نام کتاب : روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 2 صفحه : 379
ويصلّون عليه فيكتب لهم الأجر ، وللميّت الاستغفار ، ويكتسب هو الأجر بما
اكتسب لهم» [١].
ولا كلام في
أصل الإعلام ، لكن هل يشرع النداء؟ قال في الخلاف : لا أعرف فيه نصّاً [٢].
وفي المعتبر
والتذكرة : لا بأس به ؛ لما يتضمّن من الفوائد ، وخلوّه من منعٍ شرعيّ [٣].
(والدعاء
عند المشاهدة) للميّت بما روي عن عليّ بن الحسين» أنّه كان يقول إذا رأى جنازة : «الحمد
لله الذي لم يجعلني من السواد المخترم» [٤].
والمراد
بالسواد الشخص ، والمخترم بالخاء المعجمة : الهالك أو المستأصل.
ويجوز الحمل
هنا على كلّ منهما ، فإن أُريد الأوّل ، حمل على الجنس ، والمعنى : الحمد لله الذي
لم يجعلني من الهالكين.
ولا تنافي بين
هذا وبين حبّ لقاء الله ؛ لأنّ المراد بذلك حال الاحتضار ؛ لما روي عن النبيّ أنّه
قال : «مَنْ أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه ، ومَنْ كره لقاء الله كره الله لقاءه»
فقيل لهُ : إنّا لنكره الموت ، فقال : «ليس ذلك ، ولكنّ المؤمن إذا حضره الموت
بُشّر برضوان الله وكرامته ، فليس شيء أحبّ إليه ممّا أمامه ، فأحبّ لقاء الله
وأحبّ الله لقاءه ، وإنّ الكافر إذا حضر بُشّر بعذاب الله ، فليس شيء أكره إليه
ممّا أمامه ، كره لقاء الله وكره الله لقاءه» [٥]. وبقيّة عمر المؤمن نفيسة لا ثمن لها ، كما ورد في
الأخبار [٦] ، فحبّ البقاء للازدياد في الطاعة والاستعداد للآخرة لا
ينافيه حبّ لقاء الله بغير ذلك ، فكلّ من الموت والبقاء له وجه محبوبيّة ومكروهيّة
، أو نقول : حبّ لقاء الله يقتضي كمال الاستعداد ، وإنّما يكون بالبقاء في دار
التكليف ، فلا منافاة.
ويمكن أن يكون
في هذا الدعاء إشارة إلى مقام التفويض إلى الله تعالى والتوكّل عليه