نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 175
فترقرقت عينا الحسين (عليه السّلام) ولمْ
يملك دمعه ، ثمّ قال : «مِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ
وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [١]
اللهمّ ، اجعل لنا ولهم الجنّة نزلاً ، واجمع بيننا وبينهم في مستقرّ رحمتك ، ورغائب
مذخور ثوابك» [٢].
[ثمّ إنّ] الطرّماح بن عدي دنا من
الحسين (ع) ، فقال له : إنّي والله ، لأنظر فما أرى معك أحداً ، ولو لمْ يُقاتلك
إلاّ هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفى بهم ، وقد رأيت قبل خروجي من الكوفة إليك
بيوم ظهر الكوفة ، وفيه من النّاس ما لمْ ترَ عيناي في صعيد واحد جمعاً أكثر منه ،
فسألت عنهم ، فقِيل : اجتمعوا ليعرضوا ثمّ يسرّحون إلى الحسين (ع). فأنشدك إنْ
قدرت على أنْ لا تقدم عليهم شبراً إلاّ فعلت ، فانْ أردت أنْ تنزل بلداً يمنعك
الله به حتّى ترى مَن رأيك ويستبين لك ما أنت صانع ، فسرْ حتّى أنزلك مناع جبلنا
الذي يدعى (أجأ) [٣]
فأسير معك حتّى أنزلك (القريّة) [٤].
فقال له [الحسين (عليه السّلام)] : «جزاك
الله وقومك خيراً! أنّه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على
الانصراف ، ولا ندري عَلامَ تنصرف بنا وبهم الأمور في عاقبة».
قال الطرمّاح بن عدي فودّعته وقلت له
دفع الله عنك شرّ الجنّ والأنس [٥].
[٥] قال أبو مِخْنف
: حدّثني جميل بن مريد عن الطرمّاح ٥ / ٤٠٦. وتمام الخبر : إنّي قد امترت لأهلي من
الكوفة ميرة ومعي نفقة لهم ، فآتيهم فأضع ذلك فيهم ثمّ أقبل إليك إنْ شاء الله ، فإنّ
الحقك فوالله ، لأكوننّ من أنصارك.
قال الحسين (عليه السّلام) : «فإنْ
كنت فاعلاً فعجّل ، رحمك الله».
قال : فلمّا بلغت أهلي ، وضعت
عندهم ما يصلحهم وأوصيت وأخبرتهم بما أريد ، وأقبلت حتّى إذا
نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 175