قال (ع) : «أدعوه لي». وبعث إليه [رسول] ، فلمّا أتاه الرسول ، قال [له] : هذا
الحسين بن علي (عليه السّلام) يدعوك. قال عبيد الله بن الحرّ : إنّا لله وإنّا
إليه راجعون ، والله ، ما خرجت من الكوفة إلاّ كراهة أنْ يدخلها الحسين (ع) وأنا
بها ، والله ، ما أريد أنْ أراه ولا يراني.
فأتاه الرسول فأخبره ، فأخذ الحسين (عليه
السّلام) نعليه فانتعل ثمّ قام ، فجاءه حتّى دخل عليه فسلّم وجلس ، ثمّ دعاه إلى
الخروج معه ، فأعاد ابن الحرّ تلك المقالة ، فقال (عليه السّلام) : «فإنْ لا
تنصرنا ، فاتّق الله أنْ تكون ممّن يُقاتلنا ، فوالله ، لا يسمع واعيتنا أحد ثمّ
لا ينصرنا إلاّ هلك». ثمّ قام من عنده [٤].
قال عقبة بن سمعان : لمّا كان في آخر
اللّيل أمر الحسين (عليه السّلام) بالاستقاء من الماء ، ثمّ أمرنا بالرحيل ففعلنا.
فلمّا ارتحلنا من قصر بني مقاتل وسرنا ساعة خفق الحسين (عليه السّلام) برأسه خفقة
، ثمّ انتبه وهو يقول : «إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين».
ففعل ذلك مرّتين أو ثلاثاً.
فأقبل إليه ابنه عليّ بن الحسين (عليه
السّلام) على فرس له ، فقال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ
العالمين ، يا أبتِ جُعلت فداك ممّ حمدت الله
دنوت من عذيب
الهجانات ، استقبلني سماعة بن بدر فنعاه إليّ ، فرجعت ٥ / ٤٠٦.
[١] في المعجم : يقع
بين القرّيات والقطقطانة وعين التمر.