نام کتاب : روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 374
(و) مياه (الغدران) جمع غدير ، وهو القطعة من الماء يغادرها السيل ، أي
يتركها ، وهو فعيل بمعنى مفاعَل [١] من غادره. أو بمعنى فاعل لأنّه يغدر بأهله ، أي ينقطع
عند شدّة الحاجة إليه.
وحكم هذه
المياه بجميع أقسامها أنّه (إن كان قدرها كُرّاً) وله تقديران :
أحدهما :
الوزن. وأشهر الأقوال فيه (هو) أنه (ألف ومائتا رطل) لمرسلة ابن أبي عمير عن الصادق [٢].
وفسّرها
المصنّف تبعاً للشيخين [٣](بالعراقي) إمّا لأنّ المُرسِل عراقي فأفتاه عليهالسلام بلغته وعادة بلده لوجوب كون الخطاب من الحكيم متواضعاً [٤] عليه ، جارياً
على الحقيقة إلى أن يدلّ دليل على إرادة المعنى المجازي منه حذراً من الإغراء
بالجهل ، وذلك يقتضي وجوب رعاية ما يفهمه السائل ويتعارفه. أو لتأيّده بصحيحة
محمّد بن مسلم عنه عليهالسلام الكُرّ ستمائة رطل [٥] بالحمل على رطل مكّة ، وهو رطلان بالعراقي ، أو لمناسبة
الحمل عليها لرواية الأشبار [٦] إذ من المستبعد تحديد مقدار الشيء الواحد بأمرين
متفاوتين. أو لأصالة طهارة الماء خرج منه ما نقص من الأرطال العراقيّة بالإجماع ،
فيبقى الباقي على الأصل.
وفسّرها
المرتضى تبعاً لابن بابويه [٧] بالمدني [٨] وهو مائة وخمسة وتسعون درهماً قدر رطل عراقي ونصف
للاحتياط ، أو لأنّ الغالب كونهم عليهمالسلام ببلدهم فيجيبون [٩] بأرطاله.
أقول : وإن كان
القول الأوّل هو المشهور بين لأصحاب فإنّ لنا في استدلاله كلاماً من وجوه :
الأوّل : حمل
الأرطال على بلد المُرسِل وهو ابن أبي عمير بناءً على أنّ الإمام لا يخاطبه إلا
بما يفهمه ويتعارفه ، ففيه : أنّه رحمهالله ليس هو الراوي عن الإمام ، وإنّما روى عن