نام کتاب : وقعة الطّف نویسنده : أبو مخنف الازديي جلد : 1 صفحه : 174
فقال [الحسين (عليه السّلام)] : «أمَا
والله ، إنّي لأرجو أنْ يكون خيراً ما أراد الله بنا ، قُتلنا أمْ ظفرنا».
وأقبل الحرّ بن يزيد ، فقال [للإمام (عليه
السّلام)] : إنّ هؤلاء النّفر الذين من أهل الكوفة ليسوا ممّن أقبل معك ، وأنا
حابسهم أو رادّهم.
فقال له الحسين (عليه السّلام) : «لأمنعنّهم
ممّا أمنع منه نفسي ، إنّما هؤلاء أنصاري وأعواني ، وقد كنت أعطيتني أنْ لا تعرض
لي بشيء حتّى يأتيك كتاب من ابن زياد».
فقال [الحرّ] : أجل ، لكن لمْ يأتوا معك.
قال [الحسين (عليه السّلام)] : «هم
أصحابي ، وهم بمنزلة مَن جاء معي ، فإنّ تممت عليّ ما كان بيني وبينك وإلاّ ناجزتك».
فكفّ عنهم الحرّ.
ثمّ قال لهم الحسين (عليه السّلام) : «أخبروني
خبر النّاس وراءكم؟».
فقال له مجمّع بن عبد الله العائذي ، وهو
أحد النّفر الأربعة الذين جاؤوه [١]
: أمّا ، أشراف النّاس ، فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائزهم ، يستمال ودّهم ويستخلص
به نصيحتهم ، فهم ألب [٢]
واحد عليك ؛ وأمّا سائر النّاس بعد ، فإنّ أفئدتهم تهوي إليك وسيوفهم غداً مشهورة
عليك.
قال (ع) : «أخبروني ، فهل لكم برسولي
إليكم؟». قالوا : مَن هو؟ قال : «قيس بن مسهر الصيداوي». قالوا : نعم ، أخذه
الحصين بن تميم فبعث به إلى ابن زياد ، فأمره ابن زياد أنْ يلعنك ويلعن أباك فصلّى
عليك وعلى أبيك ولعن ابن زياد وأباه ، ودعا إلى نصرتك وأخبرهم بقدومك ، فأمر به
ابن زياد فأُلقي من طمار [٣]
القصر.
[١] لعلّهم جابر بن
الحرّث السّلماني ، وعمر بن خالد الصيداوي وسعد مولاه الذين ذكرهم أبو مِخْنف : أنّهم
قاتلوا معاً في أوّل القتال حتّى قُتلوا في مكان واحد ٥ / ٤٤٦.